التجمع اليساري والإخوان يعرقلان تشكيل جبهة موحدة للمعارضة المصرية

أعضاء في الحزب الحاكم يرفضون المجمع الانتخابي ويترشحون كمستقلين في الانتخابات البرلمانية

TT

فاجأ حزب التجمع اليساري المصري المعارض القوى السياسية المصرية بانسحابه من اجتماع الجبهة الوطنية للمعارضة الذي عقد بمقر حزب الوفد أمس الأول اعتراضاً على مشاركة جماعة الاخوان المسلمين في الاجتماع للبحث في تشكيل جبهة موحدة للمعارضة ضد الحزب الحاكم في الانتخابات البرلمانية.

ويأتي انسحاب التجمع في الوقت الذي يحسم فيه الحزب الوطني الحاكم في مصر أسماء مرشحيه في الدوائر المختلفة عبر المجمعات الانتخابية خلال ساعات بعد الجدل الذي أثير حول خروج بعض القيادات واعلانهم التمرد وترشيح أنفسهم كمستقلين.

ورفض وفد جماعة الاخوان المسلمين الذي شارك في الاجتماع الدخول مع قوى المعارضة في تحالف يضم قائمة انتخابية موحدة، وأصر الوفد على العودة إلى مكتب ارشاد الجماعة لبحث الأمر مرة أخرى.

واكتفى التجمع بترك البيان الذي أصدره المكتب السياسي للحزب قبل أيام على مائدة الاجتماع والذي يؤكد فيه أن الوقت متأخر لابرام مثل هذه التحالفات قبل الانتخابات ويدعو إلى ارجاء موضوع التحالف إلى ما بعد الانتخابات والاكتفاء بعملية تنسيق مشتركة بين القوى المشاركة تتم وفق برنامج يتم وضعه ويلتزم الجميع به ويكون بمثابة عملية اختبار لموقف كافة الأطراف على الالتزام قبل اعلان التحالف، وذلك في اشارة صريحة لجماعة الاخوان التي يرتبط معها التجمع بخلاف عميق، ويعترض التجمع على رفع شعارات الاخوان الاسلامية خلال أي عمل مشترك من جانب المعارضة.

وكشفت مصادر شاركت في الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» أن انسحاب التجمع لم يؤثر كثيراً على الوضع داخل الاجتماع، وأن الجميع شددوا على مبدأ عدم الاقصاء، وأن الباب مازال مفتوحاً أمام التجمع للعودة في أي وقت، لكن انسحابه لن يكون سبباً مباشراً للتراجع عن فكرة تأسيس التحالف، مشيرة إلى أن الأمر يرتبط بأزمة التجمع مع الاخوان حيث رفض التجمع انضمام الاخوان.

وأضافت المصادر أن المشاركين كادوا يتفقون على صياغة بيان مشترك لاصداره عن الاجتماع حول عملية التنسيق في الانتخابات، غير أن إصرار كل من الدكتور نعمان جمعة رئيس حزب الوفد وجورج اسحاق المنسق العام لحركة «كفاية» على ضرورة الاتفاق على قائمة موحدة يخوض بها المشاركون الانتخابات القادمة أوقف اصدار البيان، حيث أعلن وفد الاخوان المكون من الدكتور محمد مرسي زعيم كتلة الاخوان في البرلمان وعضو مكتب ارشاد الجماعة، والدكتور محمد علي بشر عضو مكتب الارشاد عدم ممانعة الجماعة للانضمام من أجل الاصلاح، مشيراً إلى أن مسألة القائمة الموحدة لابد من العودة بشأنها إلى مكتب ارشاد الجماعة لبحثه واعلان الموقف الرسمي والنهائي منه.

وأمام اصرار جمعة واسحاق على موضوع القائمة وتحفظ الاخوان تقرر ارجاء الاجتماع إلى بعد غد السبت لحين بت الاخوان في الأمر، فيما أكد المشاركون استعدادهم للقبول ببعض قوائم الاخوان التي تم الاتفاق عليها داخل الجماعة للترشيح من دون اجراء تغييرات عليها أملاً في اقناع الاخوان بالمشاركة.

على جانب آخر وفيما يبدو أنه يؤشر لفشل التحالف الموحد كشف الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد العام لجماعة الاخوان أنه تم الاتفاق بين الجماعة وحزبي العمل المجمد والكرامة «تحت التأسيس» للتنسيق فيما يقرب من 30 دائرة انتخابية في بعض المحافظات، مشيراً إلى أنه تجرى الآن عملية دراسة لهذه الدوائر وأوضاع المرشحين فيها، لافتاً إلى أن الاخوان يعتمدون في دراستهم على 3 مستويات في هذه الدوائر أولها بأن تكون الدائرة شاغرة بمعنى عدم وجود مرشح للاخوان فيها فيتم التنسيق لأي من مرشحي الحزبين، أما الثاني فبوجود مرشح له حضور متميز في بعض الدوائر سواء من الاخوان أو من أي من الحزبين فيتم ترك الدائرة لهذا المرشح، أما المستوى الثالث فيكون بوجود تقارب في ظروف المرشحين من حيث الحضور والقوة التصويتية وهو ما سيكون محل نقاش بين جميع الأطراف.

من ناحيته كشف أبوالعلا ماضي وكيل مؤسسي حزب الوسط «تحت التأسيس» في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن حزبه لن يخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، موضحاً أن قيادات الحزب رأت عدم جدوى خوض الانتخابات في ظل المناخ السياسي الحالي وعدم وجود ضمانات حقيقية لنزاهة وجدية الانتخابات، وقال ماضي «إنه تم اعطاء أولوية لاستغلال الفترة القادمة في بناء قواعد جماهيرية للحزب لأنها ستكون الإنجاز الحقيقي الذي سيشكل فارقاً كبيراً في أية انتخابات بعد الانتخابات القادمة».

وكانت أروقة الحزب الوطني الحاكم قد شهدت خلال الساعات الماضية جدلاً كثيراً بعد اعلان عدد من قياداته عدم التزامهم حزبياً وخوض الانتخابات كمستقلين، ومثل هذا النموذج الصارخ رجل الأعمال جمال الغنيمي الذي أعلن انسحابه من المجمع الانتخابي في الإسكندرية قبل عقده بساعة واحدة لمفاجئته بوجود اسم رجل الأعمال خالد أبواسماعيل رئيس اتحاد الغرف التجارية في قائمة مرشحي الحزب قبل بدء الاقتراع رغم خلو القائمة التي أعلنها الحزب مساء السبت الماضي بمجرد غلق باب التقديم.

في الوقت نفسه أعلن القيادي في الحزب رضا نصيف في دمنهور بغرب الدلتا ترشيح نفسه مستقلاً متحدياً من سيأتي به المجمع الانتخابي من المرشحين د.مصطفى الفقي ود. سعد الخوالقة واللواء محمد منسي.

والأمر نفسه شهدته أيضاً محافظة مرسى مطروح، حيث أعلن أبناء القبائل رفضهم لنتائج المجمعات الانتخابية، كما تشهد محافظات الصعيد صراعات عنيفة بين مسؤولين سابقين وأعضاء حاليين في البرلمان على الفوز باختيار المجمعات الانتخابية. وكان الحزب الوطني قد أعلن عن فوز عدد من مرشحيه في المجمع الانتخابي بالتزكية بينهم فتحي سرور وكمال الشاذلي وأحمد عز ومحمد أبوالعينين.