الإسرائيليون غير راضين عن القبول بمشاركة «حماس» في الا نتخابات والفلسطينيون منزعجون من الموقف إزاء الدولة

خيبة أمل وبلبلة في إسرائيل وفلسطين إزاء قمة بوش ـ أبو مازن

TT

سادت خيبة أمل كلا من اسرائيل وفلسطين من نتائج القمة الأميركية ـ الفلسطينية، واتسمت الردود عليها في البلدين بشيء من البلبلة والتناقض. ففي بعض القضايا أسمعت مدائح من اليمين الاسرائيلي واليسار على السواء وفي قضايا أخرى أسمعت انتقادات في الطرفين.

ففي اسرائيل، أعربت مصادر رسمية عن رضاها عن إجابة الرئيس جورج بوش على سؤال أحد الصحافيين بالقول انه لا يضع جدولا زمنيا لإقامة الدولة الفلسطينية ولا يستطيع أن يتعهد بأن هذه الدولة ستقوم في عهد رئاسته، الذي سينتهي بعد ثلاث سنوات. كما أشادت بالموقف الأميركي المتماثل مع الموقف الاسرائيلي في ضرورة مكافحة الارهاب وتفكيك التنظيمات الفلسطينية المسلحة كشرط للتقدم في تطبيق «خريطة الطريق» (المشروع الأميركي للتسوية النهائية للصراع).

وأشارت هذه المصادر بارتياح الى تصريحات بوش التي أغدق فيها المديح على رئيس الوزراء، أرييل شارون، بسبب خطة الفصل التي نفذها «وكانت بمثابة فتح نافذة الأمل بالتقدم نحو مسيرة السلام الكبرى». وامتدحت بشكل خاص موقف بوش الايجابي من بناء الجدار العازل في الضفة الغربية، حيث قال ان هذا الجدار أمني ولا يشكل حدودا سياسية. وحتى المجلس العام للمستوطنات في الضفة الغربية، المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة وبمعارضته الشديدة للمشروع الأميركي، وجد ما يؤيده في تصريحات بوش، خصوصا في موضوع الارهاب وموضوع الجدار. واستنادا الى هذا التصريح، طلب مجلس المستوطنات من الادارة الأميركية أن توافق من الآن فصاعدا على اقامة الجدار العازل في عمق الضفة الغربية لحماية المستوطنات. لكن الاسرائيليين عبروا، في الوقت نفسه، عن خيبة أمل شديدة من رفض الادارة الأميركية الموقف الاسرائيلي حول مشاركة حركة حماس في انتخابات المجلس التشريعي المقبلة في 25 يناير (كانون الثاني) المقبل. كما عبروا عن خيبتهم ازاء الانتقادات الأميركية العلنية لإجراءات الاحتلال في الضفة الغربية (اعادة الحواجز العسكرية وفرض الحصار وتأجيل الانسحاب من مدن الضفة الغربية واستمرار البناء الاستيطاني)، التي وصفها بوش بـ «العراقيل في طريق المسيرة السياسية ومتاعب غير ضرورية للشعب الفلسطيني تدخل في باب العقوبات الجماعية المحظورة». وقالوا انه لمن المؤسف ان لا تدرك الولايات المتحدة الصديقة مصالح اسرائيل الأمنية في بعض الأحيان.

أما في الطرف الفلسطيني فقد تحدث كثيرون عن استمرار الرئيس بوش في دعم الموقف الاسرائيلي بنحو متحيز وضايقهم تصريح بوش عن الدولة الفلسطينية واعتبروه تراجعا عن التزامه السابق حول اقامة هذه الدولة خلال دورته الحالية بضغط من اسرائيل.

واعتبرت حماس «ان تصريح بوش بضرورة قيام الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن)، بمنع مظاهر المليشيات المسلحة وضرورة جمع الأسلحة غير الشرعية بحزم، هو بمثابة دفع نحو حرب أهلية فلسطينية». لكن مصادر في الوفد المرافق للرئيس الفلسطيني رأت ان نتائج اللقاء جيدة، حيث ان الرئيس بوش قبل الموقف الفلسطيني بخصوص مشاركة حماس وأكد دعمه للمطلب الفلسطيني حول ضرورة ازالة كل مظاهر الاحتلال عن قطاع غزة والامتناع عن تحويلها الى سجن كبير وضرورة فتح جميع المعابر، بما في ذلك المطار والميناء البحري ومعبر رفح والممر الآمن بين الضفة الغربية وقطاع غزة والانتقال الى خطوات لزرع الثقة وتعزيز الأمل للفلسطينيين في الضفة بواسطة ازالة النقاط الاستيطانية «غير المرخصة» ووقف كل أنواع البناء الاستيطاني وغير ذلك. يذكر ان مجموعة من أعضاء الكونغرس الأميركي، الذين اجتمعوا مع أبو مازن، سلموه رسالة ينتقدون فيها موقفه من اشراك حماس في الانتخابات. وبدا واضحا ان الرسالة كتبت بروح الموقف الاسرائيلي وبتأثير من اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة. من جهة أخرى، أعلن ناطق بلسان الحكومة الاسرائيلية ان لقاء بوش ـ أبو مازن لن يغير شيئا في الموقف الاسرائيلي المعارض لمشاركة حماس. وقال الناطق ان اسرائيل مصرة على موقفها في الامتناع عن التعاون مع الفلسطينيين في الضفة الغربية خلال الانتخابات في حال استمرار مشاركة حماس.