فيما وصف بأنه مؤشر قوي على نجاح مهمته الحالية في العراق، توصل عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وبعد لقاءات مكثفة ومطولة مع كل القوى السياسية العراقية، إلى اتفاق حول عقد المؤتمر التحضيري للوفاق الوطني العراقي منتصف الشهر المقبل بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة.
وأكد عمرو موسى، أن هناك توافقا كبيرا لعقد هذا المؤتمر، وقال انه سيشارك في المؤتمر كل القوى السياسية المعارضة للوجود الأجنبي «لأن العراق عراقهم، وليس لقوى دون غيرها»، فيما اشار الناطق الرسمي لمجلس الحوار الوطني العراقي (السني) الدكتور صالح المطلق، إلى ان المؤتمر التحضيري سيكون في الجامعة العربية، على ان يعقد المؤتمر الأساسي في بغداد. وإذا تعثر ذلك يمكن انعقاده في أي دولة عربية. وأضاف أن المؤتمر يجب ان يشارك فيه كل أطياف الشعب العراقي، بما في ذلك المقاومة والبعثيون وحتى رجال الجيش الذين قامت قوات الاحتلال بتسريحهم.
كما اكد برهم صالح وزير التخطيط العراقي، عضو الاتحاد الوطني الكردستاني، أهمية أن تقوم المصالحة على اسس ديمقراطية. وأكد أنه لا يمكن حل أي مشكلة إلا بمشاركة كل أهل العراق وفي مقدمتهم السنة.
والتقى موسى أمس هيئة علماء المسلمين في مسجد أم القرى. ورحب الدكتور حارث الضاري رئيس الهيئة بموسى وقال «كنا ننتظر هذه الزيارة من زمن طويل». وأعلن الضاري ستة أسس يمكن مراعاتها في أية مصالحة وطنية وهي: تحديد جدول زمني مكفول دوليا لانسحاب قوات الاحتلال «أصل المشكلة»، واعتبار المقاومة العراقية حقا مشروعا والإرهاب بكل اشكاله جريمة مرفوضة، والعمل على إعادة الجيش العراقي بعد إقصاء العناصر المسيئة منه، وذلك وسط عملية يتم الاتفاق عليها لاحقا، وحل الميليشيات المسلحة والتي ترفع الطائفية السياسية شعارا لها، وحل الاشكالات المترتبة على وجود الاحتلال وبخاصة قضايا المعتقلين بغير حق في سجون الاحتلال والحكومة العراقية، وتشكيل لجان محايدة للتحقيق في الجرائم التي ارتكبتها عناصر من الأجهزة الأمنية العراقية وغيرها.