موسكو تبلغ باريس وواشنطن تحفظاتها حيال سياستهما الهادفة الى «عزل سورية»

TT

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر فرنسية واسعة الإطلاع، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أبدى مجموعة من التحفظات على الخط السياسي الذي تتبعه باريس و واشنطن تجاه سورية، والساعي الى عزلها على المسرح الدولي. كذلك طرح الوزير الروسي بمناسبة عشاء ضمه مع وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في مقر وزارة الخارجية ليل الاثنين ـ الثلاثاء الماضي، مجموعة من التساؤلات حول جدوى فرض عقوبات في مجلس الأمن على سورية وحول الغايات البعيدة والأغراض المباشرة لمثل هذه المبادرة التي يمكن أن تتبع تقرير المحقق الدولي ديتليف ميليس في مسألة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وبحسب هذه المصادر، فإن الوزير الروسي شدد على ضرورة عدم التسبب في ضرب الإستقرار في سورية، وعدم إضعاف الرئيس بشار الأسد والنظام السوري بشكل عام. وبحسب المصادر الفرنسية، فإن الوزير دوست بلازي «طرح مسألة العقوبات من باب التحسب»، لما قد يأتي به تقرير ميليس «بحيث يكون مجلس الأمن الدولي «مهيأ لتلقي التقرير وليس من باب استباق نتائجه». وشددت المصادر الفرنسية على «ضرورة التحسب لكل الإحتمالات»، ما يعني أحتمال ورود مسؤولية سورية في اغتيال الحريري وموضوع فرض عقوبات دولية على دمشق.

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن الوزير الفرنسي أثار مع نظيره لافروف موضوع تسلل مقاتلين فلسطينيين الى لبنان، وتهريب الأسلحة الى المخيمات الفلسطينية. وقالت المصادر الفرنسية أن باريس «تنظر الى هذه المسألة بكثير من القلق»، مضيفا أن فرنسا «تفحص» أوجه المساعدات التي يمكن أن تقدمها الى الجيش وقوى الأمنية اللبنانية من أجل فرض الرقابة على الحدود، ومشددا في الوقت عينه على «ضرورة» ان تمتنع سورية عن أية «بادرات» من شأنها إرباك الوضع اللبناني الداخلي، عشية نشر تقرير مليس. وفي المؤتمر الصحافي المشترك، الذي عقده وزراء خارجية فرنسا و روسيا في الخارجية الفرنسية أمس، بمناسبة الاجتماع الخامس للجنة الوزارية المشتركة بين البلدين، برزت بعض «التباين» في الموقفين الفرنسي والروسي من الملف اللبناني ـ السوري رغم تأكيد الطرفين على تمسكهما القوي بمعرفة الحقيقة حول اغتيال الحريري. و كان لافتا أن لافروف وجه في رده على سؤالين عن الملف اللبناني ـ السوري عدة «رسائل»، أولاها أنه يرى في تقرير ميليس الذي «تدعمه» روسيا مرحلة وسطية إذ أن «التحقيق النهائي يجب أن يقوم به اللبنانيون». ودعا الوزير الروسي الى «تقديم الدعم للسلطة اللبنانية» والى دعم التحقيق من أجل تمكن السلطة اللبنانية من الوصول الى الحقيقة. أما وزير الخارجية الفرنسي، فقد وصف المرحلة التي يجتازها لبنان حاليا بأنها «مرحلة حرجة» وبالتالي «يتعين أن تحظى الحكومة اللبنانية بدعم دولي وروسيا لها دور لا غنى عنه لإنجاح جهودنا». ونوه دوست بلازي بـ«الحوار المعمق»، الذي أجراه مع لافروف الذي يتفق معه في موقف أساسي، هو أن «تأخذ العدالة مجراها» في مسألة الاغتيال.