الصادق المهدي يلتقي ابن عمه الفاضل المنشق عنه على مائدة إفطار

اشترط لعودته إلى حزب الأمة الاعتراف بالمؤتمر العام السادس للحزب.. والقيادة الشرعية.. وخطأ تعاونه مع السلطة

TT

تصافح الصادق المهدي زعيم حزب الامة المعارض أمام كيان الانصار الرافد الديني لحزب الأمة، وابن عمه مبارك الفاضل بحرارة على مائدة افطار رمضانى اقامها الاول في منزله بحي الملازمين الشهير في مدينة ام درمان. وذلك قبل ان تلتقط لهما صور وعلى قسماتهما تبدو علامات الرضا، في مشهد علني للمرة الاولى بين الرجلين منذ انشقاق الفاضل في عام 2002، فيما وصف الصادق اللقاء النادر بأنه نوع من «التطبيع الاجتماعي»، واعتبره الفاضل بأنه «مناظير»، على حد تعبيره. واعتبر مراقبون في الخرطوم الخطوة بداية علنية للم شمل حزب الأمة، كما اعتبروا ان مجرد حضور الفاضل حفل الإفطار في منزل الصادق بمثابة «توبة» للأول وعودة الى الحزب الأم، بعد ان فقد معظم أنصاره الذين ناصروه في عدائه لابن عمه وخروجهم معه الى حزب الأمة ـ «الاصلاح والتجديد»، الذي تفرق الى مجموعات داخل الحكومة واخرى في المعارضة بزعامة الفاضل.

ولاحظ حشد من الصحافيين حضروا الحفل ان الصادق ومبارك تجاذبا الحديث، بصورة عادية وتخللته قفشات وابتسامات متبادلة، وسمحا للصحافيين بالتقاط صور لهما. ووصف الصادق المهدى لقاءهما بانه نوع من «التطبيع الاجتماعي»، وقال في تصريحات صحافية ان مبارك ومجموعته يمكنهم العودة الى حزب الامة القومي وممارسة نشاطهم اذا اعترفوا بالمؤتمر العام السادس للحزب وما تمخض عنه، والاعتراف بالقيادة الشرعية والاعتراف ضمناً بأن خروجهم على حزبهم وتعاونهم مع السلطة كان خطأ جسيماً، واضاف الصادق ان أي قرار لم يصدر بفصل مبارك ومجموعته من حزب الامة، ولكنهم ليسوا اعضاء في الهياكل القيادية التي شكلها المؤتمر العام، ولكن المهدي مع ذلك شدد على انه لا يعترف بحزب الامة ـ الاصلاح والتجديد، واضاف ان حزب الامة اذا كان يعترف بأية تجمعات تخرج عنه فهذا يعني دماراً وخراباً له.

بينما وصف الفاضل ما جرى في منزل الصادق مساء اول من امس بأنه «مناظير»، في اشارة الى انها بداية لوحدة الحزب، كما لاحظ الصحافيون ان مبارك الفاضل، والدكتور آدم موسى مادبو نائب رئيس حزب الامة وهما خصمان لدودان في الامة جلسا متجاورين وأكلا في مائدة واحدة وتبادلا الاحاديث الجانبية والابتسامات. وقال مسؤول الإعلام بحزب الامة ـ الاصلاح والتجديد، عمر حلاوي، ان لقاءات سرية تمت بين المهدي والفاضل في وقت سابق في اطار الترتيب لتوحيد حزب الأمة. واضاف ان من ضمنها لقاءهما قبل حوالي سبعة اشهر بالقاهرة بشقة اسماعيل الفاضل المهدي وقبله لقاؤهما بالإمارات وأداؤهما صلاة الجمعة الماضية في مسجد الامام عبد الرحمن حيث أمها عبد المحمود ابو أمين هيئة شؤون الأنصار، اضافة لمطالبة قواعد الحزبين وجماهيرهما بالوحدة وتوقع مسؤول الإعلام ان يتحدث الفاضل في الندوة السياسية غداً ببحري عن وحدة الحزب. يذكر ان حفل الإفطار «الملازمين» حضره الدكتور بشير آدم رحمة، وعبد الله حسن احمد القياديان البارزان بحزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور حسن عبد الله الترابي، وعبد العزيز خالد رئيس التحالف الوطني، ومحمد اسماعيل الأزهري القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي المعارض، ولفيف من الإعلاميين والصحافيين، فضلا عن أبرز قيادات الأمة المعارض مثل الدكتور عبد النبي علي أحمد الامين العام لحزب الامة، والدكتورة مريم الصادق المهدي مساعدة امين عام الاتصال بالحزب. وكان مبارك الفاضل قد أدى صلاة الجمعة الماضية في مسجد الإمام عبد الرحمن بودنوباوي، ووجد ترحيباً من الأنصار الذين هتفوا مطالبين بوحدة الحزب.