بريطانيا تتهم إيران باستهداف جنودها في العراق

احتجاز الفرطوسي مستمر للاشتباه في تورطه في الهجوم على قوات التحالف

TT

صرح مسؤول بريطاني رفيع المستوى أمس بأن الحرس الثوري الايراني زود التكنولوجيا اللازمة لمسلحين عراقيين لضرب القوات البريطانية في العراق. ويعتبر هذا التصريح أول اشارة بريطانية رسمية لدور ايراني في تصاعد الهجمات ضد الجيش البريطاني في العراق. وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت معلومات سابقة تشير الى تعاون «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الايراني مع تنظيمات مسلحة في العراق لتشديد الضربات ضد العسكريين البريطانيين.

ونشرت هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» على موقعها الإلكتروني أمس ان مسؤولاً بريطانياً اتهم الحرس الثوري بتزويد «مجموعة شيعية في جنوب العراق» بأسلحة ومعلومات للهجوم على القوات البريطانية. وقال المسؤول الذي لم يكشف عن اسمه ان التكنولوجيا أتت من حزب الله في لبنان عبر ايران، لصناعة «قذيفة تفجيرية الشكل». وأضاف ان بريطانيا تشك في تورط جيش المهدي، الذي يسيطر عليه الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، بالهجمات على الجنود البريطانيين. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية البريطانية لـ«الشرق الأوسط» أمس ان أحد قادة جيش المهدي، أحمد الفرطوسي «ما زال محتجزاً لدى القوات البريطانية للاشتباه في تورطه مع آخرين من المعتقلين، بعمليات ضد الجنود البريطانيين». وكان اعتقال الفرطوسي قبل اسابيع قد ادى الى مظاهرات مناهضة لبريطانيا في البصرة، وتصاعدت الهجمات أخيراً في المدينة الجنوبية التي تمتعت بنسبة من الهدوء مقارنة بوسط العراق المضطرب.

وكان مصدر ايراني قد كشف لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق عن مبادرة «فيلق القدس» لتوثيق علاقته مع تنظيم «انصار الاسلام» في كردستان العراق و«تنظيم الجهاد في بلاد الرافدين» في وسط وجنوب العراق. وقال الضابط الايراني، وهو عقيد سابق في «فيلق القدس»، ان مسؤولين من الحرس الثوري التقيا اخيراً بمقر رمضان القريب من الحدود العراقية ـ الايرانية بأربعة من قياديي «انصار الاسلام» و«الجهاد» لتصعيد العمليات العسكرية ضد البريطانيين في جنوب العراق. وصرح المسؤول البريطاني أن «التخمين حول من يدعم المتمردين في العراق ليس جديداً، وبلغنا الحكومة الايرانية تكراراً ان أي تورط ايراني بالهجمات على جنود بريطانيين لن يقبل نهائياً»، ولكن المصدر رفض توضيح تقرير «بي بي سي» قائلاً ان التحقيقات مازالت مستمرة في الهجمات على الجنود البريطانيين. وأكد مسؤول في وزارة الدفاع البريطانية لـ«الشرق الأوسط» امس استمرار التحقيق في احتمال تزويد ايران المتمردين بالاسلحة في العراق، وحذر ايران قائلاً: «ليس من مصلحة ايران مساعدة المتمردين في العراق».

ومن جهة اخرى، اعتبر مصدر آخر في الخارجية البريطانية امس أن الدور الايراني في العراق لم يتغير عملياً منذ أكثر من سنتين، وقال المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ«الشرق الأوسط» إن الايرانيين يحاولون التدخل في العملية السياسية منذ اسقاط نظام صدام حسين، ولم يطرأ تبدل كبير على اسلوبهم في محاولة التأثير بالعملية السياسية، ونفى وجود «دليل قاطع» على دعم ايراني لبعض المتمردين، غير انه اوضح أن ثمة ادلة على ان ايران تقدم المال لدعم مجموعات سياسية، كما انها تسعى الى تحريك الاوضاع في البلاد كلما هدأت.

وقال الدبلوماسي البريطاني إن الصلات بين طهران ومجموعات سياسية عراقية يقال انها «تابعة لها» ليست بالصورة المبسطة التي يكثر الحديث عنها في وسائل الاعلام، واوضح ان علاقات ايران مع «المجلس الاعلى للثورة الاسلامية» او مع «جيش المهدي» ليست علاقة رئيس بمرؤوس، بل أن هناك كثيراً من التشعب والتمايز في أسلوب تعاونها مع كل منهما. وفي اطار تعليقه على روابط طهران مع المجموعتين، تساءل «علاقة من بمن؟»، في اشارة فهم منها ان ايران لا تتحدث بصوت واحد. ونفى المصدر وجود صلة مباشرة بين القرار الذي اتخذ في فيينا قبل ايام لادانة ايران بخرق التزاماتها المتعلقة بالتسلح النووي وبين دورها في العراق. واستبعد ان تعمد طهران الى العبث بحماس أشد في العراق على سبيل الانتقام للصفقة التي تعرضت اليها، بيد انه أردف ان «أصحاب القرارات الحاسمة بشأن السياسة الايرانية في العراق وأيضاً بخصوص الملف النووي هم نفس الأشخاص».