الأمم المتحدة: زلزال جنوب آسيا شطب مدنا وقرى من ريطة العالم ومطلوب 272 مليون دولار للضحايا

باكستان: عدد الضحايا وصل الى 23 ألفا و2.5 مليون شخص شردوا > إسلام آباد بحاجة لـ 50 طائرة هليكوبتر لتوزيع المساعدات بعد انهيار الطرق

TT

اسلام آباد ـ وكالات الأنباء: أعلنت باكستان أمس، حصيلة جديدة لضحايا الزلزال، الذي ضرب جنوب آسيا السبت الماضي، قائلة ان عدد القتلى بلغ نحو 23 الفا وشرد نحو مليونين ونصف المليون شخص. فيما بلغت الحصيلة الاجمالية لعدد القتلى في منطقة جنوب آسيا نحو 50 مليون قتيل، مع ترجيح بأن يتضاعف الرقم. وقالت الامم المتحدة امس إن الزلزال شطب قرى ومدنا من خريطة العالم، ودعت المانحين إلى تقديم 272 مليون دولار لإغاثة الناجين من الزلزال في شمال باكستان.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني شوكت عزيز امس في مؤتمر صحافي، ان العدد المؤكد لقتلى الزلزال الذي ضرب باكستان السبت بلغ 23 الف قتيل، وعدد الجرحى نحو 51 الفا، مؤكدا احتمال ارتفاع عدد القتلى. وتعهد مانموهان سينغ رئيس وزراء الهند باعادة بناء حياة آلاف الاشخاص في كشمير الهندية، الذين تحطم عالمهم بسبب الزلزال واصفا الموقف بأنه «مأساة قومية». وأعلن سنيغ تخصيص 110 ملايين دولار كمعونات اتحادية اضافية، ليصل اجمالي المعونات الى 145 مليونا، وجاء هذا بعد قيامه بجولة في المناطق الأكثر تضررا على طول خط وقف اطلاق النار، الذي يفصل بين كشمير الهندية والباكستانية.

وفي جنيف قالت الأمم المتحدة ان دعوتها التي وجهتها وكالات مختلفة معنية بالاغاثة الى المانحين، تهدف لتغطية حاجات الاغاثة في منطقة كشمير، بما في ذلك الخيام والاغذية والبطاطين والأدوية ومعدات تنقية المياه، فضلا عن بناء بعض المدارس.

وقالت ايفيت ستيفنز مساعدة منسق الامم المتحدة لجهود الاغاثة «النداء يهدف إلى تغطية الجهود الفورية، لانقاذ حياة الناجين وحاجات الانعاش الاولي، لفترة الاشهر الستة الاولى فقط من مرحلة الاغاثة». وأضافت «اما فيما يخص إعادة البناء، فنتوقع ان تكون الحاجات اكبر كثيرا». وقالت سيتفنز ان الزلزال اثر على حياة اربعة ملايين نسمة، من بينهم مليون نسمة يعانون العوز الشديد. ويشمل الاعلان المساعدات المالية لوكالات الامم المتحدة اضافة الى مساعدات المنظمة الدولية للنازحين، وعدد من المنظمات غير الحكومية. واوضح بيان اصدره مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في المنظمة الدولية، ان المبلغ سيغطي الحاجات العاجلة للمنكوبين بما فيها النقل بواسطة المروحيات الذي بات ضرورة ملحة بعد انهيار الطرق.

وقال المكتب ان المنكوبين «في حاجة ماسة الى خيم مجهزة لمواجهة الشتاء»، كون الحرارة بدات تنخفض مع اقتراب فصل الامطار الذي يبدأ بعد ثلاثة اسابيع، فضلا عن مساعدات طبية «لأن غالبية المستشفيات ومراكز العناية الصحية دمرت».

وقال البيان إن كشمير الباكستانية من اكثر المناطق تضررا، واشار الى ان مدن وقرى عدة «شطبت عن الخريطة».

وخلال جولة في المناطق المنكوبة في كشمير، تعهد مانموهان سينغ رئيس وزراء الهند باعادة بناء حياة آلاف وأعلن تخصيص 110 ملايين دولار كمعونات اتحادية اضافية. وقال في خطاب عام في اوري، التي كانت بلدة تجارية مزدحمة وتحطمت كليا في زلزال السبت «إنني واثق بأننا سنساعدكم مجددا لتبدأوا حياة جديدة». وارتفع عدد القتلى في الجانب الهندي من كشمير الى نحو الفين. وقال سينغ لاحقا للصحافيين في سرينغار العاصمة الصيفية للاقليم، الذي يغلب عليه الهنود المسلمون «أؤكد لشعب جامو وكشمير ان الاموال لن تكون عائقا امام الوفاء بمتطلبات عملية اعادة التأهيل المشروعة». واظهرت صور التقطت من الجو للمناطق المنكوبة قرى بأكملها سويت بالارض، بينما طلب الرئيس الباكستاني المزيد من طائرات الهليكوبتر للمساعدة في الوصول الى التجمعات المعزولة في الجبال الوعرة بالمنطقة.

وتصاعدت الروائح النتنة للجثث المتعفنة، من تحت الأنقاض في بلدات وصلت اليها فرق اغاثة، حيث مثل نقص مياه الشرب وتضرر شبكات الصرف الصحي، خطرا يهدد بتفشي الامراض المعدية.

واستولى سكان بائسون على ما تمكنوا من أخذه من المتاجر المدمرة جزئيا، ولكن كانت هناك أيضا حالات نهب سافرة قام بها شبان يجولون بالمنطقة. وخلال الليل اطلقت القوات الباكستانية النار في الهواء، لارهاب احدى العصابات التي أغارت مرارا على مستودع للامدادات في مظفر اباد عاصمة كشمير الباكستانية والتي دمرها الزلزال.

وكان وصول الامدادات بطيئا الى مراكز التجمعات السكانية الكبرى، مثل مظفر اباد، رغم ان الحكومة قالت انه اعيد فتح الطرق المؤدية الى المدينة. لكن مسؤولا بالامم المتحدة قال ان طرقا خارجها لا زالت مغلقة بسبب الانهيارات الارضية. واضاف ان باكستان حصلت على وعود من دول مانحة بتقديم 20 طائرة هليكوبتر، ولكنها تحتاج بالفعل الى قرابة 50 أخرى لنقل الطعام والادوية ومواد الاغاثة.