مرشحو الإخوان يخوضون الانتخابات البرلمانية المصرية باسم الجماعة لأول مرة بدلا من شعار التيار الإسلامي

الجماعة تتجنب الدوائر التي يترشح فيها الوزراء وكبار المسؤولين

TT

كشفت مصادر في جماعة الإخوان أن مكتب الإرشاد للجماعة أصدر توجيهات لمرشحين في انتخابات مجلس الشعب (البرلمان) المصري باستخدام توقيع «الإخوان المسلمين» في كافة بياناتهم ولافتاتهم وترديد اسم الجماعة في مؤتمراتهم الانتخابية، وذلك لأول مرة منذ سنوات عديدة وحظرت التوجيهات الإخوانية الجديدة استعمال توقيع «التيار الإسلامي على اللافتات أو البيانات التي توزع على الناخبين».

وأوضحت المصادر أن هذه هي المرة الأول يستخدم فيها الإخوان اسم الجماعة صراحة في الأماكن العامة منذ أكثر من 15 عاما حيث كان في السابق يتم تحاشي ذكر اسم الجماعة أو تعليق لافتات باسمها، تجنبا للملاحظات الأمنية، حيث لا تعترف الحكومة بالجماعة وتعتبرها منحلة ومحظورة منذ عام 1954 واستخدم قياديو وأعضاء الجماعة مصطلح «التيار الإسلامي» للإشارة إليهم، ولتمييزهم عن باقي الجماعات الإسلامية مثل السلفيين والجهاد والجماعة الإسلامية.

ويخوض الإخوان الانتخابات بأكثر من 150 مرشحا من إجمالي 444 مقعدا برلمانيا.

وأضافت المصادر أن مكتب الإرشاد سمح لكل مرشح باستخدام العديد من الشعارات التي يراها مناسبة على أن يكون الشعار الأساسي هو «الإسلام هو الحل» ويتبعه «الإخوان المسلمون، والمصحف والسيفان» للتوقيع.

وأرجعت المصادر التحول الإخواني إلى أن الظروف السياسية داخل البلاد، والأجواء الدولية أتاحت مساحة أكبر من الحركة للجماعة، ولم تعد الحكومة قادرة على ملاحقتها بنفس الوتيرة السابقة فضلا عن أن وسائل الإعلام الحكومية كالتلفزيون والصحف القومية أصبحت تخوض في الحديث عن الأخوان خلال الشهرين الأخيرين، وهو ما كان شبه محظور قبل ذلك ولم تعد هذه الوسائل تصف الجماعة بالمحظورة إلا في حالات نادرة.

وقالت المصادر إن الجماعة قررت الاستمرار في النهج الذي تتبعه في كل انتخابات برلمانية بعدم ترشيح كوادر الإخوان في الدوائر الانتخابية التي يخوض الوزراء الانتخابات فيها، وكذلك المسؤولون الحكوميون مثل الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب في دائرة السيدة زينب، والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية في دائرة الزيتون وكمال الشاذلي وزير الدولة لشؤون مجلس الشعب في دائرة الباجور، في المنوفية في دلتا مصر وغيرها من الدوائر التي سيخوض الانتخابات فيها مسؤولون كبار وكذلك إخلاء الدوائر الانتخابية التي يخوض الانتخابات فيها رؤساء الأحزاب والشخصيات التي تتمتع بقبول شعبي في دوائرها الانتخابية.

وأوضحت المصادر أن إخلاء هذه الدوائر يرجع إلى رغبة الجماعة في تجنب الصدام مع الحكومة وبناء علاقات طيبة مع القوى السياسية الأخرى. لكن الجماعة رفضت طلب الدكتور يحيي الجمل الوزير السابق وأحد رموز المعارضة في مصر بإخلاء دائرة الدقي بمحافظة الجيزة.

وبررت الجماعة موقفها بأن طلبة جاء متأخرا وبعد أن أعلنت الجماعة ترشيح المحامي حازم صلاح أبو إسماعيل في الدائرة ونظم حملة دعائية ضخمة كما رفضت الجماعة طلب منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية بإخلاء دائرة بولاق الدكرور له لتأخر طلبه أيضا.

إلى ذلك أكد د. محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد عزمه خوض الانتخابات التشريعية المقبلة في دائرة شبين الكوم في محافظة المنوفية في مواجهة أمين مبارك ابن عم الرئيس المصري حسني مبارك، وذلك في الدائرة التي تضم قرية كفر مصيلحة مسقط رأس مبارك وعائلته.

وبترشح د. علي بشر نفسه في الانتخابات التشريعية يرتفع عدد أعضاء مكتب الإرشاد الذين سيخوضون الانتخابات التشريعية إلى اثنين بعد تأكيد د. محمد المرسي عضو المكتب والمتحدث باسم الإخوان في مجلس الشعب خوض الانتخابات. وكان لوحظ أن أعضاء مكتب الإرشاد الهيئة العليا لجماعة الإخوان المسلمين قد أحجموا عن خوض الانتخابات وهو ما فسر خشية أن يخسروا الانتخابات بما يؤثر على مصداقية الجماعة.

من جهة اخرى، كشفت مصادر داخل جماعة الإخوان المسلمين ان الجماعة فشلت في إقناع عدد من القيادات النسائية بها لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة وذلك لتعلل السيدات الاخوانيات بظروف اجتماعية وصحية تحول دون إمكانية خوضهم المعركة الانتخابية ولم تنجح الجماعة إلا في إقناع الدكتورة مكارم الديري الأستاذة بجامعة الأزهر وأرملة عضو مكتب الإرشاد الراحل إبراهيم شرف في خوض الانتخابات في دائرة مدينة نصر بشرق القاهرة، ولكن السيدة جيهان الحلفاوي المرشحة السابقة للانتخابات في دائرة الرمل رفضت، وهي التي أثارت جدلا واسعا بعد أن أجلت الانتخابات في دائرتها لمدة عامين وأجريت عام 2002 وفشلت الحلفاوي في النجاح فيها وسط اتهامات بتدخلات أمنية ضدها.