تأجيل اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي لمناقشة الأوضاع المتدهورة في دارفور

واشنطن ترحب بمباحثات الاتحاد وتدين العنف في الإقليم

TT

أعلن رئيس مفوضية مجلس السلم والأمن، سعيد جنيت، تأجيل الاجتماع الطارئ الذي كان من المقرر امس لمناقشة الأوضاع المتدهورة في دارفور لمزيد من المشاورات.

وأشارت بعض المصادر الدبلوماسية التي شاركت في افتتاح القمة الذي لم يناقش موضوع دارفور واكتفى بتأجيله بعد مداولات جانبية استغرقت اكثر من ساعة على موعد افتتاح الاجتماع «هناك من اقترح طرح قضية دارفور في القمة التي ستنعقد اليوم والمخصصة لمناقشة الاوضاع الراهنة». وأوضحت المصادر أن السودان، والذي عليه الدور لرئاسة القمة اليوم، بمشاركة الرئيس السوداني عمر حسن البشير؛ الوفد السوداني الذي قدم من الخرطوم مساء أمس برئاسة الدكتور التجاني فضيل وزير المعادن الدولي، والسيد سراج الدين حامد ممثل الوزارة الخارجية ومساعد رئيس الجمهورية لشؤون دارفور وآخرين للمشاركة في الاجتماع، «رفض بشدة طرح قضية دارفور للمناقشة اثناء القمة اليوم». وتجدر الإشارة الى أن الاتحاد الأفريقي وعلى لسان مبعوثها الخاص للسودان بابا غانا كنغيبي، دعت السبت الماضي في الخرطوم لاجتماع طارئ لوضع حد لما يجري في دارفور. وأوضحت المصادر ان جنيت اكتفى بالإعلان عن التأجيل، وقال «نريد المزيد من الوقت للتشاور حول قضية دارفور».

وكانت الولايات المتحدة رحبت أول من امس بقرار الاتحاد الافريقي اجراء مباحثات حول الهجمات الاخيرة في دارفور، وجددت دعمها لمحادثات السلام بين حكومة الخرطوم والمتمردين.

وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية شون ماكورماك في تصريح صحافي ان «الولايات المتحدة تدين العنف في دارفور». وأضاف ان واشنطن تدعم خطوة الاتحاد الافريقي عقد اجتماع طارئ في اديس ابابا امس للنظر في اجراءات تتعلق بكيفية تجنب تدهور اضافي للوضع الأمني بعد الغارات الاسبوع الماضي على مخيم غرب دارفور وأدت الى مقتل عشرات الاشخاص». وتابع الناطق الاميركي «لقد ابلغنا قيادة الاتحاد الافريقي بدعمنا الكبير لجهودهم ولتشجيع المشاركين في مؤتمر السلام والأمن على توجيه رسالة واضحة لكل الاطراف من اجل وقف العنف».

وقتل 34 شخصا الاسبوع الماضي في غارة شنها مسلحون عرب على مخيم ارو شارو في غرب السودان وفق حصيلة اوردتها المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.

وقال ماكورماك ان «الولايات المتحدة ترحب برد الاتحاد الافريقي السريع وإدانة العنف الصريحة في دارفور». وفيما «تدين» الولايات المتحدة بشدة اعمال العنف التي قام بها كل اطراف النزاع، فان واشنطن توجه انتقادات خصوصا الى الحكومة السودانية اثر تورط الجيش السوداني في الغارات التي ادت الى نزوح مئات الاشخاص.

ودعا ماكورماك الخرطوم الى وقف دعم الجنجويد التي تنشرها الحكومة ضد المتمردين والتي اتهمت بشن الهجمات على المدنيين. وقال «نتوقع من الحكومة السودانية ان توقف فورا الهجمات وان تمنع الجنجويد من القيام بأعمال عنف».

وتابع «ندعو كل الاطراف الى الامتناع عن اعمال العنف. انها مسؤولية الحكومة السودانية ان تحمي شعبها وندعوهم الى القيام بذلك». وأوضح ان «جزءا من تلك المسؤولية هو عدم قيام هذه المجموعات وبينها الجنجويد بارتكاب اعمال عنف ضد الشعب السوداني».

وقد استأنفت حكومة الخرطوم وحركتا التمرد الرئيسيتان في اقليم دارفور السوداني، المفاوضات برعاية الاتحاد الافريقي في ابوجا في محاولة للتوصل الى اتفاق اول حول تقاسم السلطة.

ويدور نزاع في دارفور بين المتمردين والقوات الحكومية المدعومة من ميليشيا الجنجويد العربية المتهمة بارتكاب تجاوزات بحق السكان المدنيين من اصل افريقي. وأسفر النزاع عن سقوط ما بين 180 و300 الف قتيل وادى الى نزوح 6.2 مليون شخص، وقد اعلن وقف اطلاق نار هشا في ابريل (نيسان) 2004.