اعتبر وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي ان انتقال وباء انفلونزا الطيور من اسيا الى اوروبا يشكل خطرا على الصحة في العالم كله ولا بد من تضافر جهود المجتمع الدولي للتصدي له. ولم يستبعد المفوض الاوروبي لشؤون الصحة ماركوس كبريانو ان يتفشى الوباء في مناطق اخرى من القارة ، وذلك بعدما تاكد وجوده في اليونان وتركيا واليونان.
ونسب الى وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اشارته الى عدم توفر ادلة كافية على إمكان انتقال الفيروس من الطيور الى البشر. وجاء ذلك في ختام اجتماع استثنائي عقده وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي في لوكسمبورج للتباحث في الخطر الداهم. ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) عن كبريانو الذي شارك في الاجتماع قوله إنه عرض على رؤساء الدبلوماسية الاوروبيين آخر التطورات المتعلقة بوباء انفلونزا ايفيان في القارة مشدداً على ان الاخير «لا يؤثر على احتمالات (تفشي) وباء انفلونزا بين البشر». وطالب وزراء الخارجية الجهاز التنفيذي للاتحاد «المفوضية» بضرورة وضع لوائح واجراءات صارمة لمحاصرة الوباء ومواجهته.
وذكر البيان الذي صدر بعد المباحثات إن الوزراء «اقروا بان انفلونزا الطيور وباء يشكل خطراً عالمياً ودعوا الى رد دولي منسق» لتطويق تداعياته. ونقل عن كبريانو قوله للصحافيين «لدينا خطط طوارئ لاتخاذ جميع التدابير الضرورية» لاحتواء الازمة. بيد انه اردف «لا يمكننا استبعاد احتمال ظهور موجات تفش في اماكن اخرى». واكد على ان اكتشاف اصناف قاتلة من الوباء في رومانيا وتركيا لا يتصل مباشرة بالمخاوف السائدة من احتمال تعرض اوروبا لوباء الانفلونزا الانساني. واوضح «هذه امور مختلفة» مضيفاً «هذا التفشي (لوباء انفلونزا الطيور) لا يزيد من احتمال حدوث وباء للانفلونزا (بين الناس)». وشدد على عدم قدرة أي دولة على التصدي للخطر منفردة، لافتاً الى ان «التعاون الدولي ضروري لانه تهديد عالمي ولا يمكننا ان نحمي انفسنا بمفردنا». ومن جانبه، قال سترو في مؤتمر صحافي عقد اثر الاجتماع «لا دليل (يتوفر) حتى الآن على انتقال الفيروس الى البشر». وافادت مصادر المجلس الوزاري ببروكسل امس ان اليونان قد اجرت خلال الاجتماع مشاورات مع باقي الدول الاعضاء انتهت الى الموافقة على حظر لاستيراد الطيور منطقة هيوس اليونانية بعد اكتشاف حالات اصابة في بعض الجزر هناك. وقالت اثينا ان التحليلات الاولية تشير الى ان الفيروس من نوع اتش 5 وان هناك عينات اخرى ارسلت الى مخابر في تسلونيكي للتأكد من الفيروس الذي اكتشف من نفس نوع الفيروس الذي سبق وعثرت عليه السلطات التركية والرومانية وهو فيروس اتش 5 ان1. واضافت تلك المصادر ان اجتماع الوزراء امس قد ناقش مدى الاستعداد الاوروبي لمواجهة الخطر الذي يهدد دول الاتحاد وخاصة من ناحية وجود الوسائل الطبية والامصال اللازمة لمواجهة الفيروس في ظل انتقادات لوجود نقص اوروبي في هذا الشأن الامر الذي دعا الوزراء الى التأكيد على ضرورة مضاعفة الجهود في هذا الاطار لتحقيق الوسائل العلاجية والامصال اللازمة لتفادي مخاطر انتشار الوباء. وذكرت تقارير في بروكسل أمس ان هناك حالة اصابة جديدة اعلنت عنها بوخارست اكتشفت على مقربة من الحدود بين رومانيا واوكرانيا واعلنت وزارة الصحة الرومانية ان هناك تنسيقا وتخطيطا مشتركا مع الدول الجارة، ومنها اوكرانيا ومولدافيا لمواجهة اي مخاطر وان بوخارست تبذل جهودا كبيرة لمحاصرة الوباء وان اجمالي ما انفقته رومانيا في هذا الاطار قد زاد عن مليون و400 الف يورو. وكان وفد من الخبراء الاوروبيين من بلجيكا والدنمارك قد توجه اول من امس الى انقرة للمشاركة في فحوص وتحاليل تجريها تركيا منذ الاعلان عن اكتشاف الفيروس المسبب لانفلونزا الطيور اتش 5 ان1 وقالت مصادر المفوضية الاوروبية ببروكسل امس ان اعضاء الفريق الاوروبي اعربوا قبل مغادرتهم عن قناعتهم بان الجانب التركي كان قد اتخذ تدابير جيدوة قبل الاعلان عن ظهور الفيروس وان الامور هناك بشكل جيد ولن تؤدي الى مشاكل. واضاف ان الوفد سوف يتوجه الى اقليم كيزكزا التركي ويلتقي بعدد من المسؤولين هناك ويشارك في الفحوص والتحاليا التي يجريها الفريق التركي. ويأتي ذلك بعد ساعات من اعلان انقرة انها تسيطر على الوضع جيدا وانه لا توجد اي حالات جديدة قد اكتشفت كذلك اتخذت كل من المانيا وبولندا عددا من التدابير الوقائية في اطار التحرك لمواجهة اي مخاطر تتعلق بامكانية انتقال الفيروس الى مزارع الدواجن في كل من البلدين وكان الاتحاد الاوروبي قد اتخذ من قبل قرارات تتعلق بحظر استيراد الطيور الحية من تركيا ورومانيا. وتأتي تلك التطورات قبل ساعات من اجتماع لوزراء الصحة في دول المجموعة الاوروبية الموحدة مقرر له ان ينعقد في لندن غدا الخميس لمناقشة طبيعة الاجراءات المفترض القيام بها من جانب الدول الاعضاء لمواجهة انتشار فيروس وباء انفلونزا الطيور وكان المفوض الاوروبي المكلف الشؤون الصحية ماركوس كبريانو قد اعلن في وقت سابق ان المفوضية الاوروبية تنوي تخصيص ميزانية مقدارها مليار يورو للمساعدة في التعجيل بانجاز ادوات ووسائل طبية من شأنها ان تساهم في وقف اي خطر ومواجهة الفيروس ومحاربته.