تصاعد الفوضى الأمنية في الضفة والقطاع باختطاف مسؤول في المخابرات و3 من قادة حماس

تنظيم باسم «ألوية عمر بن الخطاب» يعلن مسؤولية اختطاف قادة الحركة الإسلامية

TT

تصاعدت في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة وتيرة الفوضى الأمنية التي تمثلت بعمليات اختطاف في قطاع غزة والضفة الغربية، وطالت سامي عجور، كبير مرافقي العميد طارق (رجب) شنيورة مدير المخابرات العامة وعضو في حركة فتح في غزة و3 مسؤولين في حركة حماس في الضفة.

واتهمت حماس الاجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية بعمليات الاختطاف سواء تلك التي طالت مسؤول المخابرات او كوادرها، كما اتهمتها بمحاولة تشويه صورة الحركة. واستنكر خليل نوفل ممثل حماس في لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية «اختطاف الأجهزة الأمنية لأبناء حماس وإثارة الشائعات حول الحركة، في محاولة فاشلة لتشويه صورتها الناصعة في أذهان الشعب الفلسطيني».

ونفى نوفل علاقة حماس بعملية الاختطاف، وقال: «نؤكد أن لا علاقة لحماس بحادثة عجور بالمطلق»، وأوضح أن الحادثة تأتي في سياق صراعات داخل الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية ولا علاقة لحماس بها، مشيراً إلى أن هناك من يحاول الزج باسم حماس في تلك الأحداث.

ودعا نوفل الجميع بالوقوف أمام مسؤولياته والحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وصون دمائه والتدقيق في التصريحات والأقوال والأفعال، مطالباً بالإفراج الفوري والسريع عن المختطفين من حماس في الضفة، محذراً من المس بهم.

واستنكرت حماس قيام جهاز المخابرات الفلسطيني باعتقال أحد أبرز رموزها في طولكرم الدكتور رياض عبد الكريم الراس الذي يشغل منصب عميد كلية الهندسة في جامعة النجاح الوطنية، ومن مرشحي الحركة الى انتخابات المجلس التشريعي. وقالت حماس ان قوّة من المخابرات العامة اقتحمت منزل رياض الراس في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية بطريقة استفزازية واعتقلته بعد أن روّعت أهله وأبناءه.

وقالت حماس «إننا نحمّل السلطة الفلسطينية كامل المسؤولية عن هذا الاعتقال التعسّفي الذي من شأنه توتير الأجواء مجدداً، ونطالبها بالإفراج الفوري عنه، ووقف حملة الاستفزازات التي لا تخدم المصلحة الوطنية، ووقف التساوق مع حملة الاعتقالات التي يشنها الاحتلال الصهيوني ضد قيادات ورموز وكوادر الحركة في الضفة الغربية».

وحملت حماس في طولكرم عبر مكبرات الصوت في المساجد محافظ المدينة المسؤولية وهددت بالافراج عنه بقوة السلاح ان لم يطلق سراحه سريعا. وامهلت السلطة ساعتين، حسب مصدر في المدينة. وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط»: «ان النائب حسن خريشة اتصل بالرئيس محمود عباس (ابومازن) واطلعه على خطورة الوضع ان لن يتدخل للافراج عنه لان ذلك من شأنه ان يسبب اقتتالا داخليا».

واكد المصدر ان جهاز المخابرات في المدينة هو الذي اختطف الدكتور رياض الراس ليفرج عنه في ساعات فجر امس الاولى في منطقة يطلق عليها عزبة الجراد شرق المدينة، وبدت عليه اثار الضرب. وقال الراس لاحقا «لا ادري من خطفني لكنهم لم يعاملوني جيدا، وبعدئذ اعتذروا لي وابلغوني ان بامكاني العودة الى منزلي».

لكن الافراج السريع لم يكن من نصيب مسؤولين اخرين في حماس، اختطفا في الخليل وبيت لحم. وحسب مصادر أمنية فلسطينية فان مسؤولين كبيرين في حماس هما باسم عبيدو في الخليل وحسن صافي في بيت لحم، اختطفا على ايدي مسلحين الليلة قبل الماضية، ولم يعرف حتى وقت متأخر من امس مصيرهما.

واعلن تنظيم جديد يطلق على نفسه اسم «ألوية عمر بن الخطاب» مسؤوليته عن اختطاف قياديي حماس الثلاثة. وهو كما يبدو اسمه اختلقه جهاز المخابرات للتمويه فقط. واعتبر هذا التنظيم في بيان بثته وكالة انباء فلسطينية مستقلة، ان عمليات الاختطاف هذه جاءت «ردا على انتهاكات حماس وخروقاتها للقانون والنظام واعتداءاتها على المؤسسات الأمنية والقادة الفلسطينيين». وقال في بيان له «نحن نحذر حماس ونطالبها بوقف سياستها هذه وتتعلم الدرس، ان هذا هو اول رد لنا».

في نفس اليوم اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي البروفسور ناصر شاعر في جامعة النجاح، المرشح لخوض الانتخابات التشريعية كمستقل. وفتح عناصر من الأجهزة الأمنية النيران باتجاه منازل عدد من كوادر «حماس» في غزة، وأطلقوا النار أيضاً على منزل قائد ألوية الناصر صلاح الدين أبو يوسف القوقا.

وجاءت هذه الاحداث عقب اختطاف عجور كبير مرافقي العميد طارق (رجب) شنيورة مدير المخابرات العامة والعثور عليه في منطقة بيت لاهيا مصاباً بعيارات نارية في قدميه.

ونقل الجريح عجور إلى مستشفى كمال عدوان لتلقي العلاج ثم نقل إلى مستشفى الشفاء في غزة.