نوبل للسلام.. للبرادعي ووكالة الطاقة

تباين ردود الأفعال على الفوز والبعض يراه «رسالة تحذير» إلى إيران

TT

قال محمد البرادعي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ان جائزة نوبل للسلام، التي منحت له وللوكالة أمس «ستعزز تصميمنا على مكافحة انتشار الاسلحة النووية في العالم، وستكون حافزا لنشاط الوكالة». وقال البرادعي، متحدثا للصحافيين في مقر وكالة الطاقة الذرية في فيينا، وعلامات التأثر ظاهرة عليه، ان الجائزة «ستعزز تصميمي وتصميم زملائي على قول الحقيقة». وقد اثار الفوز ردود افعال متباينة، بسبب السجل المثير للجدل لوكالة الطاقة، فيما رأى البعض ان الجائزة «رسالة تحذير» الى ايران.

وقال اولي دانبولت ميوس رئيس لجنة نوبل، في حيثيات منح البرادعي والوكالة الجائزة، ان وكالة الطاقة ومديرها العام حازا الجائزة «لجهودهما الهادفة الى الحؤول دون استخدام الطاقة النووية لاغراض عسكرية، والتأكد من ان الطاقة النووية لاغراض سلمية تستخدم بأكثر الطرق أمنا». وأوضحت اللجنة «في وقت يزداد فيه التهديد النووي مجددا، فان لجنة نوبل النرويجية، ترغب بالتشديد على ان هذا التهديد يجب ان يواجه عبر اوسع تعاون دولي ممكن». وجاء اختيار الوكالة الدولية والبرادعي لنيل الجائزة، في وقت تواجه فيه الاسرة الدولية صعوبات في اقناع ايران وكوريا الشمالية بالتخلي عن برامجهما النووية. وتزامن ذلك ايضا مع الذكرى الستين لالقاء سلاح الجو الاميركي لقنبلتي «ليتل بوي» و«فات مان» الذريتين على مدينتي هيروشيما وناغازاكي في السادس من اغسطس (آب) والتاسع منه عام 1945. وأثار فوز البرادعي ردودا متباينة، ففيما رحبت به الدول الكبرى في العالم، اعربت بعض المنظمات الدولية عن خيبة املها. ففي واشنطن، هنأت الولايات المتحدة البرادعي، وأصدرت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس بيانا تهنئ فيه مدير الوكالة على فوزه «بالشرف الذي يستحقه عن جدارة». وفي نيويورك، اعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، الذي فاز بالجائزة مع منظمته عام 2001 عن سروره على لسان المتحدث باسمه. وقال ان هذه الجائزة «تأتي في الوقت المناسب لتذكر بضرورة احراز تقدم في مجال منع انتشار الاسلحة النووية ونزع السلاح، في حين لا تزال اسلحة الدمار الشامل تشكل خطرا كبيرا علينا جميعا». كذلك اعرب الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، المجتمعان في باريس واللذان يخوض بلداهما مفاوضات دقيقة وصعبة مع ايران، بشأن ملفها النووي، عن ارتياحهما لهذا الخيار. ومن جهته اعتبر كبير المفتشين الدوليين سابقا في العراق السويدي هانس بليكس، ان فوز الوكالة ومديرها بالجائزة «خبر سار للغاية»، فيما قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شيمعون بيريز ان فوز البرادعي بمثابة «تحذير لايران». وبالمقابل فان بعض المنظمات المعارضة للطاقة الذرية ومرشحا آخر للجائزة، اعترضوا على اختيار المنظمة. فاعتبرت «شبكة الخروج من النووي» الفرنسية التي تضم 720 جمعية انه «يجدر تفكيك الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، متهمة اياها بلعب «دور اساسي في عملية تقود البشرية الى هلاكها». كذلك اعتبرت منظمة غرينبيس لحماية البيئة، ان اختيار الوكالة الذرية يطرح اشكالية، منددة بـ«الدور المزدوج»، الذي تلعبه الوكالة كـ«شرطي ومشجع للقطاع النووي في آن». كما انتقد الناشط الياباني ضد انتشار الاسلحة النووية سنجي ياماغوشي المرشح لجائزة نوبل، هذا الخيار الهادف بنظره الى ارضاء الولايات المتحدة، التي كانت ستجد نفسها في قفص الاتهام لو منحت الجائزة الى ناجين من القنبلتين الذريتين على ناغازاكي وهيروشيما. ومن ناحيتها، اكدت زوجة البرادعي لوكالة الصحافة الفرنسية، ان هذه الجائزة من اجمل الاشياء التي حصلت عليها في حياتها الزوجية. وقالت عائدة الكاشف من فيينا، حيث تقيم، في اتصال اجرته معها الوكالة من القاهرة «لكن اجمل شيء حصل هو زواجي منه قبل ثلاثين عاما».