أحكام بالسجن ضد 3 فلسطينيين وجزائري بعد إدانتهم بالتخطيط لاعتداءات في ألمانيا

TT

أصدرت محكمة المانية امس، احكاما بالسجن بحق اربعة اصوليين مرتبطين بزعيم تنظيم «القاعدة» في العراق ابو مصعب الزرقاوي، تراوحت بين خمسة وثمانية اعوام، بتهمة التحضير لاعتداءات تستهدف مصالح يهودية في المانيا.

وادانت محكمة دسلدورف العليا الفلسطينيين، الفلسطيني الأصل محمد أبو ديس، والفلسطيني اسماعيل عبد الله سبيتان شلبي، والفلسطيني أشرف الدغما، بتهمة التحضير لهذه الهجمات التي كانت ستنفذ في دسلدورف وبرلين في عام 2001 وحكم عليهم بالسجن ما بين ستة وثمانية اعوام. أما المتهم الرابع الجزائري جمال مصطفى، الذي كان متهما بمساعدة الثلاثة الآخرين على تحضير هذه الاعتداءات، فقد حكم عليه بالسجن خمسة اعوام مع النفاذ. وجاء في القرار الاتهامي ان هذه الاعتداءات تم اعدادها لمصلحة منظمة «التوحيد». واعتبر القاضي اوتمار برايدلنغ هذه الاحكام إدانة للزرقاوي، الذي يعد بمثابة الاب الروحي لمنظمة التوحيد، وقال ان الزرقاوي «كان جالسا في واقع الحال بين المتهمين».

ومباشرة بعد صدور الاحكام، بدأ المدانون يصرخون ويشتمون. وحاول أشرف الدغما الهروب من قاعة المحكمة، الا ان اربعة حراس اوقعوه ارضاً، مما دفع القاضي الى رفع الجلسة مؤقتا ريثما تهدأ الفوضى.

وذكر القاضي في قراره أن تهمتي العمل في منظمة محظورة، هي منظمة التوحيد، والتحضير لعمليات إرهابية في ألمانيا قد ثبتت بحق أبو ديس، 41 سنة، وشلبي، 32 سنة، والدغما، 34 سنة. وحكم على أبو ديس (يعرف ايضا باسم أبو علي) بالسجن لمدة 8 سنوات، باعتباره العقل المدبر للتخطيط للاعتداءات وصلة الوصل مع الزرقاوي. أما الجزائري جمال مصطفى، 32 سنة، فكان قد اعترف بأنه أعد مسدسا كاتما للصوت، وصندوقا مليئا بالقنابل اليدوية لعناصر الخلية.

وكانت نيابة دسلدورف طلبت في نهاية سبتمبر (ايلول) الماضي عقوبات بالسجن سبعة الى ثمانية اعوام للمتهمين الاربعة، في حين طلب الدفاع اعلان براءتهم لعدم كفاية الدليل.

واعتبر النائب العام في دسلدورف كريستيان مونكا، ان المتهمين الرئيسيين الثلاثة هم «من العناصر الاكثر اهمية» في الخلية الالمانية لحركة التوحيد، التي يقودها الزرقاوي، المطلوب في العراق، لارتكابه العديد من الهجمات الدموية.

وتتهم النيابة العامة عناصر المجموعة بالتخطيط لشن اعتداءات بالقنابل ضد مركز يهودي في العاصمة برلين، وضد مرقص ومقهى يرتادهما يهود في دسلدورف. وكان مقررا تنفيذ الاعتداءات في دسلدورف وبرلين اعتبارا من 12 سبتمبر 2001 اي غداة الاعتداءات التي اسفرت عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص في الولايات المتحدة. والتقطت الاستخبارات الألمانية محادثات هاتفية اجراها محمد أبو ديس، مع شخص يعتقد انه الزرقاوي، وجرى فيها الحديث عن «العرس» في برلين ودسلدورف. ونفى أبو ديس أن يكون الشخص المذكور هو الزرقاوي، وزعم أنه زميل مسلم كان يحاول مساعدته على الخروج من إيران. وكانت النيابة العامة قالت إنها أحبطت عمليات تفجير «كبيرة»، عندما اعتقلت أعضاء خلية التوحيد.

وكانت المحكمة نفسها حكمت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2003 بالسجن اربعة اعوام على متهم خامس، هو شادي عبد الله لانتمائه الى التوحيد، لكن هذا الاردني الذي قال انه مرافق سابق لاسامة بن لادن افرج عنه في نوفمبر 2004 بعدما امضى اكثر من نصف محكوميته. وعبد الله لم يعد مدرجا على لائحة الامم المتحدة للاشخاص المرتبطين بـ«القاعدة»، بعدما شهد مرارا ضد أصوليين مشتبه في علاقتهم بالارهاب، في مقدمهم المغربي منير المتصدق المحكوم عليه بالسجن سبعة اعوام في نهاية أغسطس (آب) في هامبورغ، بتهمة التواطؤ في اعتداءات 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة.

يشار الى ان جلسة النطق بالحكم امس، كانت الجلسة 130 من مجموع جلسات المحاكمة التي استمرت 20 شهراً واستمع فيه القاضي إلى إفادات 60 شاهدا. وجرت المحاكمة في قاعة خاصة تحت الأرض شديدة الحراسة سبق أن شهدت محاكمة عناصر اصولية جزائرية والاصولي التركي متين قبلان.