غازي كنعان فاجأ الجميع بانتحاره .. وبـ«آخر» تصريح له ينفى رواية لبنانية عن حواره مع لجنة التحقيق الدولية

قضى في مكتبه في وزارة الداخلية مطلقا رصاصة في فمه

TT

وضع وزير الداخلية السوري غازي كنعان صباح أمس، حداً لحياته التي أنهاها بطلق ناري من مسدسه بفمه، بعد أن أدلى من مكتبه في وزارة الداخلية بتصريح عبر الهاتف إلى إذاعة صوت لبنان، أعلن فيه أن هذا التصريح، الذي طلب إلى المذيعة أن توزعه إلى وسائل الإعلام، يمكن أن يكون« آخر» تصريح صحافي له، نافياً فيه ما أوردته محطة التلفزيون اللبنانية «نيو تي في» من معلومات قالت المحطة، إنها جرت أثناء الاستماع إلى شهادة الوزير كنعان من قبل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وحسب رواية المؤسسة اللبنانية، أبلغ غازي كنعان لجنة التحقيق الدولية انه قبل، ابان وجوده في لبنان، رشوة مقدارها 10 ملايين دولار ليمرر قانون انتخاب العام 2000 الذي صار يعرف باسمه.

واتصلت «الشرق الاوسط» هاتفيا من لندن بالسيدة أم فراس، زوجة وزير الدفاع السوري السابق، العماد مصطفى طلاس، أكدت ان المعلومات المتوافرة لديها تفيد بان غازي كنعان انتحر بان اطلق رصاصة من مسدسه في فمه. وقالت ان كنعان، حسب معلوماتها، لم يكن يعاني من أي مرض خطير او مشاكل مستعصية وان انتحاره فاجأ الجميع. ووصفت أم فراس وزير الداخلية المنتحر بانه كان «رجلا شجاعا». وقد نعي الوزير كنعان بشكل رسمي من خلال بيان مقتضب أصدرته الحكومة السورية، أشارت فيه إلى أنه تم البدء بالتحقيقات اللازمة في الحادث من دون ذكر أية تفاصيل أخرى. بيد أن «الشرق الأوسط» توجهت لدى سماعها النبأ إلى مستشفى الشامي، للوقوف على المعلومات عن الحادث، لكنها لم تفلح في الحصول على أية معلومات سوى أن الوزير كنعان، الذي وضع في غرفة العناية الفائقة، فارق الحياة منتحراً بطلق ناري أطلقه في فمه.

وقد كان الوزير كنعان، في تصريحه لإذاعة صوت لبنان، قد استنكر ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن لقائه مع أعضاء لجنة التحقيق الدولية وقال إن ما ورد في تلفزيون ( نيو تي في) «عار عن الصحة». وختم الوزير كنعان تصريحه الإذاعي قائلا «اعتبر أن هذا آخر تصريح ممكن أعطيه». وفي أول رد فعل رسمي على الحادث، أشار وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله، إلى أن التحقيقات في الحادث ستعطي النتائج بسرعة، لافتاً إلى أن البعض يريد أن يرجم بالغيب ويحب أن يخلط بين الشك واليقين ويوحي بأنه يعرف كل شيء، مجانباً الوقائع. وأضاف إن من الضروري عدم تحميل الأشياء أكثر مما تحتمل قبل معرفة الحقائق، مشيراً إلى أن التفاعلات شيء والتحدث عن يقين شيء آخر. مضيفا «لا شك في أن موضوع ميليس معروف ونتائج اللجنة أصبحت معروفة، وليس هناك أي دليل يشير إلى سورية وأنا أريد أن أقول إن سورية لا تتعامل بأسلوب الاغتيالات مع أعدائها فكيف مع أصدقائها، وهذه حقيقة واقعة».

وأكد وزير الإعلام السوري أن سورية دولة مؤسسات ومستقرة داخلياً ومهما حدث لن يؤثر هذا على الاستقرار وعلى هذا التماسك الداخلي وهذا لا يعني التقليل من نتائج هذا الحادث الأليم.

مصدر مقرب من الوزير كنعان قال لـ«الشرق الأوسط»، امس «إنه أثبت موجودية ونجاحاً في كل المواقع التي عمل فيها... عمل في لبنان أمنياً وسياسياً، ولعب دوراً كبيراً كمشارك ومنفذ للقرارات التي اتخذت تجاه لبنان وقاد عملية تنفيذ هذه القرارات على الأرض، إلى أن تم نقل لبنان من حالة الحرب الأهلية إلى حالة السلم الأهلي».

واضاف المصدر أن الوزير كنعان استطاع بعد شغله لمواقع أمنية وسياسية في سورية، مديرا لإدارة الأمن السياسي، وخلال زمن قصير أن يجسد عمل الأمن بشكل أساسي ورئيسي في أجهزة وزارة الداخلية السورية قبل أن يتولاها، ثم بذل جهداً كبيراً بعد توليه هذه الوزارة بجعلها السلطة التي تتعاطى مع المواطن في كل ما يتعلق بأمنه وحياته اليومية».