لجنة خاصة بالسودان في الكونغرس للمرة الأولى .. تتعهد إبقاءه على رأس اهتماماتها

تضم عددا من الأعضاء المعنيين بدارفور من الحزبين

TT

شهد الكونغرس الأميركي إجراء جديداً غير مسبوق يدل على ان السودان، سيكون موضع اهتمام لديه في الفترة المقبلة، وهو تأسيس أول لجنة خاصة في تاريخ الكونغرس معنية بشؤون السودان فقط، مهمتها ابقاء هذا البلد على قائمة اعمال الكونغرس.

ويهدف رجال الكونغرس الذين يقفون وراء هذا القرار غير المسبوق، الى الحفاظ على أهمية السودان المتزايدة لدى صانعي السياسات الأميركيين، ولدى من يمثلون اليمين المسيحي الأميركي الصاعد واهتمامات الكنائس الأميركية الايفانجيليكية.

وبهذا ينضم السودان بجدارة الى 180 لجنة وجماعة فرعية خاصة، والتي اسستها مجموعة من المشرعين ذوي التفكير المشترك للتركيز على قضايا جارية، مثل تطبيق القانون والتكنولوجيا الطبية والإنترنت والمجاعة والشؤون الخارجية. وتجتمع اللجنة دورياً لتحفيز الكونغرس على تبني قضايا متعلقة بالسودان.

واستناداً الى وزارة الخارجية الاميركية، فإن اعضاء اللجنة الخاصة بالسودان، هم النائب فرانك وولف، العضو الجمهوري عن ولاية فرجينيا والنائب دونالد باين، وهو ديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي القريب من دوائر كنائس اليمين الاميركي، والنائب مايكل كابونو وهو ديمقراطي عن ولاية ماساشوستس، وتوم تانكريدو وهو جمهوري عن كولورادو.

وفي احتفال أعقب اللقاء الأول في اللجنة الخاصة، كان تانكريدو متأثرا وقال: «إنني أقدم لكم وعدا، إن كل أيامنا مشحونة بمئات القضايا.. لكن هذه لقضية الخاصة بالسودان لن تُنحى جانبا».

وأضاف تانكريدو المقرب من دوائر اليمين قائلا، إن الدور الرئيسي للمؤتمر، سيكون ممارسة الضغوط من أجل الحفاظ على اتفاق السلام الشامل على الطريق الصحيح، وإنهاء العنف في دارفور.

وفي لقاء له مع «مكتب المعلومات الدولي» التابع لوزارة الخارجية الاميركية، قال وولف إن مهمة اللجنة الخاصة هي «أن تمثل منتدى للأعضاء من أجل مناقشة وتقديم السياسة الأميركية تجاه السودان».

وأضاف عضو الكونغرس موضحا: «أن السودان في حاجة إلى مستوى عال من الرقابة، وبشكل خاص في الوقت الحالي بعد توقيع اتفاق السلام الشامل»، والذي أنهى 20 عاما من القتال بين الشمال والجنوب، وبسبب «العنف المستمر في دارفور».

وكان وولف قد صحب كولن باول، وزير الخارجية الأميركي السابق، لتوقيع اتفاق السلام الشامل في السودان في 9 يناير (كانون الثاني). وتابع وولف قائلا: «من المهم ألا نفقد تركيزنا على ما يحدث في اتفاق السلام الشامل، وأن نتأكد من استمراره.. وهذا يعني دعم قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة المنتشرة في جنوب السودان، وتقوية قوة الاتحاد الإفريقي في دارفور».

يذكر ان هؤلاء النواب وجماعات الضغط اليمينية الاميركية نجحت بشكل متكرر في فرض اجراءات وقرارات، خاصة بالسودان على الحكومة الاميركية، مما لاقى اهتماما شخصيا من الرئيس الامريكي جورج بوش. وبالإضافة إلى اهتمام الرئيس بوش بالسودان، فقد قامت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية بزيارة الخرطوم ومعسكر أبو شوك في الفاشر بالسودان، حيث طالبت الحكومة السودانية بتقليل العنف ضد النساء في معسكرات اللاجئين. كما قام روبرت زوليك، وكيل وزارة الخارجية، أيضا بعدد من الرحلات إلى السودان.

ومنذ عام 2003 التزمت الحكومة الأمريكية بتقديم مبلغ ضخم هو 1.9 بليون دولار في صورة معونات تنموية تقدم الى جمعيات اهلية، وكنائس امريكية ودولية تعمل في السودان.

وفي عام 2005 تم تخصيص أكثر من 500 مليون دولار في صورة معونات إنسانية، لمنظمات غير حكومية واخرى دينية تعمل في دارفور ومعسكرات اللاجئين في دولة تشاد المجاورة، إضافة إلى 204 ملايين دولار إضافية في صورة مساعدات كوارث مطلوبة للعام التالي.

وفيما يتعلق بدارفور، التي قام النائب وولف بزيارة معسكرات اللاجئين فيها عدة مرات، قال وولف لمنشورة وزارة الخارجية الامريكية «واشنطن فايل»: «إنها سيئة كأسوأ ما يمكن أن تكون الحياة. وقد توقف الكثير من العنف لأن العديد من القرى قد حُرقت"، مع تدفق اللاجئين إلى المعسكرات في دارفور والجارة تشاد.

ورغم العدد الكبير من الكوارث الطبيعية التي ضربت الولايات المتحدة مؤخرا، وكلفت بلايين الدولارات بسبب الأضرار التي سببتها، يعتقد وولف أن الحكومة الامريكية سوف تستمر في دعم المستويات الحالية من المعونات التنموية إلى السودان، وفي دعم مراقبة الكونغرس للاحداث مباشرة؛ حيث قال: «أنا أعلم أن هذا أمر، مهم للإدارة وللكثير من أعضاء الكونغرس».