جنود عراقيون يحاربون بالسيوف عوضا عن البنادق

أصيبوا بالإعاقة في جبهات الحروب خلال عهد صدام

TT

بغداد ـ أ.ف.ب: اكتشف العراقي فرج حسين بعدما بترت ساقه عام 1986 خلال الحرب مع ايران، ان الرياضة هي الوسيلة الوحيدة للتغلب على الاعاقة، وها هو يعود بعد قرابة 20 عاما ليحارب بسيف المبارزة، اذ يحاول مع فريق من المعوقين المشاركة في بطولة العالم لهذه الرياضة.

وقد أصيب فرج في اليوم السادس والثلاثين لالتحاقه بالجيش العراقي على الجبهة في الحرب مع ايران عندما سقطت قذيفة ايرانية هشمت شظاياها إحدى قدميه وأسفرت عن بتر جزئها السفلي.

والفريق بحاجة الى معجزة للوصول الى بطولة العالم للمبارزة التي تقام في باريس الشهر المقبل رغم ثقة اعضاء الفريق الكبيرة في قدرتهم على استخدام السيف والرمح والشيش، اذ لم يبق امامهم سوى بضعة ايام للتقدم بطلب المشاركة.

كما يتعين عليهم تدبر حوالى ثمانية آلاف دولار ثمن تكاليف رحلة الرياضيين الستة بعدما ابلغهم الاتحاد الوطني للرياضيين المعوقين عدم استطاعته تمويلها.

وقال فرج ان «أقصى ما قدمه لنا الاتحاد هو الوعود»، مضيفا «نريد فعلا بدل الكلام».

وخاض فرج مع زميله في الفريق كاظم سلطان ،40 عاما، وغيرهما من اعضاء الفريق، مباريات عالمية تفوقوا خلالها على الفرق الفرنسية والاسبانية والايطالية وحتى الاميركية ضمن بطولة اقيمت في ايطاليا رفعتهم الى المركز الثامن عالميا.

إلا انهم فوتوا فرصة المشاركة في مسابقات اخرى بسبب ضعف التمويل وتراجعوا الى المركز الثاني والعشرين. والآن يريدون المشاركة في باريس في 24 الشهر المقبل كي يحسنوا مركزهم مجددا.

يبقى المعوق عادة سنتين او ثلاث سنين حتى يتقبل حالته نفسيا، او التعامل مع امور مثل المباريات الرياضية. لذا، لا يتضمن فريق المبارزة الذي يضم 16 عضوا، بينهم 3 فتيات، اشخاصا اصيبوا بإعاقات ابان الغزو الاميركي عام 2003.

بدأ فرج ممارسة رياضة المبارزة ثم تحول الى رياضة اخرى قبل ان يعود الى رياضته الاولى التي يستطيع معها خوض المنافسة وهو جالس على كرسيه المتحرك.

ومن جهته، اصيب كاظم الذي كان برتبة عريف مشاة بالشلل في الجزء الاسفل من جسده بعد اصابته بشظية في عموده الفقري جعلته يلازم الكرسي المتحرك بقية حياته. لكنه ايضا لم يجد النجاح إلا من خلال المبارزة. وقال «لم تقدني الرياضة الى العالم الخارجي فقط، بل انها غيّرت اشياء كثيرة في داخلي»، وأضاف «لم اكسر حاجز اليأس إلا بعد خمس سنوات، وذلك بفضل الرياضة».

يعيش كاظم من راتب تقاعدي بسيط ويسكن في مجمع سكني لمعوقي الحرب الذين يكسب بعضهم لقمة العيش من تصليح مولدات الكهرباء او قيادة سيارات الاجرة او بيع اشياء بسيطة على الرصيف.

اما فرج فيسكن منزلا صغيرا مع والدته وأشقائه وزوجته وأطفاله الاربعة ويدير عمله الخاص في برمجة ونصب الاطباق اللاقطة للقنوات الفضائية.

ويقول «أقاتل الآن من موقعي كرياضي»، مضيفا وهو يصف حالته المعنوية «حين تنظر الي تقول انني معوق. هناك شيء ما في داخلي يمنعني من الاندماج مع المحيط».

وتابع «ما يزعجني حقا هو قول سكان قريتي في الجنوب حين يصفونني بأنني (سقط) اي عديم النفع».

ويقول فرج ان النظام السابق لم يفعل الكثير من أجل المعوقين ، لكنه يضيف بأسف «لم يتغير أي شيء منذ 2003، لم نشعر بأي تحسن». ومع ذلك، فانه يشعر بوجوب مقاومة الضعف «علي ان اعتني بأولادي وان اوفر لهم الغذاء والتعليم». ويضيف ان التنافس في الرياضة «ليس حربا»، ويقر «وجدت نفسي في الرياضة» بعد ان فقدت قدمي.

اما كاظم، فيقول «كنت مترددا في البداية، لكنني استطعت في النهاية ان امارس اللعبة».

وتضم الفرق العراقية للرياضيين المعوقين اكثر من 120 لاعبا يتنافسون في كرة السلة والمبارزة وكرة المضرب ورفع الاثقال.