شخصيات عراقية زارت الكويت أخيرا: إيران تعزز هيمنتها على الجنوب متشجعة بالضغوط الأميركية الداخلية للانسحاب

تعتبر أن النزوح العربي السني الكبير إلى الخارج ودعم التمرد يساعدان في تحقيق مخطط طهران

TT

نقلت شخصيات عراقية زارت الكويت اخيرا ضمن وفد رفيع المستوى الى مسؤولين كويتيين، معلومات بالغة الحساسية والأهمية حول الأوضاع السياسية والاجتماعية في العراق وحجم التدخل الإيراني في البلاد، وبصفة خاصة في المناطق الجنوبية، اكدت حدوث عملية نزوح؛ لافتة للعرب السنة، باتجاه سورية والأردن وبعض الدول الخليجية. واعتبرت هذه الشخصيات ان هذا النزوح ومقاطعة بعض العرب السنة للعملية السياسية ودعمهم للتمرد المسلح في البلاد، يساعد في تحقيق المخطط الايراني للهيمنة على العراق.

وأوضحت الشخصيات العراقية أن هناك أجهزة أمنية وبلدية في المناطق الجنوبية أصبحت تحت سيطرة أجهزة الحرس الثوري الإيراني بالكامل، وأن الاجهزة الايرانية تركز الآن على الجانب الفكري بعدما فرضت سيطرتها الأمنية عن طريق الميليشيات بأنواعها المختلفة، وبعد تنفيذ عمليات تصفية جسدية لكل العناصر السياسية والاجتماعية والثقافية التي تحاول التصدي للنفوذ الايراني وواجهاته العراقية، مشيرة الى أن المدارس والجامعات يتم الضغط عليها من خلال فرض أساتذة محسوبين على الفكر الموالي لإيران وإغراقها بالكتب والمنشورات من دور النشر والإذاعات والتلفزيونات الممولة من الإيرانيين، بالإضافة الى المطبوعات التي ترد بكميات ضخمة من دور النشر اللبنانية المحسوبة على «حزب الله» الإيراني بشكل رئيسي وليس الفكر العقائدي الجعفري فقط.

وكشفت هذه الشخصيات أن مليوني إيراني دخلوا العراق لزيارة المراقد المقدسة في العامين التاليين لسقوط النظام السابق عاد منهم مليون و 680 ألفا الى ايران فيما استوطن البقية العراق وحصلوا على وثائق ثبوتية بأشكال مختلفة.

وأيدت هذه الشخصيات معلومات بشأن الدور السوري ايضا بالنسبة للسنة العرب في المناطق الغربية، وهم يصفون هذا الدور بأنه «وقائي لتخريب المشروع الأميركي في العراق»، وهو ما يجعله يختلف عن الدور الإيراني الذي يسعى للهيمنة واستقطاع المناطق الجنوبية، معربين عن المخاوف من أن «نجاح» التجربة الإيرانية في جنوب لبنان بتحقيق نوع من الهيمنة عن طريق «حزب الله» ربما يغري بان الامر سيكون سهل المنال في جنوب العراق ايضا. ولاحظت هذه الشخصيات، أنه كلما ارتفعت الأصوات الأميركية المعارضة لاستمرار بقاء القوات الأميركية في العراق والمطالبة بسحب هذه القوات، كلما أحست الأجنحة المختلفة من السلطة الإيرانية ومناصريها داخل العراق بأن الهدف أصبح اسهل على التحقق. ولا تغيب عن البال هنا صورة سقوط مدينة سايغون الفيتنامية في ايدي الثوار الفيتناميين عام 1975 فور انسحاب القوات الاميركية منها، مشيرين الى أن هناك أعدادا كبيرة من السنة العرب بدأت بمغادرة البلاد فيما الباقون يساهمون جزئيا في تحقيق الخطة الإيرانية عن طريق التمرد ومقاطعة العملية السياسية. وأكدت هذه الشخصيات أن مقاطعة الانتخابات التي جرت مطلع العام الحالي كانت خطأ جسيما.

ونوهت هذه الشخصيات بالمناقشات والتحركات الجارية لإنشاء تحالف وطني واسع يلعب فيه رئيس الوزراء السابق الدكتور اياد علاوي دورا بارزا، وذلك لوضع استراتيجية موحدة يمكن ان يشارك فيها الأكراد خاصة، بعد حالتي التذمر والإحباط اللتين يعاني منهما «التحالف الكردستاني» والرئيس جلال طالباني من موقف «الائتلاف الشيعي» ورئيس الوزراء ابراهيم الجعفري. وأكدت هذه الشخصيات أن العرب السنة سيبذلون جهدا مع شرائح واسعة من العراقيين لإنجاز هذا التحالف الواسع، موضحة أن الحكومة القادمة ستكون الحكومة الشرعية الحقيقية والتي ستؤسس للدولة العراقية الحديثة.