قمة بلدان آسيا الوسطى.. محاولة جديدة من بوتين لاحتواء التوجهات المناهضة لموسكو في المنطقة

TT

بعد لقاءاته في العاصمة البريطانية عاد الرئيس فلاديمير بوتين ليواصل محاولات لم شمل بلدان الفضاء السوفياتي السابق في قمة تجمعه مع رؤساء كل من تاجيكستان واوزبكستان وقزقستان وقيرغيزستان. وكان بوتين قد سبق أن التقى رئيسي حكومتي اوكرانيا وقيرغيزيا في اطار عام يكشف عن نجاح موسكو في احتواء الكثير من التوجهات المناهضة لموسكو بعد تراجع شعارات الثورات الملونة في هذه البقاع.

وفي لقائه مع رئيس تاجيكستان امام علي رحمنوف اكد الرئيس الروسي الاهتمامات المشتركة للبلدين وضرورة التعاون في مجالات مكافحة الارهاب والحيلولة دون تفشي الجريمة المنظمة والتجارة غير المشروعة للمخدرات الى جانب تنسيق خطوات التكامل الاقتصادي وتنفيذ ما تم الاتفاق بشأنه بين الزعيمين في العام الماضي. وكانت زيارة امام علي رحمنوف لموسكو ترتبط بافتتاح ايام الثقافة التاجيكية في روسيا لاول مرة منذ عام 1941. وقالت مصادر روسية ان المهمة الاولى للرئيس الروسي في مباحثاته مع ضيفه التاجيكي تمثلت في محاولة اقناعه بعدم الموافقة على منح واشنطن حق اقامة قواعد عسكرية في اراضي تاجيكستان بعد رحيلها عن الاراضي الاوزبكية المجاورة.

واشارت صحيفة «كوميرسانت» الروسية، في معرض تعليقها على هذه القضية، الى مخاوف موسكو من عدم قدرة رحمونوف ـ الذي تعاني بلاده من متاعب مالية ـ على الصمود في وجه ما تعرضه واشنطن من منح مالية مقابل الموافقة على اقامة القواعد العسكرية الاميركية هناك، وعلى مقربة مباشرة من الاراضي الافغانية. وكانت موسكو قد اعربت عن مخاوف مماثلة في معرض العديد من لقاءات القمة مع بلدان آسيا الوسطى مما شكل المقدمة المناسبة لقرار اوزبكستان المطالبة برحيل القوات الاميركية في اعقاب احداث انديجان. ومن المقرر ان تبدأ قمة رؤساء بلدان آسيا الوسطى اعمالها اليوم في سان بطرسبورغ، وثمة من يتناول جدول اعمالها بمنظور مماثل لما سبق أن عقدته موسكو من لقاءات تستهدف استعادة مواقعها على الساحة السوفياتية السابقة، غير ان هناك من يعرب عن مخاوف مغايرة تحذر من خطورة استمرار العاصمة الروسية في دعم الانظمة المتهمة بانتهاج سياسات معادية للديمقراطية حسب تعبير ممثلي الاوساط اليمينية، مثل روسيا البيضاء وأوزبكستان، في نفس الوقت الذي تظل فيه الاوضاع في بقية جمهوريات آسيا الوسطى ابعد ما تكون عن المعايير الغربية للديمقراطية.