تكتلات وانشقاقات وتحالفات جديدة وقديمة استعدادا للانتخابات المقبلة

«الشرق الأوسط» تحاور شخصيات من تيارات مختلفة حول رؤيتها لما يجري

TT

يبدو ان الانتخابات الجديدة والاستفتاء على الدستور في الخامس عشر من الشهر الجاري، سيحملان الكثير من التغييرات التي بدأت بوادرها، بتشكيل كيانات وتكتلات جديدة في بعضها، لتؤشر اختلافات بين التشكيلات والتكتلات القديمة، التي دخلت الانتخابات السابقة.

ويقول مثال الالوسي، الامين العام لحزب الامة العراقية الديمقراطي، ان بعض هذه الاحزاب التي جاءت في قوائم المفوضية العليا للانتخابات، هي من تخطيط الاحزاب الكبيرة، التي ساهمت الحكومة السابقة والحالية بتشكيلها، واشار في حديث لـ«الشرق الأوسط»، الى ان هذه الكيانات تقدمت تحت شعارات مستقلة مثيرة للمواطنين، لتكسب اصواتا اخرى وتحصل على نسب غريبة، كما في الانتخابات السابقة، وهي محاولة للالتفاف على المواطن لاستحصال صوته من جديد باسم الاستقلال عن الكيانات، التي لم تحقق طموحه. وكانت هموم اصحاب هذه الكيانات هي المحاصصة والحفاظ على الكرسي. واكد الالوسي انه في جانب آخر، تشكلت كيانات واحزاب شابة اشارت الى مسألة الفراغ السياسي الكبير الذي يشهده العراق، بعد عمليات التخبط التي عانى منها، وهذه الكيانات الشابة سيكون حظها في الانتخابات قليلا قياسا بالاحزاب السياسية التي خبرت ادارة المعارك والتحالفات، حتى ان كان على حساب المواطن العراقي. ولا أتوقع لهذه الكيانات السياسية الشابة الفوز، لافتا الى ان حزب الامة «يريد ان تكون التحالفات موضوعية، تعددية من اجل مصلحة العراقيين، مشيرا الى ان الخطوط واضحة امام حزبه، ولم تظهر لديه أية تحالفات مع احزاب وكيانات اخرى، وقد تحالفنا مع العراقيين وسيكون حزب الامة مفاجأة الانتخابات القادمة.

وقد اظهرت قائمة الكيانات السياسية التي اعلنتها المفوضية العليا للانتخابات، الكثير من المفاجآت، فقد دخل الاسم الصدري في ثلاث قوائم، اثنتان منها على النطاق الوطني وواحدة على نطاق محافظة،) الكتلة الصدرية) وكتلة (انصار الصدر) و(حركة صدر العراق). يقول الشيخ صلاح العبيدي مسؤول العلاقات في مكتب الشهيد الصدر «ان بعض الاسماء التي شكلت هذه الاحزاب او الكيانات هي موجودة اصلا في البرلمان العراقي الان ولكن هذا لا يعني ان اسم الكيان او الحزب المشكل والداخل في الانتخابات الجديدة هو بدعم من مكتب الشهيد، باعتبار ان مهمة المكتب هي مهمة تشريعية حوزوية وليست سياسية، بالرغم من تداخلات سياسية قد تحصل من اجل مصلحة العراقيين». وعن التشكيلات الجديدة والانشقاقات عن الاحزاب والكتل السياسية القديمة، قال العبيدي لـ«الشرق الأوسط»، ان الفراغات السياسية في حالة العراق مسألة طبيعية جدا «لان تمثيل الكتل السياسية لم يكن تمثيلا مبنيا على الواقع الذي يعيشه الناس وان الواقع هو الذي سيثبت الخريطة السياسية ويمنح الحجم الحقيقي لتلك الكيانات، كما افرزته المرحلة السابقة، ونحن كتيار صدري ندعو العراقيين لان يتثبتوا من اختيارهم هذه المرة، وان ينظروا في قوائم الانتخابات وان وجدوا مفسدا في القوائم ابتعدوا عنه، وان يتم اختيارهم لمن يرى المصلحة العامة على المصلحة الخاصة».

  كما قدم الائتلاف الموحد (الشيعي) أحزاباً عدة على أمل الائتلاف بينها لاحقاً، في ما يبدو، وحسب ما فسره لنا الكثير من المراقبين السياسيين، فعدا عن المجلس الأعلى للثورة الإسلامية والدعوة بفروعه والمؤتمر الوطني للدكتور أحمد الجلبي، كانت هناك قائمة لمستشار الأمن الوطني موفق الربيعي باسم «الائتلاف العراقي»، وأخرى  لعلي الدباغ باسم «تجمع كفاءات العراق المستقل»، وثالثة لوزير النفط إبراهيم بحر العلوم باسم «تجمع عراق المستقبل». ويقول منتصر الامارة مسؤول المكتب السياسي للتجمع، ان اغلب الكيانات التي ولدت الان، ولدت من رحم العملية السياسية، التي خططت لها الاحزاب السياسية هذه السنة على الاقل.