بغداد «متوجسة» من مهمة الوفد العربي وتكرر رفض مشروع المصالحة

دبلوماسي مصري: مساعي الجامعة تواجه احتمال النجاح والفشل بنفس المقدار.. واقتراح بمؤتمر تمهيدي في البحرين

TT

فيما أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى امس، أن قيام مسلحين بإطلاق النار في بغداد على وفد الجامعة «لن يؤثر على موقف الجامعة من العراق أو على زيارته المقررة للعراق قريبا بعد الانتهاء من الاستفتاء على الدستور العراقي»، اعرب عضو شيعي بارز في البرلمان العراقي عن «توجس» حيال مهمة الوفد التي وصفها الناطق باسم رئيس الوزراء العراقي بأنها لا تتصل بأي «مصالحة سياسية»، مكررا رفض مثل هذه المسعى.

وقال موسى في القاهرة «هذه مسألة (اطلاق النار) تحدث بشكل يومي في بغداد، وهذا الحدث كنا نرجو عدم حدوثه». وأكد أن الوفد سيكمل مهمته في العراق وفقا لما هو مخطط له موضحا «أن التقارير التي تصلنا من الوفد طيبة جدا ولا تشير لوجود عقبات أمام الوفد».

وردا على سؤال حول موقف الجامعة من العمليات المسلحة بالعراق، قال موسى «موقفنا من الارهاب معروف ونحن ندينه، لكن مهمة وفد الجامعة في العراق هي للحديث عن كل المسألة العراقية».

ونفى موسى وجود رفض من الحكومة العراقية لعقد مؤتمر مصالحة عراقية، مؤكدا أن وجود تصريحات من البعض والبعض الآخر لن يؤثر في العمل السياسي.

من ناحيته، قال عضو الجمعية الوطنية العراقية عن «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي جواد المالكي لـ«الشرق الأوسط» في بغداد امس إن «الجميع متوجس من هذه الزيارة التي تميزت بأنها غير واضحة الأهداف. إننا نرحب بدور الجامعة الذي يجب أن يكون لمصلحة الشعب العراقي وان تحدد موقفها من الإرهاب بشقيه البعثي والتكفيري». وأكد المالكي، وهو الرجل الثاني في حزب «الدعوة الاسلامية» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي ابراهيم الجعفري انه «لا مجال لصلح مع الارهابيين». بدوره اعلن ليث كبة، الناطق الرسمي باسم الجعفري، في مؤتمر صحافي في بغداد امس، ان مهمة وفد الجامعة تتحدد في «نقطتين؛ الأولى مناقشة جدول زيارة الأمين العام السيد عمرو موسى، والثانية الإطلاع على حلول لبعض الاحتقانات بين بعض أطراف العملية السياسية او ما يمكن ان نسميه توافقاً سياسياً. اما ما يطلق عليه بمؤتمر مصالحة سياسية، فأمر غير وارد، لأننا لا يمكن ان نتصالح مع الإرهابيين. اما الفرقاء السياسيون الذين نختلف معهم في ظل العراق الديمقراطي الحر، فيمكن ان نتوافق معهم من خلال الحوارات المستمرة».

وفي القاهرة اعتبر مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون العربية والمندوب الدائم لدى الجامعة السفير هاني خلاف، أن احتمالات النجاح والفشل على السواء قائمة أمام المهمة المرتقبة للأمين العام للجامعة في العراق، مشيرا الى أن اللجنة الوزارية العربية التي كلفته هذه المهمة «تعمدت عدم تحديد أي خطة أو إطار أو مرجعية، بما في ذلك الأطراف التي تشملها المشاورات والدعوة لعقد مؤتمر للمصالحة الوطنية».

وأعرب السفير خلاف عن اعتقاده أن مؤتمراً تحضيرياً سيتم التشاور بشأنه لعقده في الخارج كجولة تمهيدية لعقد المؤتمر الجامع في الداخل بإحدى المحافظات العراقية تحت مظلة الجامعة، فيما توقع أن يعقد مؤتمر الخارج في البحرين.

على صعيد ذي صلة، اعلنت «هيئة علماء المسلمين (سنية) المعارضة امس، انها على استعداد للمشاركة في مؤتمر المصالحة المقترح عقده بإشراف الجامعة العربية، لكن بشروط؛ منها ان يعقد المؤتمر داخل العراق وان يتم الاعتراف بالمقاومة الوطنية».

وقال امين عام الهيئة الشيخ حارث الضاري، الذي استقبل مساء اول من امس وفد الجامعة برئاسة الامين العام المساعد احمد بن حلي، انه ابلغه «استعداد الهيئة للمشاركة في هذه المبادرة وحضور اي اجتماع وعلى اي مستوى، بشرط ان يكون داخل العراق او تحت مظلة الجامعة العربية تحديدا».

وحدد الضاري شروط القبول بالمصالحة الوطنية بضرورة «تسمية المحتل باسمه وتحديد جدول زمني لانسحابه ووضع تعريف محدد للارهاب والاعتراف بالمقاومة الوطنية والعمل على إعادة الجيش العراقي باستثناء المجرمين وحل الميليشيات المسلحة لأن الشر كله اليوم من هذه الميليشيات».