ليلة رعب وسط مدينة المدية الجزائرية

إرهابيون يقتلون شخصين ويصيبون آخرين

TT

قتل إرهابيون الليلة قبل الماضية شخصين وسط مدينة المدية الواقعة على بعد 100 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائرية. وأثناء ملاحقة قوات الأمن لهم قتلت اثنين منهم.

وعاش سكان المدية لحظات مرعبة الليلة قبل الماضية عندما تسلل 4 مسلحين، حسب رواية شهود من المنطقة، إلى وسط المدينة وتوجهوا صوبا إلى مقهى يقع بالقرب من مكتب تابع لحزب «جبهة التحرير الوطني»، وفتحوا النار على شخصين قتل أحدهما على الفور وجرح الآخر. وفي طريق انسحابهم أطلقوا النار عشوائيا على المارين في الشوارع فقتلوا شخصا ثانيا، وجرحوا اثنين آخرين. وذكر أحد سكان المدية لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الأمن تحركت فور سماعها إطلاق النار وتمكنت من رصد الطريق الذي سلكه المعتدون فلاحقتهم وقتلت اثنين منهم بينما تمكن الآخران من الهرب. وتبين أن الشخص الأول الذي قتله الإرهابيون شرطي عمره 29 سنة، أما الشخص الثاني فهو مدني يبلغ من العمر45 سنة. ويوجد من بين الجرحى عسكري. وقال مصدر أمني لصحافيين بالمدية، أمس، إن منفذي الاعتداء الإرهابي ينتمون إلى «الجماعة الإسلامية المسلحة»، وقد تم التعرف على هوية أحد المقتولين يدعى «علاق»، وكان قد التحق بصفوف الجماعات الإرهابية مطلع التسعينات من القرن الماضي ولم يكن حينها يتجاوز الـ14 سنة. وذكرت ذات المصادر أن المعتدين الذين تترواح أعمارهم بين 24 و27 سنة تسللوا راجلين إلى وسط المدينة وكانوا يرتدون زيا عاديا، الأمر الذي لم يلفت انتباه أحد. وتعد منطقة المدية أحد المعاقل الرئيسية لـ«الجماعة الإسلامية المسلحة»، وعاشت أحداثا دامية في منتصف التسعينات. وتقدر وزارة الداخلية عدد عناصر الجماعة في حدود 200، لم تعد لهم نفس القدرة علي إلحاق الضرر بالأشخاص والممتلكات كما كانوا في السابق، وقوتهم لا تقارن بقوة أفراد «الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، الأكثر تنظيما وعددا.

ويأتي اعتداء الليلة قبل الماضية في سياق عودة الأعمال المسلحة منذ الاستفتاء على «ميثاق السلم والمصالحة الوطنية» نهاية الشهر الماضي. ويضع مراقبون هذا التصعيد في سياق رفض المسلحين خطة السلم التي يقترحها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والتي يتوجه جزء منها إلى المسلحين في الجبال.