سكان الأحياء التي ترعرع فيها انتحاريو لندن يريدون الابتعاد عن الأضواء

TT

ليدز (بريطانيا) ـ ا.ف.ب: ما زال مسلمو مدينة ليدز الانجليزية التي انطلق منها ثلاثة من منفذي تفجيرات 7 يوليو (تموز) الماضي بلندن، مستاءين من تسليط الاضواء عليهم بعد ثلاثة اشهر من الاعتداءات الانتحارية ويحاولون جاهدين طي هذه الصفحة.

وقال نيل بيشوب وهو قس في بيستون، الحي الذي ترعرع فيه الارهابيون ان «الناس يريدون ان نتركهم وشأنهم. لقد صدموا اكثر بالمأساة التي لم تكن متوقعة على الاطلاق»، مشيرا الى «عدم وجود اي ماض للتطرف هنا، والسكان شعروا بسوء معاملة من قبل وسائل الاعلام».

واكد المستشار البلدي محمد اقبال ان «وجود الصحافة كان مزعجا جدا بعد الاعتداءات»، مشيرا الى ان «صحافيين وخصوصا عددا كبيرا من الاميركيين، جاءوا من كل مكان، ولا نثق بهم على الاطلاق».

وفي مركز لهذه المجموعة وسط بيستون، يأتي الناس للاطلاع على المعلومات والمشاركة في انشطة او تحسين اللغة الانجليزية. وعلى الواجهة علق ملصق يدعو الى توقيع سجل تعاز لضحايا لندن. وقالت مديرة المركز «لقد تقرر عدم اطلاع الصحافة على شيء». وبعد اتصال اول، تعذر التحدث الى رئيس الجمعية الاسلامية في جامعة ليدز. واكد إمام الجامع الكبير في ليدز انه ليس لدى اي شخص الوقت للرد على اسئلة الصحافيين بسبب رمضان.

لكن صاحب محل البقالة في بارتون، احد المسلمين القلائل في الحي الذين وافقوا على التحدث الى وكالة الصحافة الفرنسية، قال ان «الناس يحتفظون بمشاعرهم لأنفسهم حول ما حصل. ولفهم ما يشعرون به. يجب العيش هنا».

وموجة الحوادث العنصرية التي كان يخشاها المسلمون تم احتواؤها في بيستون اكثر من اي مكان آخر في البلاد. والحادث الاخطر وقع مساء السابع من يوليو عندما ألقيت قنبلة مولوتوف على مسجد.

وقد كثفت الشرطة دورياتها وكذلك الاجتماعات لضمان امن السكان. وتقول الشرطة ان الوضع عاد بسرعة الى طبيعته. وقال محمد اقبال «ما زال هناك اولاد يتعرضون للدفع واهانات من ركاب سيارة لأخرى، لكن لا نبلغ الشرطة بذلك».

وعلى بعد تسع دقائق بالحافلة يقع وسط ليدز، المدينة التي ذاع صيتها بمطاعمها ومرابعها الليلية الى جانب عدة جوائز منحت لها بصفتها «افضل مدينة للاقامة في بريطانيا». وتنظم البلدية بانتظام رحلات للصحافيين لايصال رسالتها بينما تجذب ليدز الكوادر بسبب حياتها الثقافية وجامعتها التي تتلقى اكبر عدد من طلبات التسجيل في البلاد.

ويشكل المسلمون حوالى 15% من السكان المحليين، وهم يمثلون غالبية وسط بيستون، لكن الطابع المتعدد الاثنيات للحي تعزز في السنوات الماضية مع وصول لاجئين افارقة بكثافة ومنذ عام 2004 من اوروبا الشرقية. ويعيش السكان الفقر نفسه لكنهم لا يختلطون كثيرا. وقالت ايما سترينغفيلو الطالبة، 20 عاما: «لم ألحظ اي تغيير منذ الاعتداءات باستثناء وجود عدد اكبر من رجال الشرطة».

واضافت ان «الآسيويين (المسلمين من باكستان وبنغلاديش) عددهم كبير هنا ويعيشون في مجموعتهم والسود يقومون بالامر نفسه والبيض ايضا. وهناك طلاب لأن الاسعار في الحي متدنية لكنهم يعيشون في مجموعة ايضا. يسود هدوء هنا لكنه فصل بين مختلف الطوائف والاثنيات.

وقال نيل بيشوب ان «شوارع المسلمين تتقاطع في غالب الاحيان مع شوارع المسيحيين». وتريد منظمته «الايمان معا في ليدز 11» اعطاء نموذج عبر اقامة دار حضانة متعددة الديانات. وقال: «لا احد يرفض تسجيل اولاده فيها».

ووعد محمد اقبال من جهته بان تقوم الحكومة والبلدية والمجموعة بكل شيء لتنفتح بيستون والاحياء المسلمة الاخرى مجددا، مشيرا الى «الترويج للتعددية وتقديم المساواة في الفرص وفتح امكانية الوصول الى المدينة أمام الجميع. ذلك يعلم في المدارس، انها استراتيجية بعيدة المدى».