وزير خارجية فرنسا يجري مباحثات في القاهرة مع الرئيس مبارك وشيخ الأزهر

طنطاوي يدعو لعدم تحميل المسلمين أخطاء الحمقى والمجرمين

TT

تلقى الرئيس المصري حسني مبارك رسالة شفهية من الرئيس الفرنسى جاك شيراك، نقلها اليها فيليب دوست بلازي وزير خارجية فرنسا خلال استقبال مبارك له أمس بمقر رئاسة الجمهورية، والوفد المرافق له. وعقب المقابلة، صرح بلازي بأن الرسالة التي نقلها الى الرئيس مبارك من الرئيس شيراك هي رسالة احترام وصداقة.. وقال «لقد أكدت خلال اللقاء رغبة الرئيس شيراك في أن يزور مصر في اقرب وقت ممكن».

كما أعرب دوست بلازي للرئيس مبارك عن رغبة فرنسا في تطوير العرض التربوي الفرنسي، وخاصة الجامعة الفرنسية في مصر التي تبدأ بداية واعدة. وأضاف أن البلدين يقفان جنبا الى جنب في مواجهة تحدي الارهاب، مشيرا الى ان اللقاء تطرق ايضا الى الحديث عن قوانين مكافحة الارهاب التي يعدونها في فرنسا، مؤكدا أن الرئيس مبارك اوضح له انه يفكر في قانون مماثل في مصر. واشار دوست بلازى الى أنه قدم التهنئة للرئيس مبارك لاعادة انتخابه في إطار من التعددية السياسية، معربا عن رغبة بلاده في التعاون مع مصر في الدرب الذي تسير عليه. وحول الاقتراح الفرنسى بعقد مؤتمر دولى حول العراق لتفادي عدم تقسيم العراق قال «إن الاقتراح الفرنسى في هذا الشأن جاء نظرا للاوضاع الحالية في العراق، وعلى ضوء العملية الدستورية التي لا تحظى باعتراف جميع الاطراف، وعلى ضوء رغبة فرنسا في أن تكون هناك شمولية في العملية السياسية وبسبب تزايد العنف وترسخ الانقسامات الطائفية، فان فرنسا ترى أنه من الاهمية بمكان عقد مؤتمر دولى حول هذا الموضوع»، مشيرا إلى أن الرئيس مبارك لم يعترض على هذا الموضوع. كما استقبل الرئيس مبارك تيري رود لارسون المبعوث الخاص للسكرتير العام للامم المتحدة والوفد المرافق له. من جهة اخرى طالب شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي الذي استقبل بلازي يرافقه الدكتور دليل ابوبكر رئيس المجلس الفرنسي للعقيدة الإسلامية والسفير الفرنسي في القاهرة جان كلود كيروسوان بفتح نوافذ جديدة للحوار بين الإسلام والغرب بهدف إزالة سوء الفهم عن الإسلام، خاصة أن هناك أبواقاً في الغرب تعمل على ترويج المفاهيم الخاطئة عن الإسلام والإساءة إلى المسلمين وتصوير الدين الإسلامي على أنه دين إرهاب وتعصب، داعياً الغرب إلى التزام الموضوعية في الحكم على الأشياء ووضع الأمور في نصابها الصحيح وعدم تحميل المسلمين في العالم لأخطاء يرتكبها بعض الحمقى والمجرمين الذين لا يفهمون أبسط تعاليم الإسلام حتى لا يؤخذ البريء بذنب الجاني. وأكد شيخ الأزهر أن الحوار ضرورة بين الإسلام والغرب خاصة الحوار القائم على الموضوعية لخلق مزيد من التفاهم ونبذ الفرقة والتعصب الأعمى، مشيراً إلى أن الحوار لا يكون في العقائد لأنه سيكون حواراً عقيماً لا يجدي ولا يؤدي إلى المحبة بل يزيد الكراهية، مشيراً إلى أهمية الحوار الثقافي والحوار في المساحات المشتركة التي اتفقت عليها الأديان السماوية.

ووصف العلاقة بين الأزهر وفرنسا بأنها علاقات ثقافية منذ القدم، مشيراً إلى أن العديد من علماء الأزهر قد تلقوا دراساتهم في فرنسا وآخرهم الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر الأسبق.