الحسيني: مصاعب لوجستية تلغي زيارة أبو مازن للمغرب ومحادثاته في واشنطن كانت ناجحة

مسؤول أميركي يفاتح أبو مازن بشأن ما قيل عن «مهمة بوش الإلهية»

TT

أدت «المصاعب اللوجستية» الى الغاء زيارة مقررة للرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) للمغرب، كما قال رئيس ديوان الرئاسة الفلسطيني رفيق الحسيني لـ«الشرق الاوسط». وأوضح الحسيني «ان ابو مازن كان من المقرر ان يمر بالمغرب في طريق عودته من الولايات المتحدة، حيث قضى يومين، لكن المصاعب اللوجستية (لم يوضحها) حالت دونها».

وبدلا من ذلك وصل ابو مازن الى العاصمة الجزائرية على متن طائرة وفرتها له دولة الامارات العربية المتحدة، واستخدمها في جولته التي شملت فرنسا واسبانيا والولايات المتحدة، حيث التقى يوم الخميس الماضي مع الرئيس الاميركي جورج بوش.

وكان في استقبال الرئيس الفلسطيني في مطار هواري بومدين رئيس مجلس الامة الجزائري عبد القادر بن صلاح ووزير الخارجية محمد بجاوي. والتقى ابو مازن مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.

ومن الجزائر سينتقل ابو مازن الى مصر، حيث يطلع الرئيس المصري حسني مبارك على نتائج جولته ومحادثاته خاصة في البيت الابيض ومن هناك ينتقل الى الاردن في طريق عودته الى الاراضي الفلسطينية.

واعتبر الحسيني محادثات ابو مازن مع بوش بالناجحة، وذلك خلافا لتقييمات المحللين والمراقبين الذين قالوا ان الفلسطينيين غادروا واشنطن خالين الوفاض. وقال الحسيني ان اهم نتائج هذه الزيارة هو عدم معارضة الرئيس بوش لمشاركة حركة حماس في الانتخابات التشريعية المقررة في 25 يناير (كانون الثاني) المقبل. واضاف «وهناك ايضا الدعم السياسي الذي عبر عنه الرئيس بوش والدعم الاقتصادي».

وعندما ذكر بان الرئيس بوش لم يعد بأي دعم اقتصادي بل ناشد الدول العربية، العمل على المساعدة في خلق اقتصادي فلسطيني قوي، اوضح الحسيني «ان الرئيس بوش تحدث عن الاسراع في تقديم الدعم الذي وعدت به دول «جي 8» وقدره 3 مليارات ودعم الدول العربية».

ووعد الرئيس بوش، حسب الحسيني، بالضغط على اسرائيل من اجل فتح معبر رفح في جنوب قطاع غزة، وإزالة الحواجز ورفع الاغلاقات عن الاراضي الفلسطينية.

باختصار فان الرئيس بوش على حد قول الحسيني، اكد في القمة الاخيرة ما كان قاله في قمة مايو (ايار) الماضي.

ولم يعتبر الحسيني عدم تعهد بوش باقامة الدولة الفلسطينية خلال فترة رئاسته الثانية التي تنتهي في عام 2009، امرا ذا اهمية، مشيرا الى ان الفلسطينيين لم يكونوا يتوقعون تحقيق هذا الهدف في مثل هذه الفترة.

وحول محادثات ابو مازن مع الرئيس بوش، قالت مصادر صحافية اسرائيلية ان مسؤولا كبيرا في الادارة الاميركية فاتح ابو مازن في ما نسبه نائب رئيس الوزراء وزير الاعلان نبيل شعث، الى الرئيس بوش خلال قمة العقبة في يونيو (حزيران) 2003، من قول ان غزوه لافغانستان والعراق، ليس إلا «مهمة الهية». وحسب المصادر فان المسؤول الاميركي عبر عن انزعاج الادارة من مثل هذه التصريحات.

وكانت تصريحات شعث لبرنامج بثه تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية «بي بي سي» يوم الخميس الماضي، قد ازعجت مسؤولي الادارة الاميركية، واضطر الرئيس بوش نفسه لنفيها نفيا قاطعا.

ونقلت «بي بي سي» عن ابو مازن القول ان الرئيس بوش قال له في نفس القمة التي شارك فيها كرئيس للوزراء الفلسطيني، «ان لدي التزاما اخلاقيا ودينيا، لذلك سأقيم لكم دولة فلسطينية».