بريطانيا تطالب برد دولي حاسم على أحمدي نجاد

TT

أخفقت محاولات الرئيس الإيراني أحمدى نجاد التخفيف من ردود الفعل الغاضبة بسبب مطالبته بمحو إسرائيل من الخريطة، وطالبت بريطانيا الأمم المتحدة برد حاسم على طهران. وأعلن الرئيس الإيراني أن موقفه ليس الا تكرارا لمواقف النظام الايراني منذ 27 عاما. وفي خطاب القاه امام طلاب ناشطين في الميليشيا الاسلامية في طهران أمس، تجنب الرئيس الايراني تكرار عبارة «يجب محو اسرائيل من الوجود» التي تسببت بادانة مجلس الامن الدولي لايران. واكد ان «ما قلناه هو تكرار لموقفنا منذ 27 عاما وهو موقف الامام (الخميني مؤسس الجمهورية الاسلامية) والمرشد الاعلى (آية الله علي خامنئي المسؤول الاول حاليا في الجمهورية الاسلامية) والامة الاسلامية. كان هذا واضحا جدا». كما اكد ان الاعتراف باسرائيل هو «جريمة لا تغتفر». واثار الرئيس المحافظ موجة من التنديدات الدولية حين قال يوم الاربعاء انه «كما قال الامام (الخميني)، يجب محو اسرائيل من الوجود». وعلى الرغم من ان هذه العبارة هي شعار رسمي في ايران وان عدم الاعتراف بدولة اسرائيل هو من مبادئ الجمهورية الاسلامية، الا انها المرة الاولى التي يدلي فيها مسؤول رفيع المستوى بمثل هذه التصريحات منذ سنوات. وقد ندد مجلس الامن الدولي يوم الجمعة بهذه التصريحات، فيما تحاول الدبلوماسية الايرانية منذ الاربعاء التخفيف من وطاتها. وقال احمدي نجاد ان حلفاء اسرائيل «يحاولون منذ خمسين سنة ان يجعلوا العالم يعترف بنظام احتلال غير شرعي». وردد الحاضرون بعد هذه التصريحات شعار «الموت لاسرائيل». واضاف الرئيس الإيراني «لا يحق لأحد في العالم الاسلامي ان يعترف بنظام اغتصب الارض ويسفك الدماء كل يوم»، متهما حلفاء اسرائيل بتزويد الدولة العبرية برؤوس نووية وبرفض حيازة ايران تكنولوجيا نووية مدنية.

على صعيد آخر دعت ايران الى ايجاد حل للنزاع في الشرق الاوسط بتنظيم انتخابات يشارك فيها اليهود والمسلمون والمسيحيون لتحديد مستقبل هذه الارض. ونقلت وكالة الانباء الايرانية عن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي قوله «ان الموقف الاساسي لجمهورية ايران الاسلامية بشأن النظام الصهيوني غير المشروع واضحة جدا منذ الثورة الاسلامية (1979) لقد قلنا اننا لا نعترف بهذا النظام وهذا حقنا على الصعيد الدبلوماسي». وفي محاولة دبلوماسية جديدة لتفادي الانعكاسات السلبية لتصريحات الرئيس احمدي نجاد قال آصفي «نريد انتخابات حرة في الاراضي الفلسطينية المحتلة (اسرائيل) بمشاركة كافة سكانها سواء كانوا مسلمين او يهودا او مسيحيين».

من ناحيتها، قالت الحكومة البريطانية أمس ان على الامم المتحدة والمجتمع الدولي أن يردا بحسم على ايران بعد أن دعا رئيسها لتدمير اسرائيل. ولكنها قالت انه ليس هناك نقاش بشأن شن عمل عسكري. وقال وزير الدفاع البريطاني جون ريد لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية «الموقف الذي تبناه الايرانيون متطرف جدا» . وأضاف «انه يتناقض مع كل ما تدعو اليه الامم المتحدة. ولذلك فإن هذه مشكلة وتحد بالنسبة للمجتمع الدولي.. ان الامم المتحدة هي الجهة التي عليها التكفل بهذا الامر وقد قال كوفي أنان بوضوح انه يعتزم التصدي لهذه المشكلة. وقال ريد انه لا توجد أي أفكار خاصة بتحرك عسكري. ومضى يقول «لا اعتقد ان هناك من يتحدث عن تدخل عسكري على أي مستوى..ولكن هذا بالتأكيد تحد يواجه الامم المتحدة».

يذكر أن بريطانيا بين الدول التي تسعى لاقناع ايران بالتخلي عن التكنولوجيا النووية لانها تشك في انها جزء من برنامج نووي تنفيه ايران وتقول انه برنامج لانتاج الطاقة. وكانت لندن وواشنطن قد هددتا بالسعي لدفع مجلس الامن لفرض عقوبات ولكن باروزو قال أمس انه لا يعتقد ان العقوبات أمر محتمل قريبا.