مع عودة البطريرك الماروني نصر الله صفير الى لبنان اول من امس تسارعت الحركة السياسية، ولا سيما في ما يتعلق بالمشاورات حول ملف رئاسة الجمهورية. فبعدما استقبل صفير، بعد ساعات من وصوله الى مقر البطريركية في بكركي رئيس كتلة «التغيير والاصلاح» النيابية العماد ميشال عون، استقبل امس النائب بطرس حرب.
وفيما اعلن البطريرك صفير «ان موقع الرئاسة يجب ان يحاط بهالة من الاحترام... وان الخيار يعود لرئيس الجمهورية». اعلن النائب عن «القوات اللبنانية» جورج عدوان، اثر زيارته العماد عون امس، ان الاخير وقائد «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع سيلتقيان قريباً، مشيراً الى ان آلية وضعت «لاكمال التشاور بهدوء ومسؤولية وصولاً الى تحصين موقع رئاسة الجمهورية».
وقال البطريرك صفير، في لقاء مع الصحافيين المعتمدين في الصرح البطريركي: «ان الناس تعيش اليوم في حالة بلبلة. ولا نعرف اين نحن ولا من هو المجرم او البريء». واضاف: «ان التقرير الذي رفعه القاضي (ديتليف) ميليس الى الامم المتحدة ربما كان مقصوداً ان يأتي بهذه الطريقة وان لا يكشف ميليس كل المعلومات التي بحوزته. وثمة من يقول ان هناك تقريراً ثانياً لذلك فلننتظر».
اما في موضوع رئاسة الجمهورية ورداً على سؤال حول كلامه عن المعنيين لدى عودته الى بيروت ومن يقصد بهم، قال: «ربما انا اردت ذلك وانا قصدت ذلك بأن لا يفهم كلامي». واضاف: «ان موضوع رئاسة الجمهورية لا يتعلق بنا او بكم انما بالجو العام السائد في البلد» مبدياً استياءه من «الحملات الاعلامية والسياسية» ومؤكداً «ان موقع الرئاسة يجب ان يحاط بهالة من الاحترام. وبالنتيجة فان الخيار يعود لرئيس الجمهورية». وعما اذا كانت الكرة اصبحت في ملعب رئيس الجمهورية، قال صفير: «ليس لي ان اقول اين هي الكرة».
من جهته، رفض النائب حرب الادلاء بأي تصريح عقب لقائه البطريرك صفير، مكتفياً بالقول ان «الاوضاع العامة في البلاد كانت محور اللقاء مع غبطته».
وبالنسبة الى لقاء عون ـ عدوان فقد صرح الاخير: «نحن على تواصل يومي. ولبنان يمر في مرحلة دقيقة تقتضي استمرار التشاور واللقاءات ومعالجة كل الاوضاع بشكل هادئ ومسؤول». وسئل اذا كان نقل رسالة من جعجع الى العماد عون، فأجاب: «جرى اتصال فور وصول الدكتور سمير جعجع مع العماد عون. واعتقد ان التواصل الذي اقوم به هو نيابة عن القوات اللبنانية. وسوف نتابع البحث».
وعما اذا كان هناك لقاء قريب بين عون وجعجع، اجاب عدوان: «طبعاً». وسئل عن المرحلة التي بلغها التشاور في موضوع رئاسة الجمهورية فقال: «تحدثنا مطولا حول الرئاسة... ونحن نريد ان يمارس هذا الموقع صلاحياته الدستورية وان يكون فوق كل النزاعات. وهو موقع يشرف على كل المؤسسات كما جاء في الدستور. اليوم، البعض يربط بين تقرير ميليس وشخص رئيس الجمهورية، انما البحث برئاسة الجمهورية يدور بمنأى عن هذا التقرير».