تقرير دولي يؤكد تراجع عدد النزاعات الإقليمية في العالم

سجل 8 دول اعتبرها الأقل أمنا في العالم من بينها الكونغو وليبيريا والسودان والعراق وأوغندا

TT

كشف تقرير دولي أن النزاعات المسلحة في العالم انخفضت بنسبة 40 في المائة، وان عدد النزاعات المسلحة المميتة التي تسفر عن مقتل 100 فرد وما فوق، تقلص بنسبة 80 في المائة منذ عام 1992. وأعد التقرير بالاشتراك مع دائرة الأمن الإنساني في وزارة الخارجية الكندية، وبالتعاون مع الوكالة الكندية للتنمية الدولية ومع دائرة التنمية الدولية في بريطانيا، إضافة إلى مشاركة وزارة الخارجية النرويجية ومؤسسة روكفلر والوكالة السويدية للتنمية والتعاون الدولي ووزارة الخارجية السويسرية. والتقرير الذي قدمه البروفسور اندريو ماك، مدير مركز الأمن الإنساني في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في 200 صفحة، أكد على أن مصدر الإرهاب أحيانا النزاعات المحلية والإقليمية والمنظمات المتطرفة في الدول الكبيرة مثل الولايات المتحدة. ولاحظ التقرير زيادة الهجمات الإرهابية، ففي الوقت الذي تعرضت فيه بعض مناطق العالم إلى هجمات إرهابية جدية عام 1987، بلغ عددها 17 هجوما، تزايد عدد مثل هذه الهجمات في عام 2003 إلى 175، في حين بلغ عددها في العام المنصرم 651 هجوما. وبيّن التقرير زيادة في عدد الأضرار والخسائر التي سببها الإرهاب الدولي، وقد بلغ عدد الهجمات الإرهابية في آسيا في العام المنصرم 327 هجوما، أغلبيتها لها علاقة بالنزاع الدائر في كشمير. في حين بلغ عدد الهجمات الإرهابية في الشرق الأوسط في نفس العام 270. وتعرض بقية العالم في العام المنصرم إلى 54 هجوما إرهابيا جديا. ولاحظ التقرير أن الإرهاب الدولي تسبب في قتل أكثر من 1000 شخص في العام الواحد خلال الثلاثين سنة الماضية، وأن عشرات الآلاف من البشر خلال نفس الفترة قد لقوا مصرعهم في النزاعات المسلحة. وقد تزايد عدد ضحايا الإرهاب الدولي في الفترة الواقعة ما بين عام 1982 وحتى عام 2003، ليصل عددهم الى حوالي 9000 فرد.

ولاحظ البنك الدولي أن بطء الاقتصاد الدولي بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) عام 2001، قد قاد إلى موت عشرات الآلاف من الأطفال الذين هم تحت سن الخامسة. ولفت التقرير الانتباه إلى خطأ تركيز العالم الغربي على الإرهاب الدولي مع تجاهل الإرهاب المحلي، ومع ذلك أكد التقرير على أن عدد ضحايا الإرهاب الدولي والمحلي في تنام مستمر، بالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة عن عدد الضحايا والهجمات. وأفاد أن أغلبية الهجمات الإرهابية تحدث خلال الحروب الأهلية. ولاحظ التقرير أيضا أن عددا من الهجمات الإرهابية تحدث في الدول الكبيرة والتي تتمتع بنظام ديمقراطي وتنخفض في الدول ذات النظام الشمولي. وذكر أن ثلث الهجمات الإرهابية التي وقعت في الأراضي الأميركية ما بين عام 1980 وحتى عام 1990، وتراوح عددها ما بين 239 إلى 327 هجوما، قام بها إرهابيون من جماعات محلية من اليمين المتطرف، حسب تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.أي). وبيّن التقرير أن هناك ثماني دول في العالم تعتبر أقل أمنا، على رأسها الكونغو، وليبيريا، والسودان، وتأتي في المرتبة الثانية العراق وأوغندا وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة والنيبال. وسجل التقرير انخفاض النزاعات المسلحة بين الدول منذ خمسينات وحتى تسعينات القرن الماضي. وفي عام 1991 بلغ عددها 51 حربا قائمة بين الدول، غير أن هذا العدد قد انخفض إلى 32 حربا في عام 2002. وذكر ان نزاعات إقليمية، بلغ عددها 100 نزاع، قد انتهت في الفترة الواقعة ما بين عام 1989 وحتى عام 2002. وسجلت آسيا الرقم القياسي في النزاعات الإقليمية بين الدول حتى عام 2003، وقد بلغ عددها 14 نزاعا، وتليها أفريقيا التي بلغ عدد حروبها 10 حروب. وفي الوقت الذي كان فيه عدد الحروب 29 حربا بين الدول عام 2003، غير أن العام شهد حربين بين دولتين، هما الحرب في العراق نتيجة غزو الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق، والحرب القائمة بين الهند وباكستان. وما زال العالم حتى الآن يشهد عددا من الحروب الأهلية، بلغ عددها 27 حربا، ولاحظ التقرير انفراجا في الأزمات الدولية بعد انتهاء الحرب الباردة وتقلص عددها إلى الربع عما كانت عليه أثناء الحرب. وذكر التقرير أن بريطانيا وفرنسا كدولتين مستعمرتين قد خاضتا معظم الحروب الدولية منذ عام 1946. وتأتي الولايات المتحدة في المرتبة الثالثة أثناء فترة الحرب الباردة، ومن ثم يأتي الاتحاد السوفياتي سابقا في المرتبة الرابعة.