مستشارة أم السيدة مستشار?.. جدل لغوي تحسمه أنجيلا ميركل قريباً

TT

اتفق ممثلو الحزب الديمقراطي المسيحي مع ممثلي الحزب الديمقراطي الاشتراكي، على «محاصصة» وزارية، أصبحت انجيلا ميركل بموجبها أول «مستشارة» في تاريخ ألمانيا. وصار يتعين الآن على اللغويين أن يجدوا لقبا ثابتا لرئيسة الحكومة الجديدة، وذلك بسبب تعدد الأشكال اللغوية لصيغة المؤنث في اللغة الألمانية.

ولم يسبق لألمانيا أن حكمتها امرأة، ولهذا السبب لم يفكر أحد قبل الآن باللقب، الذي ستحمله هذه المرأة. ماذا ستكون صفة انجيلا ميركل إذا؟ المستشارة ميركل، أو السيدة المستشار ميركل أو السيدة المستشارة؟ وعبر رئيس دائرة المستشار عن حيرته في الأمر، هل ستصبح انجيلا ميركل «سيدة بيتها» أم «سيد بيتها» أم «رجل بيتها»؟. المتابع للصحافة الألمانية، يلاحظ أن بعض الصحف استخدمت كلمة «مستشارة»، في حين استخدمت صحف أخرى كلمة «السيدة مستشار» إلى جانب صحف أخرى، لم تحسم أمرها بعد واستخدمت الصيغتين.

ويبدو أن المشكلة تجاوزت البعد المحلي إلى الدولي، خصوصا في لغات الدول التي تستخدم صيغة المؤنث والمذكر والمحايد مثل الألمانية. وتحدثت صحيفة «راينشه بوست» الواسعة الانتشار، عن رسائل تهنئة عدة وصلت إلى ميركل خلال اليومين الماضيين، بينها رسالة تهنئة من روسيا إلى «السيدة مستشار»، رسالة تهنئة أخرى من بولندا موجهة إلى «المستشارة»، ورسالة من براغ موجهة إلى «السيدة المستشارة».

وذكر عالم اللغة البروفيسور فيرنر بيرش، مؤلف كتاب «المخاطبات والألقاب»، أن الصيغة الأصح لمخاطبة انجيلا ميركل هي «السيدة المستشار». واستشهد بيرش بصيغة «السيدة بروفيسور، بدلا من «بروفسورة»، التي أطلقها المجمع اللغوي الألماني على «أستاذات» الجامعة من الإناث. وعارضته الخبيرة في السلوك الاجتماعي والسياسي انغه فولف، التي قالت إن صيغة الاحترام تفترض تغليب صيغة «المستشارة» على الصيغ الأخرى. وقالت فولف إنها تتوقع أن تحسم انجيلا ميركل الأمر، وتعلن عن تفضيلها للصيغة الإنثوية «مستشارة». وواجه «حزب النساء» مثل هذه المعضلة عند تأسيسه عام 1996 بالنظر لعدم وجود لقب «عضوة» بالألمانية، لوصف أعضاء الحزب من الإناث. وزادت المشكلة تعقيدا حينما وافق المؤتمر التأسيسي، على قبول الرجال في صفوفه، لأن النساء رفضن «تذكير» عضويتهن. وتم الاتفاق في النهاية على اعتماد صيغة «مع المرأة» (Mitfrau)للرجال والنساء، وهي صيغة ملتبسة قد تفهم بأشكال عدة.