النازحون الليبيريون إلى الولايات المتحدة يأملون أن تساهم الانتخابات في بلادهم بعودتهم إليها

TT

نيويورك ـ رويترز: قبل عشرين عاما وصلت ميديا ريفزـ كاربيه الى نيويورك حاملة ابنها في يد و20 دولارا في الاخرى بعد أن تركت كل شيء خلفها في موطنها ليبيريا.

وظنت ريفزـ كاربيه، التي كانت تشغل منصب مديرة قسم الموارد البشرية في شركة كهرباء، أنه لا مجال للعودة الى هناك. أما الان فانها تأمل، مثلها مثل الكثير من الليبيريين الذين هربوا الى الولايات المتحدة خلال الحرب الاهلية التي استمرت 14 عاما أو الازمة السياسية التي سبقتها أن تمنحها الانتخابات التي ستجرى في بلادها الاسبوع المقبل فرصة للعودة وربما لم شتات حياتها المبعثرة.

وتقول ريفزـ كاربيه التي تعمل الان معلمة لذوي الاحتياجات الخاصة في مدينة بالتيمور «تمنحني الانتخابات الامل بأني سأعود الى بلادي يوما ما. عندما غادرت كنت أهرب من أجل حياتي. ويبدو الامر وكأنك خسرت كل شيء. أما الان عندما تعود فانك تريد احداث فرق. لا تريد الهرب مرة أخرى».

ويتوجه الليبيريون الى صناديق الاقتراع يوم 11 أكتوبر(تشرين الاول) الحالي للمرة الاولى منذ الحرب الاهلية الوحشية التي اشتهرت بسبب تنفيذ جنود صغار في السن مدمنين للمخدرات موجات من القتل والتي انتهت في عام 2003.

واجتاحت حمى الانتخابات الكثير من الليبيريين في الولايات المتحدة الذين يقدر عددهم بمئات الالاف وليس ذلك بسبب أن بعض المرشحين البالغ عددهم 22 أتوا الى الولايات المتحدة ليطلقوا حملاتهم الانتخابية التي شملت القاء خطب وعقد ندوات وحملات لجمع التبرعات عبر البلاد.

وينظر معظم الليبيريين الى الولايات المتحدة على أنها دولتهم الام حيث يعيش أقارب وأبناء لهم هناك ويعيشون على الاموال التي ترسل من البلد الذي أجبر أجدادهم يوما ما على العيش فيه.

وكانت ليبيريا من القواعد الموالية لأميركا في أفريقيا في الفترة التي شكلت فيها الحرب الباردة المصائر السياسية في القارة.

وبسبب هذه العلاقات المميزة كان من الطبيعي أن يلجأ مرشحو الرئاسة الليبيرية من لاعب كرة القدم جورج ويه الى الين جونسون ـ سيرليف خبيرة الاقتصاد في البنك الدولي الى اجتذاب المغتربين في الولايات المتحدة ومعظهم أثرياء نسبيا ولا يزالون يتمتعون بنفوذ في الساحة السياسية في بلادهم.

وتوفر واشنطن التمويل والمراقبين من أجل عملية التصويت وهي من أكبر الدول المانحة لليبيريا. ويريد معظم الليبيريين في الولايات المتحدة أن يظلوا ضالعين في العملية الانتخابية وما بعدها حتى لو لم يدلوا بأصواتهم.

ويرى كثيرون أن الانتخابات هي الخطوة الاولى نحو اعادة اعمار البلاد التي تفتقر الى الاطباء والمعلمين المدربين أو حتى أبسط وسائل الراحة. ولكن قلة لا يعتزمون حزم حقائبهم قبل أن يروا وضعا طبيعيا في بلادهم حيث لا توجد مياه جارية أو شبكة كهرباء يمكن الاعتماد عليها وحيث نسبة البطالة أعلى من 85 في المائة.

ويرى وليام نيانو وهو مهندس معماري في شيكاغو هرب من ليبيريا في عام 1991 ان الكثير من الليبيريين يريدون العودة الى بلادهم. «ولكن بعد البقاء هنا مدة 10 الى 15 عاما فانك لا تريد العودة الى ليبيريا لتهرب منها مرة أخرى. لا بد أن تتأكد من أن الاوضاع مستقرة».