توتر بين مسلحي فتح والسلطة حول نقل 5 متهمين بالمسؤولية عن عملية «بيت لحم»

«الجهاد» ترفض وصف عباس إطلاق الصواريخ بـ «العمل الهزيل»

TT

رفضت حركة الجهاد الإسلامي امس التصريحات التي أدلى بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن)، التي اعتبر فيها ان إطلاق الصواريخ من شمال قطاع غزة هو عمل «هزيل ولا يخدم المصلحة الوطنية». وقال خالد البطش، القيادي في الحركة «نرفض هذه التصريحات التي توجه انتقاداً لحركة الجهاد الإسلامي»، واستدرك قائلاً «لكننا في نفس الوقت نتفهم الدوافع وراء موقف عباس»، مشيراً الى ان ابو مازن يرفض العمليات بحكم الاتفاقيات السياسية مع العالم ومع الأميركيين. وأضاف ان «الجهاد» لن تقبل «ان يقتل اولادها ويكون دورها فقط احصاء عدد القتلى والجرحى».

يذكر ان اسرائيل اغتالت 19 مقاوماً من «الجهاد» خلال فترة التهدئة التي بدأت بعد اتفاق القاهرة في مارس (آذار) الماضي. وأضاف البطش ان اسرائيل مطالبة باحترام التهدئة «وإلا فنحن مضطرون للرد على هذه الخروقات، وما حدث في مدينة طولكرم والتمثيل بجثث المجاهدين يعد خرقا فاضحا وواضحا للتهدئة». وشدد على ان حركته «ستلتزم بالتهدئة فقط اذا ما التزمت بها اسرائيل وإذا لم تلتزم فان الحركة ملتزمة بالدفاع عن نفسها وعن عناصرها وعن ابناء الشعب الفلسطيني». ودعا السلطة للاعتراف بتقصيرها في «حماية المجاهدين والمقاومين ومنهم لؤي السعدي»، القائد العام لـ«سرايا القدس» الجناح العسكري للجهاد.

الى ذلك، تسود حالة من التوتر بين مجموعات فتح العسكرية في الضفة الغربية وبين السلطة الفلسطينية على خلفية تحويل خمسة من عناصر هذه المجموعات لسجن اريحا بعد اتهامهم بالوقوف وراء عملية اطلاق النار قرب بيت لحم قبل اسبوع، التي اسفرت عن مقتل ثلاثة مستوطنين وجرح اربعة آخرين.

ووجهت «صقور فتح»، احدى مجموعات فتح العسكرية التي اعلنت مشاركتها في تنفيذ الهجوم، انتقادات حادة لقرار السلطة بتحويل الخمسة الى سجن اريحا. وفي بيان صادر عنها وزع في رام الله، قالت «الصقور» ان مسؤولي السلطة اقدموا «على خطوة لا نجد لها تفسيرا إلا انها ضربة للمقاومة». وقال البيان ان المعتقلين هم من «القادة الميدانيين للعمل العسكري الوطني وأصحاب تاريخ نضالي عريق وحس عال بالمسؤولية تجاه دينهم ووطنهم وأرضهم، ورغم ذلك يتم احتجازهم».

وانتقد ابو عدي القيادي في «كتائب شهداء الاقصى»، وهي جناح عسكري آخر في فتح، اجراء السلطة. وقال انه عندما تولى ابو مازن رئاسة الوزراء تم نقل 35 من نشطاء الكتائب الى اريحا، ونجح الاحتلال في اغتيال 70% منهم. يذكر ان «صقور فتح»، اعلنت عن تنفيذ عملية بيت لحم بالتعاون مع «كتائب شهداء الاقصى». وحسب المصادر الفلسطينية، فان الخمسة الذين تم تحويلهم للاعتقال في اريحا هم عماد عساف ومحمد موسى وفراس هاشم ووائل جوابره ومحمد حجاحجة وجميعهم من بيت لحم.

وقالت والدة عماد عساف، من مخيم الدهيشة ان ابنها تعرض للتهديد قبل ترحيله لأريحا، اذ قيل له «اما الموت وأما الرحيل». وأضافت ان ابنها قال لها ان «عملاء قد زجوا باسمه ضمن اسماء قالوا انها تقف وراء عملية بيت لحم».

وطالبت الوالدة الرئيس الفلسطيني بالإفراج عن نجلها. وأكدت مصادر فلسطينية ان عساف معروف بانتمائه الى «كتائب الاقصى»، وقد فقد احدى يديه خلال اشتباك مع قوات الاحتلال في مطلع انتفاضة الاقصى. وحسب المصادر فقد تم نقل الخمسة الى اريحا في سيارة تحمل لوحات تسجيل اجنبية. وأضافت ان الخمسة كانوا موجودين داخل مقر المقاطعة في بيت لحم وان ترحيلهم الى اريحا تم بشكل مفاجئ.

من ناحيته، قال توفيق ابو خوصة، الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الفلسطينية، ان تحويل الخمسة للسجن في اريحا هو اجراء عسكري محض، مستذكرا انتماء الخمسة للاجهزة الأمنية الفلسطينية. وأضاف ان انتماء اي من المطاردين الى اجهزة الأمن الفلسطينية يعني انضباطه وولاءه لأي قرارات عسكرية صادرة، منوهاً بأن السلطة تهدف الى حماية الخمسة في مدينة اريحا.

يذكر ان في سجن اريحا يعتقل الامين العام للجبهة الشعبية احمد سعدات وثلاثة من رفاقه الذين تتهمهم اسرائيل باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي الى جانب العميد فؤاد الشوبكي المسؤول السابق للادارة المالية في الاجهزة الأمنية الفلسطينية الذي اتهمته اسرائيل بتمويل محاولة نقل سفينة «كارين ايه».