هجومان انتحاريان بسيارتين مفخختين يوقعان عشرات القتلى والجرحى في بغداد وتلعفر

مقتل شرطيتين وإصابة 16 بينهم 12 من عناصر الشرطة في هجمات متفرقة

TT

قتل 37 عراقيا وأصيب 49 في انفجار سيارتين مفخختين يقودهما انتحاريان في بغداد وتلعفر أمس.

ففي تلعفر (450 كلم شمال غربي بغداد) قتل 30 شخصا وأصيب 45 آخرون عندما فجر انتحاري سيارة مفخخة في سوق المدينة، حسبما افاد العميد نجم عبد الله، مدير شرطة مدينة تلعفر.

وقال عبد الله ان «الحصيلة الجديدة للانفجار تشير الى سقوط 30 قتيلا وإصابة 45 آخرين بجروح». وأوضح ان «الانفجار ناتج عن انتحاري كان يقود سيارة مفخخة فجرها وسط السوق» في هذه المدينة الواقعة على بعد نحو 80 كلم شمال غربي الموصل. وغالبا ما تشهد مدينة تلعفر عمليات انتحارية. وأسفرت آخر عملية انتحارية نفذتها امرأة في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، وأعلن تنظيم القاعدة في العراق مسؤوليته عنها، عن مقتل خمسة اشخاص وجرح 53 آخرين بعد اسبوع على اعلان نهاية عملية اميركية ـ عراقية واسعة النطاق ضد المتمردين والمقاتلين الاجانب في هذه المدينة الواقعة شمال غربي العراق. واتى اعتداء أمس بعد اسبوع بالكاد على الاعلان الرسمي عن انتهاء عملية واسعة النطاق في هذه المدينة، وهي معقل للمسلحين. وقد شارك نحو عشرة آلاف جندي عراقي وأميركي في العملية التي اسفرت عن مقتل 150 مسلحا، وتوقيف نحو 700 آخرين. وردا على العملية شن تنظيم القاعدة في العراق بزعامة ابو مصعب الزرقاوي في 14 سبتمبر (ايلول) سلسلة اعتداءات دامية في بغداد، مؤكدا انها رد على العملية الاميركية ـ العراقية على تلعفر، التي اسفرت عن سقوط 128 قتيلا و230 جريحا.

وفي غرب بغداد، قتل سبعة عراقيين هم خمسة جنود ومدنيان وأصيب اربعة آخرون بجروح في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري، حسبما افاد مصدر في وزارة الدفاع العراقية. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان «انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم نقطة تفتيش في منطقة العامرية غرب بغداد، مما ادى الى مقتل سبعة عراقيين بينهم اربعة جنود وإصابة اربعة آخرين».

من ناحية ثانية، قتلت شرطيتان عراقيتان وأصيب 16 شخصا بينهم 12 من عناصر الشرطة العراقية أمس، في هجمات منفصلة في بغداد، حسبما افاد مصدر في وزارة الداخلية العراقية. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان «اثنتين من الشرطيات كانتا تستقلان سيارة أجرة قتلتا على يد مسلحين مجهولين في منطقة الدورة جنوب بغداد». وتابع المصدر ان «مسلحين مجهولين هاجموا عند الساعة 00.07 بالتوقيت المحلي دورية لمغاوير وزارة الداخلية في منطقة بغداد الجديدة جنوب شرقي بغداد، مما ادى الى جرح تسعة من عناصر المغاوير». وأضاف ان عناصر «الشرطة لاحقوا المهاجمين الذين كانوا يستقلون سيارتين وأطلقوا النار عليهم فانقلبت سيارة وتم إلقاء القبض على ثلاثة منهم وبحوزتهم قذائف مضادة للدروع».

من جانب آخر، انفجرت سيارة مفخخة قرب دورية للشرطة العراقية في منطقة الدورة جنوب بغداد، مما ادى الى اصابة ثلاثة من عناصر الدورية بجروح، حسبما افاد المصدر نفسه. كما تعرض موكب رسمي تحرسه دورية للجيش الاميركي الى انفجار عبوتين ناسفتين جنوب ووسط العاصمة بغداد، مما ادى الى اصابة اربعة من المدنيين المارة بحسب مصدر امني عراقي.

من جهة أخرى، اعلن مصدر امني في شرطة بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد) أمس، مقتل ثلاثة اشخاص من عائلة واحدة بينهم عنصر في الشرطة، بإطلاق نار مسلحين مجهولين جنوب هذه المدينة. وقال مصدر الشرطة الذي رفض الكشف عن اسمه «قتل احد عناصر الشرطة ووالده وشقيقه عندما فتح مسلحون النار صباح اليوم (امس) عليهم في منطقة الدايمية (8 كلم جنوب بعقوبة)».

في تطور آخر ذي صلة، اعتقلت قوات مغاوير وزارة الداخلية العراقية أمس 56 مشتبها فيه بضواحي بغداد الجنوبية ضمن عملية لتطهير المناطق التي تنتشر فيها العمليات المسلحة قبل ايام من اجراء الاستفتاء حول الدستور. وقال العقيد ابو الحسن من لواء الذئب ان «قوات مغاوير الداخلية تمكنت من اعتقال 56 مشتبها فيه خلال عمليات مداهمة في مناطق السيافية وعرب جبور وهور رجب والدورة جنوب بغداد، حيث تكثر شبكات الارهاب وكبار الارهابيين ممن كانوا يخططون لشن عمليات في داخل وخارج بغداد لإفشال الاستفتاء». وأوضح المتحدث انه «تم إلقاء القبض على شبكات كاملة مع الاسلحة والأعتدة ومواد فنية واجهزة تفجير واجهزة تفخيخ ومعامل صغيرة لصنع العبوات واجهزة تصوير». واضاف ابو الحسن ان «هذه العمليات تأتي تمهيدا لجعل بغداد اكثر أمنا وخاصة في يوم الاستفتاء، حتى يأتي المواطن ويدلي بكل أمان وحرية برأيه في الاستفتاء».