عمر بكري ينشئ في بيروت كلية «التوحيد» لتعليم الفقه والعربية لغير الناطقين بها

قال لـ الشرق الاوسط إنه في اعتكاف رمضاني وخسر 20 كيلوغراما من وزنه

TT

كشف القيادي الاصولي، عمر بكري، الذي منعته بريطانيا من العودة الى أراضيها بعد زيارة قام بها الصيف الماضي الى لبنان، انه أنشأ في بيروت كلية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. واعتبر الزعيم الروحي السابق لحركة «المهاجرون» التي حلت نفسها في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، ان تلامذته من اوروبا قد يكونون باكورة الملتحقين بكلية «التوحيد في بلاد الشام» التي ستقدم فصولا دراسية مكثفة لتعليم اللغة العربية منذ الاسبوع الاول من ديسمبر (كانون الاول) المقبل. واشار الى ان الكلية بات لها موقع وليد يحمل اسمها على الانترنت.

ويوضح موقع الكلية على الانترنت، ان الفصل الدراسي لمدة ثلاثة شهور سيكلف اجماليا نحو 1400 دولار، يشمل ذلك مصاريف السكن والاعاشة. ويضيف الموقع ان «كلية التوحيد في بلاد الشام» ستقدم ايضا دروسا متخصصة في الفقه والعقيدة واصول الدين تحت اشراف نخبة من الاساتذة المشهود لهم، يتقدمهم في ذلك الشيخ عمر بكري. وقال بكري في اتصال هاتفي، أجرته معه «الشرق الأوسط»، أمس، انه حاليا في حالة اعتكاف بمناسبة رمضان المبارك، وليس صحيحا انه يلقي محاضرات على الانترنت عبر نظام «البالتوك»، كما نشرت صحيفة «التايمز» البريطانية، أول من أمس. وأشار الى احتمال ان يكون بعض اتباعه بثوا خطبه ومحاضراته على الانترنت من دون ان يأخذوا منه إذنا بذلك. وكانت صحيفة «التايمز»، قالت ان عمر بكري عاود الاتصال بأتباعه في بريطانيا عبر المواقع الالكترونية وغرف الحوار على شبكة الانترنت. لكن بكري رد على ذلك بقوله ان نظام خطوط الانترنت الموجودة في لبنان، لا توفر فرصة إلقاء محاضرات عبر الانترنت، مثلما كان متوفرا له في لندن.

وقال بكري من ناحية اخرى، انه خسر 20 كيلوغراما من وزنه، منذ وصوله الى بيروت في اغسطس (آب) الماضي. واشار الى انه يتبع نظاما غذائياً معيناً، بالاضافة الى إقباله على رياضة السباحة بصفة شبه يومية، في منطقة خلدة على الساحل اللبناني. وكان بكري غادر بريطانيا بشكل مفاجئ الى لبنان، الذي يحمل جنسيته، في 6 اغسطس الماضي، بعد 24  ساعة من إعلان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اجراءات جديدة مشددة لمكافحة الارهاب. وأصدر وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك في 12 اغسطس، أمراً ألغى بموجبه الاقامة الدائمة لبكري، ومنعه من العودة الى المملكة المتحدة، بحجة ان وجوده لا يخدم الصالح العام.

وقال بكري انه منذ مغادرته بيروت، قام بزيارة مساجد لبنان. واضاف انه ينشغل خلال ساعات الصباح الاولى بالانتهاء من كتابه «صحيح الصحابة» الذي يركز فيه على أفعال وسلوكيات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي الليل ينشغل بصلاة القيام وقراءة القرآن.

وقالت التايمز: «ان بكري يستخدم غرفة حوار تحت اسم (المسلمون في المملكة المتحدة) للاتصال بأتباعه وإعطائهم محاضرات تتحدى بشكل متعمد الاجراءات الجديدة التي اقترحتها الحكومة البريطانية لحظر النشاطات التي تمجد الارهاب». واضافت «ان طبيعة الحوار المتبادل توحي بأن حركة بكري مستعدة لأن تكون اكثر ظهورا في مواعظها ونشاطاتها التدريسية»، وأشارت الى ان شخصا يسمي نفسه ميزان، ويتحدث بلكنة انجليزية، قال: «علينا جميعا ان نمجد الارهاب، ونحرّض على الكراهية الدينية، ولا تقلقوا لأنه لن يكون ممنوعا علينا، ان نقول ان مجاهدي 11 سبتمبر كانوا العظماء التسعة عشر، كما لن يكون ممنوعا علينا ان نقول ايضا ان مجاهدي 7 يوليو (منفذي تفجيرات لندن) كانوا الرائعين الاربعة». ونسبت الصحيفة الى المدعو ميزان، قوله: «ان العالم انقسم الى معسكرين: الإسلام والكفار، ولهذا سيكون في حالة حرب دائمة»، مشيرة الى ان ميزان «دعا المستمعين اليه الى المشاركة في هذه الحرب، وقال انه يجري اتصالات مع الشيخ بكري». ولفتت الصحيفة الى ان المحللين الامنيين «قلقون من استخدام تنظيم القاعدة وحلفائه شبكة الانترنت لنشر أفكار التطرف وتجنيد الشباب».

وكان بكري الذي وصف من قبل منفذي هجمات 11 سبتمبر، «بالعظماء الـ 19»، قد دعا في لقاء سابق مع «الشرق الأوسط»، الاسلاميين المقيمين في بريطانيا الى مغادرتها لأنهم لن يتمكنوا فيها من الدعوة الى الله. وقال ان بعض تلامذته من المعتنقين الجدد للاسلام سيأتون الى بيروت لدراسة اللغة العربية في فصل دراسي لمدة ثلاثة أشهر، وهم مزيج من انجلترا وايرلندا والقارة الهندية وبلدان أوروبية.