الاتحاد الأوروبي يوافق على بدء محادثات «تقارب» مع البوسنة في ديسمبر

النموذج اللبناني يظهر في نسخة جديدة في البوسنة والهرسك

TT

وافق الاتحاد الاوروبي أمس على بدء محادثات الاستقرار والتقارب مع البوسنة مع قرب موعد الذكرى العاشرة لتوقيع اتفاقية دايتون (21 نوفمبر 1995 بولاية أوهايو الاميركية) و(14 ديسمبر من نفس السنة في باريس) وقد تزامن ذلك مع مؤتمر دولي عقد أمس في جنيف بمناسبة الذكرى العاشرة لتوقيع اتفاقية دايتون، حيث أكد المبعوث الدولي إلى البوسنة بادي آشداون أن «البوسنة ستحصل العام القادم على رئيس واحد منتخب بدلا من ثلاثة أعضاء يجمعهم مجلس رئاسي، أعتقد بأن العام القادم سيشهد انتخاب رئيس من أحد الطوائف ورئيس وزراء من طائفة أخرى ورئيس برلمان من طائفة ثالثة»، وأكد أن «الخطوة الاولى تتمثل في تقوية المؤسسات المركزية للدولة».

وتابع «أعتقد بأن الانتخابات القادمة في 2006 ستشهد هذه التغييرات على مستوى انتخاب رئيس الدولة». وحول الاحزاب القومية وتحديدا الصربية والكرواتية ذكر آشداون أن «على هذه الاحزاب أن تفكر أوروبيا وإلا فلا مكان لها في الاتحاد الاوروبي». وكان عدد من السياسيين والدبلوماسيين قد أشاروا في وقت سابق الى أن النموذج اللبناني هو ما سيتم تطبيقه في البوسنة.

وجاء القرار الاوروبي ببدء المباحثات مع سراييفو، بعد توصل الفرقاء في البوسنة إلى اتفاق يقضي بتوحيد الشرطة على مستوى الدولة، وإنهاء وضع الشرطة الطائفية. وكان كل من خافيير سولانا منسق الشؤون الامنية والعلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي، وأولي رين مفوض شؤون توسيع الاتحاد قد أكدا حرصهما على بدء المحادثات، شرط أن تقوم الجهات المعنية في البوسنة بمساعدتهما عبر إقرار الاصلاحات المطلوبة أوروبيا.

وقال رئيس الوزراء البوسني عدنان ترزيتش أنه يتوقع بدء المحادثات في 12 ديسمبر القادم «تلقينا وعودا هنا في بروكسل بتقليص المدة المقررة لبدء المحادثات، وقد حيا البرلمان الاوروبي قرار الاتحاد الاوروبي بدء المفاوضات مع البوسنة. وقال رئيس البرلمان خوسيه بوريل فانتاليس «البرلمان الاوروبي يحيي قرار الاتحاد الاوروبي، ونحن ننتظر أن تبدأ المحادثات في أسرع وقت ممكن». من جهة أخرى فشلت قوات الامن الصربية في اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش المتهم بارتكاب جرائم حرب في البوسنة من محكمة لاهاي الخاصة بيوغوسلافيا السابقة، وذلك بعد يوم من تهديدات أميركية بتخفيض المساعدات المالية المقدمة لبلغراد.

وكانت الشرطة الصربية قد اقتحمت منطقتي كرشمار، وفراغورتشانيتسا، جنوب صربيا، حيث توجد بالأولى ثكنة عسكرية يعتقد أن ملاديتش يتردد عليها وفي الثانية بيت صيفي لعائلة الجنرال. وقد شاركت في عمليات الاقتحام أعداد كبيرة من القوات الخاصة وطائرات الهيلوكبتر. وقالت وزارة الداخلية الصربية ان العمليتين لم تكونا لاعتقال كراجيتش، وإنما كانت تدريبات روتينية لقوات الامن. وقالت مصادر مقربة من حكومة صربيا أن «هناك رغبة في اعتقال الجنرال ملاديتش قبل توجه رئيس الوزراء فويسلاف كوشتونيتسا إلى نيويورك لحضور اجتماع مجلس الامن الذي سيتطرق لقضية الحل النهائي في كوسوفو».