سكوت ريتر: الإسرائيليون فشلوا في اغتيال صدام مرتين

نائب رئيس المفتشين السابق يرد أخطاء غزو العراق إلى السياسة وليس المعلومات الاستخباراتية

TT

اعتبر سكوت ريتر، وهو نائب رئيس فريق مفتشي الاسلحة العراقية سابقاً، ان الفشل الذي عانت منه «المغامرة» الاميركية ـ البريطانية في العراق، كان ناجماً عن «اخفاق السياسة وليس المعلومات الاستخباراتية». واشار الى ان المفتشين تلقوا مساعدة قيمة ومعلومات «صادقة» من الاستخبارات الاسرائيلية لسنوات عدة. ولفت الى ان اجهزة استخبارات تل ابيب، حاولت اغتيال صدام حسين مرتين. ورأى ان الرئيس الاميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير ارتكبا «جريمة شن حرب عدوانية» لا مبرر لها سوى الرغبة بتغيير نظام لا يناسبهما.

وحث الاميركيين والبريطانيين «على الخروج حالاً، لان القوات المحتلة التي جاءت في اطار حرب غير مشروعة صارت المشكلة». وشدد على اعتقاده بان صدام ارتكب اعمال ابادة جماعية ضد الاكراد والشيعة. بيد انه اوضح ان التصدي لهذا الطاغية كان يجب ان يتم من خلال القانون، وليس بحرب كلفت العراق واميركا وبريطانيا ثمناً اكبر بكثير مما تستحقه عملية تغيير النظام.

وقال ريتر، الذي كان يتحدث امس في المعهد الملكي للشؤون الخارجية بلندن، بمناسبة صدور كتابه الجديد حول الاحداث التي عايشها عن كثب خلال عمله في العراق بين 1991 و1998، إن التحقيقات الخمسة البرلمانية والقضائية التي اجريت في الولايات المتحدة وبريطانيا، عزت اخطاء الغزو وتداعياته السلبية الى «فشل المعلومات الاستخباراتية». وساق ادلة للتأكيد على ان اجهزة الاستخبارات لم ترتكب اخطاءً، مؤكداً ان بيت الداء كان يكمن في الاستراتيجية السياسية. وناقش بحماس قائلا: ان الغاية الاساسية لغزو العراق كانت «تغيير النظام»، وليس معالجة خطر اسلحة الدمار الشامل، التي دأبت واشنطن ولندن على التشديد على أنها الهدف الحقيقي. واضاف إنهما حاولا التلاعب بالمعلومات الاستخباراتية كي تخدم مشروعهما السياسي، كما استغلا فريق مفتشي الامم المتحدة، لتنفيذ عمليات تنصت وجمع معلومات امنية تساعدهما على تحقيق غايتهما الاساسية بإطاحة صدام.

واشار الى أن واشنطن كلفت وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية بمتابعة العمل على تطبيق القرار الذي اتخذ في عهد جورج بوش الاب، والقاضي بإطاحة صدام. وقال انه حمل ادلة قاطعة للوكالة على ان بغداد قد دمرت بنفسها صواريخ عابرة للقارات كانت بحوزتها، بيد ان مديرها السابق جيمس ولسي رد عليه ان «لدى العراق ما يتراوح بين 12 و20 صاروخاً (عابراً للقارات)، وهذا الرقم لن يتغير مهما قلت». واوضح ان الوكالة لم تقدم أي دليل يؤكد هذه المزاعم، التي اصرت عليها برأيه لانها كانت تستخدم موضوع الاسلحة ذريعة للعمل على اطاحة نظام بغداد السابق. ولفت الى ان المفتشين حصلوا على معونة كبيرة من اسرائيل بين 1994- و1998، مشيراً الى كولونيل تابع لجهاز الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية «أمان» تعاطى معه بصورة مباشرة وكان عمله الوحيد هو «ان يكون صدام، فيفكر ويشم ويسمع مثله»، بحيث يستطيع التنبؤ بسلوك الرئيس المخلوع وقرارته. وذكر ان تل ابيب كانت ترى ان مصلحتها تتحقق ببقاء صدام في السلطة، حتى يمكن العثور على بديل مناسب له». بيد انه لفت الى ان اجهزة استخباراتها نفذت عمليتي اغتيال فاشلتين في 1997 و1998.