الكشف عن قصرين لصدام على «الشاطئ اللازرودي» الفرنسي

أحدهما حنفياته من الذهب وصالونه شبيه بقاعة المرايا في قصر فرساي التاريخي

TT

أكدت مصادر عراقية في باريس التقارير الصحافية التي أفادت بامتلاك الرئيس العراقي السابق صدام حسين وعائلته قصرين بالغي الفخامة على الشاطئ الفرنسي على البحر الابيض المتوسط المسمى الشاطئ اللازوردي. وقالت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» إن القصرين يعودان رسميا الى شركة عقارية مسجلة في دولة ليخنشتاين المعروفة بأنها ملجأ لثروات الأغنياء الكبار في العالم، واسم الشركة «لوغارشيو» والغرض منها ومن استمرارها إخفاء ملكية صدام للقصرين.

وكانت الأمم المتحدة قد أمرت العام الماضي بتجميد كامل ممتلكاتها بما فيها قصرا صدام أو ممتلكات أخرى يملكها هو أو عائلته وحاشيته.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها إذاعة «أر تي أل» المسجلة في دوقية لوكسمبورغ والتي تبث بالفرنسية، فإن القصر الأول يقع على مرتفعات مدينة كان المعروفة بمهرجانها السينمائي السنوي الشهير وبفيللها وفنادقها الفخمة التي يرتادها مشاهير العالم خصوصا نجوم السينما والفن وبمجموعة الكازينوهات التي تحتضنها. وبحسب الإذاعة المذكورة، فإن مساحة قصر صدام في كان الواقع على تلة مشرفة على خليج كان، وفي المنطقة الراقية منها، تبلغ 600 متر مربع. والقصر المتروك منذ عام 2003، مزود بمسبح وتزينه الأعمدة الرخامية البيضاء ما يعني أن قيمته الحقيقية تزيد على عشرة ملايين يورو. وأفاد الصحافي الذي نجح في زيارته أن صالون القصر شبيه بقاعة المرايا في قصر فرساي التاريخي الشهير الذي سكنه لويس الرابع عشر وطردت منه الثورة الفرنسية خليفته لويس السادس عشر الذي تدحرج رأسه أمام المقصلة في ساحة الكونكورد.

وقصر صدام في كان الذي هجر منذ سقوطه وجرد من كل مقتنياته، مجهز بغرفة نوم من الطراز القديم مطلي سريرها بالذهب وبقاعة حمام يتوسطها جاكوزي حنفياته من الذهب ما يعكس جنون العظمة الذي كان يتحلى به سكانه. ويؤكد صحافي أر تي أل أن موجودات القصر نهبت تماما على يدي الحارس العراقي القريب من صدام الذي اختفى اثره منذ مغادرته القصر عقب سقوط نظام الرئيس العراقي السابق.

وبحسب المصادر العراقية، فإن السفارة العراقية تسعى لاسترداد القصرين بحجة أن ملكيتهما تعود للشعب العراقي. وكان قصر كان قد استضاف أفرادا من عائلة صدام ومنهم ابنه عدي أخوه غير الشقيق برزان التكريتي ورجال المخابرات العراقية. وبالنظر لقرار الأمم المتحدة، فليس من المستبعد أن تنجح السفارة العراقية في استعادة القصرين عبر المرور بالمحاكم الفرنسية. وبعكس قصر كان، فإن المقر الثاني لصدام الواقع في مدينة غراس المعروفة بأنها عاصمة العطور في فرنسا، مهجور تماما ومر عليه الكثيرون الذين لطخوا حيطانه ودمروا موجوداته أو ما كان قد تبقى منها. ويبدو أن بلدية غراس قد ناءت تحت ثقل مطالب جيران هذه الفيلا التي يملكها صدام والتي عاث فيها العابثون فطلبت من السفارة العراقية أن تعمد الى الاهتمام بها، لكن السفارة لم تقم حتى الآن بأية بادرة والسبب يعود على الأرجح أنها تنتظر أن تتم نقل ملكيتها رسميا قبل المبادرة بأي شيء.