قمة فلسطينية ـ إسرائيلية في نهاية أكتوبر لإعادة بناء الثقة وتحريك «خريطة الطريق»

شارون سيطلب تعجيل الإجراءات الأمنية وعباس سيذكره بتفاهمات شرم الشيخ

TT

من المتوقع أن يعقد في غضون هذا الأسبوع لقاء تحضيري مهم بين مساعدي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، تمهيدا للقاء قمة سيتم بينهما في نهاية اكتوبر (تشرين الاول) الجاري بهدف تحريك المفاوضات السياسية وإعادة بناء الثقة والتقدم على طريق تطبيق خطة«خريطة الطريق».

وسيأتي لقاء القمة بعد القمة التي من المقرر ان يعقدها ابو مازن في البيت الأبيض مع الرئيس الاميركي جورج بوش، وهو اللقاء الثاني من نوعه منذ انتخاب ابو مازن رئيسا للسلطة الفلسطينية خلفا للرئيس الراحل ياسر عرفات في يناير (كانون الثاني) الماضي. وقد جرى اللقاء الأول في ابريل (نيسان) الماضي. وسيترأس الوفدين في الاجتماع التمهيدي كل من مستشار رئيس الوزراء الاسرائيلي، دوف فايسغلاس، ومسؤول دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات. وقالت مصادر اسرائيلية، أمس، ان عريقات وفايسغلاس سيعدان أجندة اللقاء بين شارون وأبو مازن، وإن شارون سيوضح للرئيس الفلسطيني أن الكرة الآن أصبحت في الملعب الفلسطيني، بعد أن قامت اسرائيل حسب قولهم بخطوة جبارة تجاههم في انسحابها من قطاع غزة وازالة المستوطنات. وسيطلب منه خطة أمنية واضحة المعالم لما يسميه مكافحة الإرهاب تفضي الى تفكيك التنظيمات المسلحة وجمع الأسلحة غير الشرعية وتضع حدا لفوضى السلاح وتنجز الاصلاحات في ادارة شؤون السلطة الفلسطينية الأمنية والمالية والتنظيمية. من جهته أعلن عريقات ان القضية الأمنية ليست على رأس جدول أعمال هذا اللقاء، خصوصا أن السلطة الفلسطينية باشرت العمل على وضع حد للفوضى وتعتبر هذه المسألة فلسطينية داخلية لا يحق لاسرائيل أن تتدخل بها. بل سيطلب الرئيس ابو مازن من اسرائيل أن توقف أعمال التشويش على هذه الجهود بواسطة وقف عملياتها العدوانية. وقال ان أبو مازن سيذكّر شارون بالتفاهمات التي توصلا اليها في شرم الشيخ في فبراير (شباط) الماضي، التي أحجمت اسرائيل عن تطبيقها متحججة بمختلف الأعذار. وفي رأس هذه التفاهمات موضوع اطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين القابعين في السجون الاسرائيلية وإعادة المبعدين الفلسطينيين الى الخارج، وهو موضوع حارق بالنسبة للفلسطينيين وعليه تتوقف الكثير من الإشكالات الأمنية في السلطة الفلسطينية. وقال عريقات ان السلطة الفلسطينية تقيم بايجابية الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وازالة المستوطنات، وقد تعاونت مع اسرائيل على تنفيذه رغم ان الحكومة الاسرائيلية قررته من طرف واحد، ولكن هذا لا يعني ان تطوى صفحة التفاهمات بين الطرفين في المواضيع الأخرى الملحة، وقد حان الوقت الذي تبدأ فيه اسرائيل التعامل مع الفلسطينيين معاملة الند للند والتفاهم على وضع جدول زمني واضح وملزم لتطبيق التفاهمات المشتركة والتقدم معا الى تطبيق «خريطة الطريق». يذكر ان اسرائيل تفرض هذه الأيام حصارا على الضفة الغربية وقطاع غزة بسبب الأعياد اليهودية، بدعوى الحفاظ على الأمن ومنع وصول مسلحين فلسطينيين يقصدون اسرائيل لتنفيذ عمليات تفجيرية. وبسبب هذا الحصار لا يتمكن الفلسطينيون من الوصول الى القدس أو المسجد الأقصى ولا يستطيعون التنقل بين قطاع غزة والضفة الغربية ولا في ما بين مدن الضفة ولا يقدر الكثيرون منهم الوصول الى مكان العمل أو الدراسة الجامعية أو حتى العلاج الطبي في المستشفيات. ويخلق هذا الحصار متاعب جمة للفلسطينيين مع حلول شهر رمضان المبارك.

ومع ذلك فإن اسرائيل تفرض هذا الحصار من طرف واحد ومن دون الأخذ بالاعتبار معاناة الفلسطينيين ومشاكلهم. مما يشعر الفلسطينيين بأنهم يعيشون ليس فقط تحت نير الاحتلال فحسب، بل في سجن كبير، كل خطوة فيه تحددها لهم إسرائيل.