الأمم المتحدة تهدد بالانسحاب من دارفور إذا استمر تدهور الأوضاع الأمنية

TT

هددت الامم المتحدة في الخرطوم امس بانها ستنسحب من دارفور اذا استمر تدهور الاوضاع الأمنية في الاقليم في تصاعد، وقالت ان تجدد القتل في اقليم دارفور اخيرا نتج عنه تدفق الف نازح من مواقع القتال الى المعسكرات والمدن. وتستضيف المعسكرات في دارفور اصلا اكثر من مليوني نازح بسبب الحرب في دارفور منذ العام 2003.

واطلقت المنظمة الدولية نداء لتوفير مبلغ 55 مليون دولار لتحسين الاوضاع الانسانية في الاقليم، ووصفت راضية عاشوري الناطقة باسم البعثة الخاصة للامم المتحدة في السودان في مؤتمر صحافي في الخرطوم امس اوضاع النازحين في المعسكرات في دارفور بانها «سيئة»، وقالت «انهم يعانون من نقص في الخدمات الصحية والمياه».

وكشفت عاشوري عن خطة للامم المتحدة لاعادة الاستقرار في دارفور بتوفير الخدمات والاساسيات واعادة النازحين الى ديارهم، واشارت الى أن الخطة تتضمن عودة نحو 500 الف نازح الى مناطقهم خلال موسم الجفاف المقبل.

ولكن عاشوري ذكرت ان الامم المتحدة قد تنسحب من دارفور في حال استمرار تدهور الاوضاع فيها، وحثت الحكومة والحركات المسلحة الى الجدية في معالجة المشكلة في دارفور، واضافت «لا يمكن ان تستمر الامم المتحدة في صرف اموالها في مشكلة لا تجد اطرافها في الحل»، واضافت ان المنظمات الاخرى لا تتمكن في ظل التصاعد المستمر للاوضاع الأمنية في دارفور بالاستمرار في عملها «لاسباب أمنية وحرصا منها على موظفيها».

واستهجنت عاشوري ما وصفته بتعرض معسكرات النازحين في دارفور الى الهجوم، وقالت «هذا امر غريب لا يحدث في العالم»، وتساءلت: كيف يتعرض اللاجئون والنازحون العزل الى هجوم من اي طرف من اطراف النزاع». من ناحية اخرى، قالت عاشوري ان عمليات نشر القوات العسكرية التابعة للامم المتحدة تسير في تقدم مستمر حيث تم أخيرا نشر 5 الاف و742 عسكريا بينهم 752 مراقبا، وذكرت ان هناك قوات اخرى من جنسيات مصرية وهندية ستصل الى مقر البعثة سيتم نشر 475 منها في كادقلي في الفترة من الثامن والتاسع من اكتوبر الجاري، كما سيتم نشر 196 عسكريا من القوات الهندية في كل من ملكال وكادوقلي خلال الفترة من 10- 20 اكتوبر الجاري.

وقالت ان هناك مراقبين من الامم المتحدة يقومون بعمليات مراقبة روتينية في كافة المناطق بتنسيق ودعم من القوات الحكومية وقوات الحركة الشعبية، ومضت انه يوجد الآن حوالي 1200 عسكري حكومي و6 الاف من قوات الحركة الشعبية تم تسجيلهم حتي الآن كقوات ضمن بعثة الامم المتحدة بالسودان. وقالت عاشوري ان الوضع في منطقة «ابيي» المتنازع عليها ما تزال متوترا «بسبب تحرك القوات من جانب الحكومة والحركة الشعبية دون اخطار للامم المتحدة».

واضافت «ان التوتر بين قبيلتي «الدينكا والمسيرية» في ابيي ما يزال مستمرا الا انه لم يتطور الى صراع»، وقالت «انه إذا لم تحسم مسألة الحدود بشأن ابيي على مستوى الرئاسة بالخرطوم فان التوتر سيظل مستمرا».

الى ذلك، تسلم الفريق سلفاكير ميارديت النائب الاول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب ترشيحات حزب المؤتمر الوطني وحزب سان (جنوبي) لشغل المناصب الدستورية بحكومة جنوب السودان حسبما هو منصوص عليه في اتفاقية السلام الشاملة.

وقال الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة جنوب السودان في تصريحات امس ان بقية الاحزاب الشمالية والجنوبية لم ترفع حتى الآن ترشيحات منسوبيها لرئيس حكومة الجنوب.

وفي شان سوداني اخر، لقي 24 مواطناً مصرعهم بينهم عدد من النساء والاطفال فيما جرح اكثر من 11 ، معظمهم في حالة خطرة، في حادث مروري في منطقة «دويحات» 85 كيلومتراً شمال غربي مدينة ام درمان. وقال شهود عيان ان الحادث وقع ما بين الساعة العاشرة والحادية عشرة صباحاً بين شاحنة كانت في طريقها من الشمال الي الجنوب فيما كان الباص قادماً من الخرطوم في طريقه الى منطقة المحس.

وعزا المواطنون الذين شاركوا شرطة مرور الخرطوم في اجلاء الجرحى وضحايا الحادث الى التخطي الخاطئ من قبل سائق الباص وسرعته الزائدة، واصفين الارتطام بين السيارتين بالعنيف لدرجة ان الشهداء يصعب التعرف عليهم.

وكشف مدير شرطة ولاية الخرطوم العميد عثمان ابوسن عن ان الباص لم يكن معه «منفستو» ناصحاً اصحاب السفريات بعدم التهرب من اتباع الاجراءات القانونية، واضاف ان الحادث وقع عندما حاول سائق الباص التخطي فتفاجأ بوجود الشاحنة وحاول تفاديها في اللحظة التي اقدم فيها سائق الشاحنة على ذات الخطوة ليحدث الارتطام خارج الطريق.

وحسب المسؤول في الشركة فان الحركة الكبيرة التي يشهدها طريق شريان الشمال اثرت على سطحه بجانب الزحف الصحراوي الذي يغطي اجزاء واسعة منه، وذلك يتطلب من السائقين التعامل بحذر.