الاتحاد الأوروبي يدخل في مواجهة مبكرة ضد «إنفلونزا الطيور» بتطعيم الدواجن

شملت توزيع منشورات وتوعية للمسافرين والمزارعين والعاملين في حدائق الحيوانات

TT

قررت دول الاتحاد الاوروبي الدخول في مواجهة مبكرة ضد مرض انفلونزا الطيور، لمحاصرته والاستعداد له قبل ان يتحول الى وباء يصيب البشر. وقامت عدد من الدول باتخاذ احتياطات الى جانب تنفيذ ما طلبته المفوضية الاوروبية من اجراءات تتعلق بالعمل على محاصرة الفيروس ومنع انتشاره. وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة الهولندية امس ان بلاده تلقت من الجهاز التنفيذي للاتحاد ما يفيد بامكانية البدء في تطعيم الطيور والدواجن والحيوانات الموجودة في حدائق الحيوان المختلفة في هولندا كما قامت السلطات الحكومية بتوزيع منشورات تتضمن ارشادات وتوعية للاشخاص حول سبل حماية الطيور والدواجن من الفيروس وطلبت من الشركات والمزارع الناشطة في مجال الدواجن والطيور اتخاذ الاجراءات اللازمة لتجنب الاصابة بانفلونزا الطيور بالاضافة الى الالتزام باجراءات اوروبية تتعلق بعمليات نقل الطيور والدواجن الى خارج حدود الاتحاد الاوروبي ومنها ايضا حظر احضار دواجن او طيور من دول مثل تركيا ورومانيا. وينطبق الامر ايضا على بلجيكا والتي طالبت من خلال حكومتها من الاجهزة والسلطات المعنية بالاستعداد لمواجهة اي تطورات، سيما اذا كان الامر يتعلق بانتشار الفيروس بين الطيور والدواجن. وعملت حكومة جي فيرهوفستاد على طمأنة وتوعية المواطنين وتعريفهم بالفارق بين وجود الفيروس بين الطيور والدواجن وهو الامر الذي يستدعي تلك الاجراءات وبين انتشار الفيروس اتش 5 ان1 بين الادميين. وفي ما يتعلق بالامر الثاني فلا يوجد اي مؤشرات تدعو الى الحيرة والفزع.

وتأتي تلك التطورات بعد ساعات من صدور بيان صادر عن مقر الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي ببروكسل جاء فيه ان المفوضية الاوروبية تلقت من الحكومة الروسية ما يفيد بالعثور على حالة اصابة بفيروس انفلونزا الطيور اتش5 ان1 في منطقة تولا جنوب موسكو وان الحكومة الروسية اكدت للمفوضية ان السلطات المعنية قد اتخذت الاجراءات والخطوات اللازمة لمحاصرة الفيروس ومنع انتشاره. واضاف البيان ان المفوضية تلقت مقترحا من لجنة الصحة الحيوانية والمواد الغذائية بتوسيع الحظر على استيراد الطيور المنزلية والدواجن من سيبيريا ليشمل معظم المناطق الروسية ما عدا كالينجراد وكارلي ومورمانسك. وأشار البيان الى ان المقترح سوف يحصل على الموافقة في اجتماع مقرر لهذا الغرض «وان فترة تنفيذ هذا الحظر سوف تستمر لمدة ستة أشهر.

وكانت المفوضية قد اتخذت قرارات سابقة تتعلق بحظر استيراد الطيور والدواجن من تركيا ورومانيا وجزر في اليونان بعد اكتشاف حالات اصابة بنفس الفيروس. كما ان تمارين عملية قد اختتمت تحت اشراف المفوضية بمشاركة جميع الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي واستغرقت يومين لقياس قدرة الدول الاعضاء ومستوى التنسيق بينها لمواجهة المخاطر الصحية في الظروف الراهنة والمستقبلية وخاصة في ما يتعلق بمسألة التصدي لوباء انفلونزا الطيور. هذه التمارين تسبق عملية اختبار اخرى واسعة النطاق من المقرر لها ان تجرى الشهر القادم للتعرف على قدرة الرد الجماعي لدول المجموعة الاوروبية على اي مخاطر في المستقبل ومدى امكانية تحقيق التحرك المشترك في هذا الاطار. المفوضية اعلنت من قبل انها على استعداد للاشراف على اي مبادرات او مشروعات تتعلق بهذ الامر تقدمها الدول الاعضاء. وقال المفوض الاوروبي المكلف الشؤون الصحية ماركوس كبريانو ان الجهاز التنفيذي للاتحاد الاوروبي والمركز الاوروبي لمراقبة وتجنب الامراض لديهما خطط جرى طرحها في الاجتماع الذي عقده وزراء الصحة في دول الاتحاد في بريطانيا اول من امس، «وان هناك مقترحات وتصورات اخرى سوف يناقشها الاتحاد من خلال مشاركته في اجتماع اخر سوف ينعقد في كوبنهاجن خلال الفترة ما بين 24 و26 من الشهرى الجاري للتباحث حول نفس المخاطر». وقال المفوض الاوروبي «لا بد من الدول الاعضاء ان توحد الجهود وتكثف العمل وتسخر كل الطاقات لتحقيق تعاون في مجال مكافحة اي مخاطر صحية ولا بد من الدول الاعضاء ان تسخر الهيئات والمنظمات التابعة لها في مجالات التعليم والنقل والمواصلات والطاقة للمشاركة في الاختبارات والتمارين العملية التي بدأت وتستمر خلال الفترة القادمة وحتى قبل نهاية العام الحالي وبعدها سوف نعلن عن اجراءات وخطوات المفترض اتباعها لتحقيق توعية وتعريف اكثر بكيفية مواجهة اي مخاطر صحية».

وقالت منظمة الصحة العالمية انه لا احد يستطيع ان يتوقع متى واين يمكن ان تنتشر انفلونزا الطيور بصورة وبائية بين البشر لكن اسيا ستكون في خط المواجهة الاول. وأعلن مستشفى سيريراج في بانكوك في بيان امس ان نجل المزارع التايلاندي الذي توفي اول من امس نتيجة اصابته بانفلونزا الطيور اصيب ايضا بهذا المرض. واوضحت المستشفى ان «تحليلين مختلفين اجريا في مختبرين اثبتا وجود الفيروس مما يعني ان الطفل اصيب بهذا المرض». وادخل الصبي الذي يبلغ من العمر سبع سنوات الى المستشفى في بانكوك بعد وفاة ابيه. واكد الطبيب هيتوشي اوشيتاني مستشار منظمة الصحة العالمية للامراض المعدية في مانيلا لوكالة الصحافة الفرنسية «حتى وان كنا نجهل المكان الذي سيبدأ فيه الوباء البشري بالانتشار، فمن شبه المؤكد ان ذلك سيكون في هذه المنطقة، في آسيا. وهنا تكمن المشكلة تحديدا. الناس ينتقلون الان اكثر مما كانوا يفعلون قبل ثلاثين سنة ولا اعتقد انه يمكننا ان نحد من تحركات عدد كبير من البشر».

وقال خبير منظمة الصحة العالمية «هل سنكون قادرين على درء كارثة عالمية؟ لا اعرف ولا يمكن لاحد ان يجيب على هذا السؤال.. مجال تحركنا من اسبوعين الى ثلاثة ابتداء من اكتشاف البؤرة الوبائية». وكان الطبيب هيتوشي اوشيتاني من الفريق الذي عمل على مكافحة وباء الالتهاب الرئوي الحاد (سارز) الذي ظهر في اسيا واوقع 774 وفاة وانتشر الى 29 بلدا في سنتي 2003 و2004.

وقال ان «بعض الدول اكثر استعدادا من غيرها.. بالطبع عندما يظهر الوباء يكون انتشاره اوسع في الدول النامية، وخصوصا اسيا». وتابع ان «الاجهزة الصحية ستتلقى اعدادا هائلة من المرضى واسرة المستشفيات لن تكفي ولن يكون لديها ما يكفي من الادوية».

ولكن كيف ستكون تلك الكارثة، هل ستكون شبيهة بالانفلونزا الاسبانية التي اودت بحياة 20 الى 40 مليون شخص في سنتي 1918 و1919، ام بالانفلونزا الاسيوية التي اودت بحياة 4 ملايين شخص سنة 1957، او بانفلونزا هونغ كونغ التي ظهرت سنة 1968 وتسببت بوفاة مليوني شخص؟

وقال الطبيب «لا يعرف احد على وجه الدقة، العلم تقدم بصورة كبيرة منذ ذلك الحين، وكذلك وسائل المراقبة. ورغم ذلك، لا نملك سوى فرصة ضئيلة في وقف انتشار وباء عالمي بين البشر».

وتفيد ارقام منظمة الصحة العالمية عن تسجيل 118 اصابة تسببت 61 منها بالوفاة بانفلونزا الطيور منذ 2003. ووقعت اخر وفاة الخميس والضحية مزارع تايلاندي ذبح دجاجة مصابة واكلها.

وفي القاهرة تلقت سلطات الحجر البيطري في مطار القاهرة امس قرارا من مجلس الوزراء يقضي بحظر استيراد الطيور ومنتجاتها من كل دول العالم سواء ظهرت بها إصابات بمرض إنفلونزا الطيور أو لم تظهر.