أين يحاكم صدام

TT

بنى الرئيس العراقي المخلوع عشرات القصور الفخمة داخل العاصمة بغداد وخارجها، باذخا عشرات ملايين الدولارات من اجل ان تكون هذه القصور اسطورية من حيث عمارتها والمواد الانشائية المستعملة التي يدخل فيها الذهب لتزيين الابواب والحمامات، وكذلك استخدام اغلى وارقى انواع المرمر والحجر. الحديث هنا ليس عن قصور صدام، فهذا حديث يطول ولن ينتهي بسهولة، فقد تحول معظمها الى معسكرات استراحة فخمة للقوات الاميركية والى مقرات لقيادات هذه القوات، بينما تهدم الباقي وتم نهبه بتشجيع من القوات الاميركية ذاتها.

وحسب تأكيدات بعض المطلعين فإن صدام حسين معتقل الان في غرفة ضيقة (3 x4 امتار) تحت سطح الارض، وربما تقع هذه الغرفة الزنزانة في احد سراديب قصر من قصوره.

اليوم تتوجه الانظار الى المكان الذي سيحاكم فيه صدام حسين وعدد من اركان نظامه. وبالتأكيد لا احد من العارفين سيعلن عن مقر المحكمة الخاصة التي سيمثل امامها، لكن البعض خمّن ان يكون في «قصر عدنان» القريب من ساحة الاحتفالات الواقع حاليا ضمن المنطقة الخضراء. وهذا القصر مشغول حاليا من قبل الادارة الاميركية ومكتب وزير الداخلية العراقي.

البناية التي ستكون مقرا للمحكمة الخاصة تقع بلا شك في المنطقة الخضراء ببغداد وهي واحدة من الابنية التي انشأها صدام لاستخدامها لتسيير نظامه. وحسب التصليحات المعمارية التي اجريت أخيرا على بنايتي ساعة بغداد التي كانت مخصصة لمتحف هدايا صدام المجاورة لقصر عدنان، والاخرى مجموعة الابنية التي كانت مخصصة لما تسمى بالقيادة القومية لحزب البعث، فان المراقبين يرشحون احدى هاتين البنايتين. والتكهنات تشير اكثر الى مبنى القيادة القومية في منطقة ام العظام الواقعة ضمن حدود المنطقة الخضراء ايضا.

هذه البناية انشأتها شركة رادا اليوغوسلافية في نهاية السبعينات وهي مكونة من ثلاث عمارات غلفت بالمرمر الابيض، وكانت تضم مكتب مؤسس حزب البعث ميشيل عفلق الذي دفن في حديقتها وانشئ على قبره ضريح تم تهديمه عام 2003 من قبل القوات الاميركية.

تعرضت بناية القيادة القومية للقصف الجوي لاول مرة عام 1991 خلال حرب «عاصفة الصحراء» لتحرير الكويت، ثم استكمل قصفها ثانية خلال حرب عام 2003 ، واعيد إعمار بعض اجزائها.