إسرائيل ترحب بقرار الأردن وقف مسلسل الشتات من محطة «ممنوع» الفضائية

حاخامات يهود يقترحون على عمان عرض فيلم عن معاناة اليهود

TT

رحبت اسرائيل بقرار الحكومة الاردنية وقف مسلسل الشتات الذي تعرضه محطة قناة «ممنوع» الفضائية، وقال الناطق الاعلامي باسم السفارة الاسرائيلية يعقوب دابر «اننا طلبنا من المسؤولين الأردنيين وقف هذا المسلسل لانه معاد للسامية من الدرجة الاولى ويمس باليهود ولا يحق لقناة ان تبث مثل هذا المسلسل في دولة لنا اتفاقية سلام معها». من جانبه، نفى رئيس مجلس ادارة قناة ممنوع الفضائية وليد الحديدي تعرض محطته لضغوط من قبل الحكومة الاردنية لإيقاف مسلسل الشتات الذي قامت المحطة بعرضه خلال شهر رمضان المبارك، ويحكي قصة واساليب الحركة الصهيونية العالمية في تجميع اليهود من جميع انحاء العالم وفرض ارادتها على اوروبا وأميركا لاقتلاع الشعب الفلسطيني من ارضه وتهجيره في الشتات. وقال الحديدي لـ«الشرق الاوسط» اننا اوقفنا المسلسل لاسباب فنية بحتة وليس هناك ضغوط علينا من قبل المسؤولين الاردنيين. موضحا ان المحطة تبث حاليا بثا تجريبيا وسنعيد بث المسلسل من الحلقة الاولى بعد عطلة عيد الفطر المبارك وذلك بعد انطلاق البث رسميا.

ويذكر ان مسلسل الشتات من انتاج شركة لين السورية للانتاج الفني وبلغت كلفة انتاجه خمسة ملايين دولار، وان قناة «ممنوع» اشترت المسلسل من الشركة بقيمة 25.1مليون دولار وسبق ان عرضت قناة المنار اللبنانية 18 حلقة واوقف من قبلها بعد ضغوط اوروبية عليها. ومسلسل الشتات هو دراما سياسية تستعرض نشوء الحركة الصهيونية بأبعادها السياسية والاقتصادية والعقائدية وذلك ضمن حبكة مميزة.

ويتناول المسلسل حياة شخوص كانوا بمثابة اللبنة الاساسية في نشوء هذه الحركة وهم الشخوص الحقيقيون الذين ساهموا فعليا في ترجمة اهدافها من العام 1812 الى العام 1948 سنة احتلال فلسطين، والمسلسل يقع في 24 حلقة تلفزيونية يشخصها نخبة من نجوم الدراما السورية.

وفي واشنطن، قالت مصادر لـ«الشرق الاوسط» ان قرار حكومة الاردن ايقاف عرض مسلسل «الشتات» جاء بعد ان قام 24 من الحاخامات الأميركيين البارزين، الذين التقوا أخيرا ملك الأردن عبد الله الثاني، بإرسال خطاب احتجاج إلى الملك يحثونه فيه على إلغاء البرنامج الذي وصفوه بانه معادٍ للسامية.

وكانت السفارة الاردنية في واشنطن قد رفضت الإقرار بان للعاهل الاردني دورا مباشرا في ايقاف عرض المسلسل المثير للجدل، ولم تعلق على الامر. وفي الخطاب يطالب الحاخامات الملك عبد الله بفرض عرض فيلم «شيندلرز ليست» للمخرج اليهودي المعروف «ستيفن سبيلبرغ» على القنوات الاردنية لتعليم المشاهد الاردني دروسا في «الاختيارات الاخلاقية».

ووفق المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الاوسط» فقد نظم الاحتجاج معهد «ديفيد س. ويمان لدراسات الهولوكوست»؛ وقال الدكتور «رافاييل ميدوف»، مدير معهد ويمان في بيان له «في خلال ثلاثينيات القرن العشرين كان الكثيرون من الأميركيين صامتين في مواجهة معاداة السامية التي كانت صاعدة في ذلك الوقت، وهو ما نتجت عنه نتائج مأساوية. وعلى جيلنا ألا يكرر هذا الخطأ؛ فعلينا أن نتحدث بصراحة وحرية ضد معاداة السامية في وقتنا الحالي، في أي وقت وفي أي مكان تنطلق فيه».

وقد كان الحاخامات الـ24 جزءا من مجموعة من الحاخامات وغيرهم من القادة اليهود الذين شاركوا في غداء غير مسبوق مع الملك عبد الله الثاني في فندق ريتز كارلتون في واشنطن في 19 سبتمبر (ايلول) 2005.

ومن بين الذين وقعوا خطاب الاحتجاج الحديث الحاخام «ديفيد سابرشتاين»، مدير مركز التحرك الديني لليهودية الإصلاحية، والحاخام »تشارلز أ. كرولوف»، نائب رئيس كلية الاتحاد العبري لليهودية الإصلاحية. كما وقع الخطاب أيضا عدد من الحاخامات التقليديين والمحافظين ودعاة التجديد.

وفي خطابهم إلى ملك الأردن كتب الحاخامات الـ24 «إننا نخشى من أن تؤدي هذه الافتراءات المروعة إلى إثارة المشاهدين نحو الكراهية وحتى العنف؛ فالمواطنون الأردنيون، وخاصة الشباب منهم، ينبغي ألا تُغرس في أذهانهم هذه الرسائل والصور، التي تقوض جهودكم النبيلة من أجل تعزيز السلام...».

كما اقترح الخطاب أيضا أنه ينبغي أن يقوم التلفزيون الأردني ببث فيلم «شيندلرز ليست» الذي يتحدث عن الهولوكوست، والذي رفضت الأردن وغيرها من الدول العربية عرضه عندما ظهر عام 1994.