عائلة سعودي معتقل في غوانتانامو تبعث برسالة مفتوحة تطالب بمعلومات عن حالته

TT

أرسلت أسرة معتقل سعودي فقد ساقيه في معسكر غوانتانامو الأميركي في كوبا برسالة، موجهة للشعب الأميركي تستفسر فيه الأسرة السعودية عن ابنها، الذي تقول انه كان في مهمة خيرية في افغانستان اثناء الغزو الاميركي وتريد ان تتحقق من عملية بتر ساقيه وتطالب بعودته الى بلاده. وجاء في الخطاب المفتوح، الذي سلم الى محامين ووزع على الصحافة، ان عائلة عبد الله العنزي وهو شاب سعودي عمره 26 عاما، معتقل في سجن غوانتانامو منذ عام 2002 تتقدم بمناشدة حارة من أجل التوصل إلى معلومات عن «حالة ولدهم الحبيب»، ويتساءلون لماذا تم اعتقاله كل هذا الوقت.

وتقول الرسالة التي اطلعت عليها «الشرق الاوسط» بنصها الانجليزي :«الأب أصبح بلا ولد وبلا نصير، يتأمل صورة ولده ويقبلها. أما الأم تقول إنها قد فقدت روحها، فقد تغيرت حياتها اليومية، وها هي تنتقل من طبيب إلى آخر، حتى أصبحت حقلا لأدوية التجارب، وكل من حولها يعرفون دواءها: إنه عودة عبد الله»، ولكن من يستطيع إنقاذها؟ وكلما تجولت الأم في البيت، تبدأ في البكاء عندما ترى ملابسه الرياضية ورسومه. وهي تعلق صورته، وتنظر إليها لعله يكلمها؛ فأين أنتم أيها البشر؟ لتقرأ كل النساء هذه الكلمات».

ويناشد إخوته وأخواته، وعددهم 27 أخا وأختا، جميع الناس المعنيين، ويتساءلون في الرسالة: «لماذا يبقى عبد الله هناك كل هذه الفترة الطويلة؟ وهل فقد حقا ساقيه؟ وهل المساعدة الإنسانية والقيام بالأعمال الخيرية يعتبر خطيئة؟ وإذا كان كذلك فإننا نعتذر عنه، ويقدم إخوته وأخواته الصغار سؤالا قائلين: «من سيأخذنا إلى المدرسة؟».

وتستمر الرسالة فتقول «يشهد الجميع في قريتنا بأن عبد الله رجل رحيم ومسؤول، وأنه رجل صاحب أخلاق ومشاعر حساسة، ولهذا فإن الجميع في انتظار عودته، ولا زال الحلم حيا».

وتأتي هذه الرسالة، في الوقت الذي أعلم مركز الحقوق الدستورية «الشرق الاوسط»، ان محاميه قد اثار مخاوف في أثناء رحلة إلى معتقل غوانتانامو في أغسطس (آب) 2005 لدى الحكومة الاميركية، من أن موكلهم عبد الله العنزي، لا يتلقى رعاية طبية كافية. وأكد المركز أن عبد الله العنزي مبتور الساقين الآن، وهو يعتمد حاليا على ساقين صناعيتين «غير صالحتين، قدمهما له الجيش الاميركي».

ووفق المركز الأميركي، الذي مقره نيويورك، ويعتبر احد الاماكن القليلة التي لديها معلومات عن معتقلي غوانتانامو، فإن الساقين الصناعيتين غير ملائمتين لجسد عبد الله، لهذا فهو يعاني من ألم مستمر وتلوث سببته الحلقات التي تربط الساقين الصناعيتين بجسمه.

يذكر ان ساقي عبد الله العنزي، قد اصيبتا في أفغانستان، بينما كان يعمل في مهمة خيرية، عندما بدأت قوات التحالف تحت قيادة الولايات المتحدة، قصف أفغانستان بعد الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). وفي الوقت الذي كان يقضي فيه عبد الله فترة النقاهة في مستشفى بأفغانستان، قامت مجموعة من المرتزقة بخطفه وبيعه إلى القوات الأميركية.

ويقول عبد الله: «لقد تم الهجوم عليّ، مثلما يقوم صقر باقتناص فأر، وتم بيعي مثل خروف سمين». وفي الفترة بين بدء القصف ووصول عبد الله إلى غوانتانامو، تم بتر ساقيه من أسفل الركبتين، ليصبح مبتور الطرفين، وتحت رحمة معتقليه.

وفي أثناء زيارتهم التي قاموا بها لموكلهم، أشار محامو عبد الله إلى أن أسفل قدم عبد الله وباطنها في القدم اليمنى لساقه الصناعية، مرتبطان بشريط أنبوبي، حتى تحطمت القدم. ويمثّل عبد الله العنزي أنانت راوت، وهو محام في مؤسسة «ويل جوتشال ومانجيز» القانونية، كما أنه محام مساعد في مركز الحقوق الدستورية. وفي تعليقه على حالة موكله قال راوت: «كان هناك وقت لدينا فيه أرضية أخلاقية عالية في الحرب على الإرهاب. أما الآن فالحكومة تمنع العلاج الطبي عن شخص مبتور الطرفين، باسم استنتاجات المخابرات. والشيء الوحيد الموثوق منه في معلومات المخابرات، التي يتم الحصول عليها بواسطة التعذيب، هو أن مائة في المائة منها غير موثوق به».