الكشف عن تفاصيل مقتل 22 مدنيا عثر على جثثهم قرب الحدود الإيرانية.. وتشييع جماعي لهم في بغداد

TT

اقيمت في بغداد أمس مراسم تشييع جماعية لـ 22 جثة تم العثور عليها في السابع والعشرين من الشهر الماضي قرب الحدود العراقية ـ الايرانية. وتم تشييع الضحايا من مسجد الاسكان وسط بغداد حتى مسجد ام القرى، حيث مقر هيئة العلماء المسلمين.

وكشف شقيق احد الضحايا لـ«الشرق الاوسط» عن خفايا خطف واغتيال الضحايا وجميعهم من العرب السنة، وقال «في الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم 12 أغسطس (آب) الماضي، حاصرت بيتنا 40 سيارة نجدة وأخرى نوع لاند كروز تابعة لوزارة الداخلية، وهناك سيارات لا تحمل لوحات ارقام بقصد القبض على شقيقي للتحقيق معه، وكان يقود هذه القوة الكبيرة من الاشخاص الذين كانوا يرتدون الزي الرسمي لقوات مغاوير الداخلية، شخص يحمل رتبة عقيد واسمه عباس، حسب هوية صادرة عن وزارة الداخلية. ولما شككنا في الموضوع اتصلنا بشرطة النجدة لإبلاغهم حيث حضرت 8 دوريات من سيارات شرطة النجدة بإمرة الملازم اول (.....) الذي اطلع على أوامر إلقاء القبض الرسمية الصادرة عن استخبارات وزارة الداخلية».

ويضيف شقيق الضحية، الذي فضل عدم نشر اسمه «انا مطلوب كذلك واختبئ كل يوم في مكان». وقال «استخدمت كل علاقاتي الشخصية كوني ضابط شرطة سابقا لمعرفة مصير الاشخاص الـ 22 وبضمنهم شقيقي، واخبرني احدهم انهم في معتقل الامن الخاص وسيخرج بعد التحقيق معه، إلا اني لم اصدق ذلك، ورفضت اجهزة الداخلية تزويدنا بأية معلومات عنهم، بل اكدوا عدم معرفتهم بعملية القبض وبالعقيد عباس، وبأمر السيارات الـ40، لهذا ادركت وحسب خبرتي بأجهزة الامن الجديدة، ان المقبوض عليهم قد قتلوا». ويتابع شقيق الضحية «في ذات اليوم ذهبت الى مدير المخابرات العراقية محمود الشهواني وزودته بالمعلومات وأسماء الاشخاص الذين قبض عليهم، واتصل بدوره بالقوات الاميركية التي طلبت من وزير الداخلية بيان جبر ايضاح الموقف، لكنه (وزير الداخلية) قال لهم دعوني اتأكد من الموضوع، ثم اطلعت المستشار الامني في الوزارة اللواء عدنان ثابت الذي اتصل بدوره بوزارة الداخلية ولم يحصل على اية نتائج». وتابع «يوم 27 من الشهر الماضي عرفنا ان شرطة بلدة جصان التي تقع قرب الحدود العراقية ـ الايرانية قد عثرت على 22 جثة مجهولة الهوية، وعندما ذهبنا الى هناك وجدنا الجثث وقد تم اطلاق ثلاث رصاصات على رأس كل شخص وهم معصوبو الاعين بينما ايديهم قيدت بالأصفاد الحديدية التي تستخدمها الشرطة العراقية، وهذه لا تباع بالأسواق ولا تصنع في العراق، وانما تشتريها وزارة الداخلية ضمن عقود من الدول الاخرى، كما وجدنا ان الجثث قد تشوهت معالمها بفعل تعرضها لهجوم الذئاب والكلاب»، مشيرا الى «ان الجثث وصلت الى الطب العدلي وأيادي أصحابها لا تزال مقيدة وعيونهم معصوبة».

وأضاف «لدى سؤالنا السكان القريبين من المكان الذي وجدت فيه الجثث، عرفنا انهم قتلوهم في ذات اليوم الذي قبضوا فيه عليهم. وقال السكان، وهذا الكلام موثق لدى الشرطة، ان السيارات التي ألقت بالجثث لم يكن بينها سيارات شرطة النجدة، بل سيارات اللاند كروز والسيارات التي لا تحمل قطعا معدنية، وان السيارات توجهت بعد ذلك الى الحدود الايرانية».