جنوب أفريقيا تعاود طرح عرض للخروج من الأزمة النووية الإيرانية

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر عليمة ان دبلوماسيين من جنوب افريقيا عاودوا محاولات الوساطة بين ايران والدول الاوروبية الثلاث وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا لتسويق مقترحهم لحل مشكلة الملف النووي الايراني بإمداد طهران بالوقود النووي لتشغيل مفاعلاتها على ان ترد ايران الوقود المستخدم الى بريتوريا. وهكذا يتوفر لإيران امتلاك التكنولوجيا دون ان يسمح لها بامتلاك الوقود او استخدام الغاز في عمليات تخصيب اليورانيوم.

وكانت جنوب افريقيا وفقا لمصادر «الشرق الأوسط» قد بادرت قبل شهرين بهذا العرض الا ان التوقيت لم يسمح له بنيل فرصته اذ كانت الساحة تعج بالعروض الأوروبية ولم تكن ايران في حينها تبدي اهتماما بغير محادثاتها مع الاوروبيين. وتعتبر جنوب افريقيا مقترحها حلا وسطا يتمثل في امداد ايران بالوقود دون ان يقيدها بأي اشراف او ادارة خارجية عكس العرض الذي سبق ان قدمه الاوروبيون اثناء مباحثاتهم على مدى عام مع ايران وفشلت لرفض ايران ما قدموه من حوافز مقابل تخليها عن حقها في تخصيب اليورانيوم.

وسبب الرفض الايراني هو الاصرار الاوروبي على امداد ايران بالوقود دون ان يكون لها اية سيطرة عليه وذلك بخضوع كل عمليات ادارته للأوروبيين. وحدا فشل المحادثات بايران لمزاولة أنشطتها النووية التي كانت قد علقتها طيلة فترة المحادثات مما ادى بدوره لقرار مجلس امناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر (ايلول) الماضي الذي يخوله بإحالة الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي متى وكيف ما قرر ذلك بدعوى عدم امتثال طهران لاتفاقية الحد من الانتشار النووي. وبينما تتسرب معلومات عن قبول ايران للعرض الجنوب افريقي كمخرج للأزمة لم يصدر أي رد فعل بعد من الجانب الاوروبي.

إلى ذلك، أفاد مصدر دبلوماسي في فيينا، ان الرجل الثاني في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اولي هاينونين، التحق أمس بمفتشي الوكالة في ايران. وأعلن المصدر الدبلوماسي، وهو غربي، من دون توضيح أماكن الزيارة ومدتها، ان هاينونين، وهو مدير قسم الضمانات حول عدم انتشار الاسلحة النووية «سيلتقي عددا من المسؤولين الايرانيين».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر، ان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الذي حصل الجمعة مع الوكالة على جائزة نوبل للسلام، دعي في نهاية سبتمبر (ايلول) الى التوجه الى طهران، لكن زيارته ليست واردة في الوقت الراهن.

وقال الدبلوماسي ان مفتشي الوكالة الدولية التي تسهر على الأمن النووي يزورون إيران بانتظام.

لكن الوكالة، ومديرها بشكل خاص، يطالبان إيران بـ «المزيد من الشفافية» حول برنامجها النووي الماضي والحالي لتبديد الشكوك بشأن طبيعته العسكرية، ويطالبان بالتمكن من الوصول الى بعض المواقع الحساسة.

ومنذ عدة أيام، والمسؤولون الايرانيون والاوروبيون يلحون على ضرورة استئناف المفاوضات قبل الاجتماع المقبل لحكام الوكالة (هيئتها التنفيذية) المقرر في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل للبت في إحالة الملف الايراني على مجلس الأمن الدولي ام لا. وبعد نحو سنتين من المفاوضات، انقطع الحوار بين إيران والدول الاوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا والمانيا) في اغسطس (آب) بعد ان رفضت ايران اقتراحات التعاون الشامل الأوروبية، واستأنفت برنامج تحويل اليورانيوم في اصفهان.