إيران تدعو الأوروبيين مجددا إلى التفاوض وتهدد بالتصعيد في حالة الضغط عليها

مظاهرات أمام السفارة البريطانية في طهران تطالب بطرد السفير وإغلاق السفارة

TT

فى ظل الضغوط المتزايدة عليها، دعت ايران مجددا الاوروبيين الى مواصلة المفاوضات حول ملفها النووي، موضحة انها لن تمانع في اتفاق يحفظ لها حقوقها ويعطي للغرب الضمانات الكافية حول نواياها النووية، غير ان شوارع طهران ومدن اخرى شهدت مظاهرات ضد الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب سياساتهما حيال الملف النووي الايراني، كما توجه العشرات الى السفارة البريطانية في طهران، مطالبين بطرد السفير. وفيما لم يصدر من ايران اي رد فعل رسمي على منح وكالة الطاقة الذرية ومديرها العام محمد البرادعي جائزة نوبل للسلام، والوكالة هي الجهة الاساسية التي تعمل على تجميد تخصيب طهران لليورانيوم، قال مصدر مقرب من الحكومة ان الجائزة رسالة الى طهران.

ودعا وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي الاوروبيين الى استئناف المفاوضات حول الملف النووي، فيما تظاهر الالاف في طهران دفاعا عن حق ايران في تطوير التكنولوجيا النووية السلمية. ونقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية عن متقي امس ان «طهران تؤكد ان المفاوضات هي الوسيلة الانجع لعرض وجهات نظر مختلف الاطراف والتوصل الى اتفاق».

وأضاف الوزير الايراني في لهجة لا تخلو من التحذير «عندما يصبح الاوروبيون مستعدين فان الشروط لاستئناف المفاوضات موجودة». وتابع «اذا لم يصحح قرار (الوكالة الدولية للطاقة الذرية) في ظل الاصرار على تطبيق الاجزاء غير القانونية وغير الشرعية منه، فان ايران تحتفظ بحقها في وقف الاجراءات الطوعية التي كانت تهدف الى بناء الثقة».

وقد تظاهر الالاف في طهران بعد صلاة الجمعة رافعين شعارات ضد الولايات المتحدة وبريطانيا. وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا امام جامعة طهران بناء على دعوة السلطات «الموت لاميركا والموت لاسرائيل والموت لبريطانيا». كما هتفوا «الولايات المتحدة عدوتنا» و«تعليق انشطتنا النووية مستحيل لانها رمز استقلالنا». واكد المتظاهرون ان «العلم النووي حقنا والعالم ارتضاه». وشهدت مدن ايرانية اخرى مظاهرات مماثلة. وتوجه عشرات المتظاهرين الى السفارة البريطانية في طهران للمطالبة بطرد السفير، واقفال السفارة، لكن الشرطة فرقتهم من دون تسجيل حوادث.

الى ذلك، قال اية الله احمد جنتي رئيس مجلس صيانة الدستور خلال الصلاة في جامعة طهران ان ايران لن تذعن للضغط الغربي بشأن طموحاتها النووية. وقال جنتي في خطبة الجمعة التي بثتها الاذاعة الحكومية «بامكاننا الصمود والاصرار على حقوقنا حتى نحصل عليها. لسنا ضعفاء كما يعتقد الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة». وقال «العقوبات تفرض مشقة وصعوبة علينا ولكنها في النهاية ستفيدنا حتى اكثر مما تضرنا. لم نخسر شيئا على الاطلاق بسبب عقوبات». وتجمع اكثر من 1000 شخص في ميدان بوسط طهران بعد صلاة الجمعة اليوم وهتفوا «الطاقة النووية حقنا» و«الموت لاميركا. الموت لاسرائيل». وذكرت وسائل الاعلام الحكومية ان مظاهرات اخرى مماثلة نظمت برعاية الحكومة في مدن بمختلف انحاء البلاد. وامتنع مسؤولون ايرانيون اتصلت بهم رويترز عن التعليق على فوز الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها محمد البرادعي بجائزة نوبل للسلام. لكن مصدرا قريبا من الحكومة قال ان منح الجائزة الى الهيئة التي تحقق منذ ثلاثة اعوام في برنامج ايران النووي «اجراء سياسي موجه لايران».

وفي نيودلهي، قالت الهند انها تأمل في ان يكون بالامكان تسوية الخلافات التي ظهرت مؤخرا مع ايران حول برنامجها النووي من خلال المحادثات وذلك بعد اسبوعين من اتخاذ نيودلهي موقفا مناهضا لطهران خلال تصويت حاسم في الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال وزير الخارجية ناتوار سينغ ان الهند اتخذت دوما مواقف داعمة فيما يتعلق بالقضايا التي تخص ايران. وأضاف سينغ «في ضوء الروابط الثقافية والضرورات الامنية فان بلدينا عليهما مسؤولية للقيام بدور في ضمان تحقيق السلام والرخاء في المنطقة والعالم بوجه عام». وتوترت العلاقات بين الهند وايران بعد ان انضمت نيودلهي في مفاجأة دبلوماسية الى الولايات المتحدة الشهر الماضي في التصويت على احالة ملف طهران النووي الى مجلس الامن التابع للامم المتحدة لفرض عقوبات محتملة.