الناتو يقرر إرسال 1000 جندي وطائرات نقل وعشرات الأطباء إلى مناطق الزلزال في باكستان

ارتفاع أعداد الضحايا إلى أكثر من 125 ألف قتيل وجريح وتضاؤل المساعدات

TT

في وقت أعلنت فيه باكستان ارتفاع ضحايا الزلزال الذي ضرب في الثامن من اكتوبر (تشرين الاول) شمال البلاد، الى 53 ألفا و182 قتيلا، و75 ألفا و146 جريحا، دعت الامم المتحدة مجددا امس الى ضرورة الاسراع في مساعدة ضحايا الزلزال.

وكان الإحباط قد أصاب المنظمة الدولية بسبب الاستجابة البطيئة لدعوتها الاولى لإرسال مساعدات. ولم يتجاوز حجم معونات الاغاثة الدولية التي حصلت عليها الامم المتحدة من المجتمع الدولي مبلغ 90 مليون دولار. وكانت المنظمة الدولية قد دعت بعد ثلاثة ايام من وقوع الكارثة الى جمع ما يقرب من 272 مليون دولار، لكن سرعان ما عدلت المبلغ الذي طلبته الى 312 مليون دولار.

وتشير تقارير حديثة الى ان مشاهد السكان وهم يهاجمون وينهبون شاحنات الاغاثة آخذة في التزايد في مناطق من كشمير الباكستانية التي دمرها الزلزال. ويقول السكان المحليون ان العديد من القرى الجبلية تتلقى قطرات فقط من المعونات.

وقال الحلف الاطلسي (الناتو) الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة، انه سيرسل نحو 1000 جندي للمساعدة وعشرات الاطباء والمهندسين وطائرات نقل، ولكنه لن يقيم جسرا جويا لإنقاذ الناجين على غرار عملية برلين خلال عامي 1948 و1949، لإغاثة سكان برلين الغربية التي كانت محاصرة من قبل الاتحاد السوفياتي.

وأبلغ ياب دي هوب شيفر، الامين العام لحلف شمال الاطلسي، الصحافيين عقب موافقة الحلف على نشر القوات «هذه هي المرة الاولى التي يقوم فيها الحلف بشيء مثل ذلك على هذا المستوى». وتشمل عملية نشر القوات كتيبة مهندسين مكونة من 500 فرد ووحدة طبية.

وكان كبير مسؤولي المساعدات بالأمم المتحدة، يان ايجيلاند، دعا الحلف الى تدشين جسر جوي لإنقاذ الناجين بعدما أغضبه ما رأى انه استجابة غير كافية بشكل مخيف لأصعب عملية اغاثة يشهدها العالم. لكن الحلف سيرسل فقط عددا اضافيا قليلا من طائرات الهليكوبتر للانضمام الى 40 اخرى أرسلتها الدول اعضاء التحالف.

وقال دي هوب شيفر، ان الحلف «ليس منظمة انسانية، انه يؤدي دوره في إطاره». وطائرات الهليكوبتر هي الوسيلة الوحيدة لسرعة الوصول الى سفوح جبال الهيمالايا في كشمير الباكستانية والاقليم الحدودي الشمالي الغربي.

ويمكن ان تكون الهند أقرب مصدر لطائرات الانقاذ الهليكوبتر، ولكنها خاضت حربين من بين ثلاثة مع باكستان حول اقليم كشمير الذي يزعم كل منهما أحقيته فيه. وأبلغ الرئيس الباكستاني برويز مشرف الهند بأنه سيقبل طائرات هليكوبتر ولكن في حال إرسالها فقط من دون أطقم قيادة بسبب الحساسية السياسية الشديدة للقضية. وردت الهند بالرفض.

ودافع مشرف عن قراره عدم السماح لأطقم عسكرية هندية بالدخول الى باكستان، وقال: «هناك خطط دفاعية عسكرية.. يوجد انتشار عسكري هنا.. في جميع انحاء المنطقة.. كما على الجانب الهندي، لا نريد الجيش ان يأتي الى هنا.. على الاطلاق».

وقال ان باكستان مستعدة لقبول جميع المساعدات الاخرى، ومن المقرر إجراء محادثات مع الهند حول كيفية فتح الخط الحدودي الفعلي الذي يقسم كشمير لمصلحة الناجين من الزلزال. ولكنه عبر في الوقت ذاته عن خيبة أمله من عدم وفاء العالم بالتزاماته بتقديم الأموال لإعادة بناء المنطقة المدمرة، حيث سحق الزلزال قرى وبلدات بأكملها.

وقال: «أعلم أن المانحين تبرعوا بنحو 620 مليون دولار أو شيء كهذا.. وهو غير كاف إجمالا.. الاجمالي ينبغي ان يكون اكثر من خمسة مليارات دولار».

إلى ذلك، قال خبراء ارصاد انه يمكن تصنيف العاصمة الباكستانية اسلام اباد، على انها اصبحت أكثر عرضة لخطر الزلزال بعد الزلزال الذي وقع في الثامن من اكتوبر (تشرين الاول)، ولكن الحكومة قللت من اهمية هذا القلق، قائلة انه لا يمكن التنبؤ بالزلزال.

وقال قمر الزمان تشودري، رئيس إدارة الارصاد الباكستانية، انه حتى الآن كانت اسلام اباد تصنف على انها تقع ضمن فئة منطقة الزلازل الثالثة، وهي منطقة زلزالية ذات خطر معتدل. ولكن لا بد من تغيير تصنيفات المنطقة الزلزالية بعد زلزال الثامن من اكتوبر، وان اسلام اباد ربما تقع ضمن فئة الخطر الكبير.