جامعيون عاطلون يتظاهرون وسط الرباط

TT

استغل مئات من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل بالعاصمة المغربية امس، صلاة الجمعة بمسجد «السنة» في وسط الرباط، للاحتجاج والمطالبة بتوظيفهم، ورفعوا شعارات تندد بالحكومة وسياستها في مجال التشغيل، وتعاملها القاسي مع المظاهرات السلمية. وحينما ارتفع صوت الأذان التزم المحتجون ورجال الشرطة هدنة بينهما، اذ كف خلالها الاولون عن رفع الشعارات، وتوقفت عناصر مكافحة الشغب عن مطاردتهم. وبعد صلاة الجمعة، اصطف العاطلون بساحة المسجد واختلطوا مع عشرات المصلين، فانطلق مسلسل «الكر والفر» بينهم وبين قوات مكافحة الشغب الذين لم يبادروا في البداية الى ضرب المحتجين، واكتفوا بالركض في جميع الاتجاهات لتشتيتهم حتى لا يتعرض المصلون بدورهم للضرب والركل والصفع.

وترسخت عادة احتجاج العاطلين في شوارع الرباط العاصمة منذ عام 1998، حينما تولى عبد الرحمن اليوسفي رئاسة حكومة التناوب التي تبنت شعار احترام حقوق الإنسان كما هو متعارف عليه عالميا، لينطلق ما سمي آنذاك بـ«حرية الاحتجاج».

وكانت قوات الأمن مشدوهة إزاء صلابة موقف العاطلين الذين كانوا يهتفون ملء حناجرهم، رافعين شارات النصر، مسنودين بشفقة المارين الذين لا يمكنهم سوى الأسف لحالهم.

وأمام احتجاج السائقين الذين تعذر عليهم مواصلة السير، مستعملين منبهات سياراتهم، نشبت معركة غير متكافئة بين المحتجين وعناصر الأمن، أصيب خلالها عدد من العاطلين اصابات خفيفة، بينما سقطت بعض المحتجات ارضا بعدما اغمي عليهن. في هذه الاثناء ظهر وسط الشارع شابان مكفوفان يحملان صندوقا من الورق المقوى (الكارتون) كتب عليه: «نحن المكفوفين من خريجي الجامعات نطلب منكم مساعدة مالية من أجل سد الرمق، ولكم جزيل الشكر».