بدو سيناء المصرية يعترضون على إقامة سياج حول شرم الشيخ

السماح برحلات السفاري مجددا بشروط أمنية

TT

كشفت مصادر مطلعة أن مصر أوقفت عمليات بناء السور الحديدي حول مدينة شرم الشيخ الذي كانت السلطات المصرية بدأت تشييده على قاعدة خرسانية عرضها 40 سنتيمتراً وارتفاع في مناطق متر وأخرى مترين بغرض تأمين المنطقة أمنياً من العمليات الارهابية، وذلك بعد اعتراض بدو سيناء على اقامته باعتباره يعوق حرية الحركة بشكل لم يتعود عليه البدو. كما أن السلطات سمحت بعودة الرحلات السفاري من جديد بعد أن كانت منعتها، وجاء قرار السماح بها وفق اشتراطات أمنية.

وقالت مصادر محلية بشمال سيناء إن هذه الترتيبات شملت تشديد الإجراءات الأمنية الخاصة بمنح البدو تصاريح القيام برحلات سفاري والرحلات الجبلية والعشاء البدوي، والتي كان ينظمها البدو للسياح الأجانب المترددين على المدن السياحية بجنوب سيناء بدون تصاريح قبل تفجيرات شرم الشيخ.

وتابعت المصادر أنه كان تم منع هذه الرحلات نهائيا بعض الوقت إلا انه سمح بعد ذلك بتنظيمها ولكن وفق اشتراطات أمنية حيث يتم عمل مسح أمني للمناطق التي تقام بها هذه الرحلات وتوفير الدعم الأمني لها إذا احتاجت إلى ذلك.

ويقوم البدو بتنظيم هذه الرحلات للأجانب داخل الصحراء على ظهور الجمال حيث يتخللها تقديم العشاء البدوي، وهو عادة ما يكون شواء كما تقدم أيضا القهوة البدوية الشهيرة وبعض الفنون الشعبية البدوية. ويقول أحد منظمي هذه الرحلات طلب عدم نشر اسمه: الرحلات لم تمنع ولكن من بين كل عشرين طلبا تتم الموافقة على طلب واحد فقط. ويضيف أن هذه الرحلات تمثل مصدر الرزق الوحيد لعشرات البدو فهل من المعقول أن يتورطوا في أعمال عنف ضد السياح. وتابع «نحن على استعداد لتحمل المسؤولية كاملة عن أي حادث قد يحدث، وان مشايخ البدو قادرون على توفير هذه الحماية بسهولة». وشملت الترتيبات التي اعترض عليها البدو أيضا قيام السلطات المحلية بمحافظة جنوب سيناء بإقامة سياج حديدي حول مدينة شرم الشيخ حيث أنهت المحافظة جميع أعمال القاعدة الخرسانية للسور الحديدي الذي تم إقامته لمنع الأعمال الإرهابية.

وقال مصطفى أبو سليم، وهو أحد بدو المنطقة لـ«الشرق الأوسط» يكفي أن تعرف أن هذا السياج يقسم قرية الرويسات إلى شطرين ويعوق حرية الحركة بشكل لم يتعود عليه البدو من قبل. وأنهت مصر نحو 20 كيلومترا من أعمال القاعدة الخرسانية للسور، وهي تمر بمناطق الرويسات والطريق الدائري ومدخل شرم الشيخ من ناحية الطور.

ويستهدف السور بالدرجة الأولى منع تسلل السيارات ومراقبة حركة دخول الأفراد من المناطق الخلفية للمنتجعات السياحية. وكان من المفترض أن يتم البدء في إقامة هذا السور عقب تفجيرات طابا التي وقعت في أكتوبر من العام الماضي، إلا أن اعتراضات من جانب بعض أعضاء البرلمان المصري على إقامة السور عطلت عملية إقامته في ذلك الوقت. وقال عيد عابد من بدو المنطقة انه ليس من المعقول أن يحاصر البدو وان تتخذ ضدهم هذه الإجراءات وكل ذلك تحت مظلة الأمن وتأمين حركة السياح. وتقول السلطات إن السور سيخضع لإجراءات أمنية مشددة لمنع تسلل السيارات أو أي أشخاص إلى المنتجعات السياحية بشرم الشيخ القريبة من المناطق الصحراوية.

وستقوم مصر بنشر العديد من الأكمنة الأمنية على طول السور إضافة إلى تسيير دوريات بشكل دوري وإقامة أربع بوابات عليه لعبور السيارات. وتقول السلطات المحلية بجنوب سيناء إن إقامة السور لحماية قائدي السيارات القادمين من وإلى شرم الشيخ من الجمال التي تظهر أمامهم فجأة وأيضا حماية من الأطفال الذين يتسللون بطرق غير شرعية ويدخلون المدينة وحماية من عمليات التهريب لبعض الجنسيات الخارجية وغير ذلك عن طريق الدروب والوديان وتأمين المنطقة الحرفية وضبط السيارات التي تدخل شرم الشيخ بطريق غير شرعي.

ويقول إبراهيم رفيع عضو البرلمان المصري عن جنوب سيناء في الدورة الماضية وابن أحد كبار مشايخ البدو: أبناء سيناء يشكلون درع الوطن البشري في حماية الأراضي المصرية والحيلولة دون تسلل أية عناصر إرهابية إلى داخل الحدود وهم ليسوا مصدر تهديد. وقال إن البدو هم أشد المتضررين من هذه الأحداث باعتبار أن اغلبهم يعتمد على النشاط السياحي، خاصة رحلات السفاري. وتابع أن مشايخ البدو اتفقوا من قبل مع السلطات المصرية على وضع منظومة متكاملة للتعاون بين زعماء القبائل والجهات الأمنية للحيلولة دون وقوع أية أحداث إرهابية وهم ملتزمون بهذا الاتفاق. وتقول مصر إن مجموعة محلية من بدو سيناء هي التي نفذت تفجيرات طابا العام الماضي، وإنها على صلة بتفجيرات شرم الشيخ وتفجير محدود وقع في سيارة تابعة للقوات الدولية العاملة بسيناء.