أحمدي نجاد يثير عاصفة من الاحتجاجات بدعوته إلى «شطب إسرائيل من الخريطة»

واشنطن تعتبر تصريحه تأكيدا لمخاوفها بشأن نشاطات إيران النووية

TT

طهران ـ أ.ف.ب : دعا الرئيس الايراني المحافظ المتشدد محمود احمدي نجاد أمس الى «شطب اسرائيل عن الخريطة» وهاجم الدول الاسلامية التي تعترف بالدولة العبرية، ما اثار احتجاجاً اميركيا واوروبيا واسرائيليا. وهي المرة الاولى منذ اعوام يدعو فيها مسؤول ايراني رفيع المستوى علنا الى ازالة اسرائيل، حتى لو اندرج هذا الشعار في اطار الخطاب الدعائي للنظام.

وقال احمدي نجاد، في خطاب القاه في مؤتمر تحت عنوان «العالم من دون الصهيونية»: «كما قال الامام (الخميني)، اسرائيل يجب شطبها عن الخريطة».

وسرعان ما نددت واشنطن بهذه التصريحات التي ادلى بها احمدي نجاد في مرحلة يطغى فيها التوتر على العلاقات بين ايران والغرب. واعتبر البيت الابيض انها تؤكد مخاوف واشنطن ازاء النظام الايراني وطموحاته النووية.

وقال المتحدث سكوت ماكليلان للصحافيين ان تصريحات الرئيس الايراني «لا تفعل سوى تأكيد ما كنا نقوله بشأن النظام في ايران. انها تؤكد مخاوفنا بشأن نشاطات ايران النووية».

وفي باريس قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، جان باتيست ماتاي، «في حال ادلى فعلا بهذه التصريحات فاننا ندينها بشدة».

من جهته قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الالمانية، وولتر ليندر، انه «في حال ادلى (احمدي نجاد) فعلا بهذه التصريحات، فنحن نعتبرها غير مقبولة بتاتا ويجب التنديد بها بشدة».

اما وزير الخارجية الاسرائيلي، سيلفان شالوم، فقال ان بلاده تعتبر ايران «خطرا اكيدا وراهنا»، ردا على تصريحات احمدي نجاد، وأضاف «نعتقد ان ايران تحاول كسب الوقت (...) لتتمكن من تطوير قنبلة نووية»، مؤكدا ان طهران «تشكل خطرا اكيدا وراهنا».

وقال الرئيس الايراني في خطاب القاه امام نحو اربعة الاف طالب متشدد ان «الامة الاسلامية لن تسمح لعدوها التاريخي بان يعيش في قلبها». وحين ردد الطلاب «الموت لاسرائيل» لدى ظهور احمدي نجاد على المنصة، قال لهم الرئيس الايراني ان عليهم تكرار هذا الشعار بصوت اعلى.

ودعا نجاد، الذي خلف الاصلاحي محمد خاتمي والذي شهدت بداية ولايته تشددا في النظام الاسلامي، الى وحدة الفلسطينيين لبلوغ «مرحلة تدمير النظام الصهيوني».

ودافع احمدي نجاد الضابط السابق في حرس الثورة الايراني عن الكفاح المسلح الفلسطيني، منددا بالقادة الاقليميين الذين اعترفوا او سيعترفون باسرائيل.

واضاف ان «العمليات المسلحة في الاراضي المحتلة تشكل جزءا من حرب ستحدد مصيرها، فنهاية حرب عمرها مئات الاعوام ستتقرر على الارض الفلسطينية».

واكد ان «قادة الامة الاسلامية الذين سيعترفون باسرائيل سيحترقون في نيران غضب شعوبهم»، لافتا الى ان هؤلاء سيوقعون «استسلام العالم الاسلامي».

وندد باسرائيل كونها صنيعة «قوى الظلم العالمية»، في اشارة الى الولايات المتحدة والغرب.

واذ تحدث نجاد عن «حرب تاريخية عمرها قرون عدة بين المستكبر والعالم الاسلامي»، اعلن «سقوط آخر معقل للاسلام قبل نحو قرن عندما التزم الاستكبار العالمي انشاء النظام الصهيوني».

وتابع «انهم يستخدمونها (اسرائيل) قاعدة متقدمة لنشر افكارها في قلب العالم الاسلامي».

وبادرت الجمهورية الاسلامية فور تأسيسها عام 1979 الى قطع العلاقات مع اسرائيل. وتعتبر الدولة العبرية نفسها المستهدفة من قبل البرنامج النووي الايراني الذي تؤكد الجمهورية الاسلامية انه لاغراض مدنية، علما بانه يجعلها قادرة على تصنيع القنبلة الذرية في سنوات قليلة.

وما يعزز مخاوف اسرائيل هو استعراض ايران الدائم لصواريخها التي تحمل شعار «يجب محو اسرائيل من الوجود». وتستمر التكهنات حول احتمال شن اسرائيل هجوما وقائيا. وقد اشارت الدبلوماسية الايرانية عام 2002 الى فكرة تعايش بين دولة فلسطينية ودولة اسرائيلية.

لكن برنامج نجاد الحكومي اعلن ان ايران ستتبع سياسة خارجية تسعى الى التهدئة مع جميع البلدان «باستثناء النظام الذي اغتصب القدس».

ويشكل رفض ايران الاعتراف باسرائيل احد ابرز العوائق امام تطبيع العلاقات بين طهران والغرب. وتتهم الولايات المتحدة ايران بتعطيل جهود السلام وتزويد الحركات الاصولية المناهضة لاسرائيل السلاح.

وبعث امين عام حزب الله اللبناني، حسن نصر الله، برسالة الى المؤتمر يقول فيها «سنجمع كل الوسائل لتدمير النظام الذي يحتل القدس». وحضر المؤتمر كل من ممثل حركة «حماس» في ايران وسفيري سورية والسلطة الفلسطينية. ومن المتوقع تنظيم تجمعات كبيرة مناهضة لاسرائيل بعد غد الجمعة في جميع انحاء البلاد.