جماعة «كشميرية» تتبنى مسؤولية انفجارات نيودلهي.. والهند تشك في تورط «القاعدة»

إدانات عالمية وحالة تأهب في الهند والحصيلة الجديدة 65 قتيلا > أحد المشتبهين «آسيوي» وضع متفجرات في «حلة ضغط» قرب أنبوبة غاز

TT

أعلنت جماعة اسلامية متطرفة مجهولة هي «ماهاج انقلابي» مسؤوليتها عن سلسلة الانفجارات التي تعرضت لها نيودلهي وادت الى مقتل 65 شخصا واصابة 180 بجراح. لكن السلطات الهندية تشك في صحة المعلومات وتشير الى احتمال ان يكون اسم الجماعة واجهة تخفي منظمة اكبر مثل القاعدة.

وأدان عدد من دول العالم التفجيرات التي جاءت قبل ايام من اعياد هندوسية، وعيد الفطر المبارك، فيما دعت السلطات الهندية المواطنين الى الابتعاد عن الاماكن العامة خلال الايام القليلة المقبلة قبل بدء الاحتفالات غدا. ووقعت التفجيرات خلال نصف ساعة في نيودلهي أول من امس وبينها تفجيران وقعا في اسواق مكتظة بالمتسوقين. ويقول خبراء امن ان جماعة مسلحة كبيرة مقرها باكستان مثل جماعة عسكر طيبة او جيش محمد هي الوحيدة التي تملك القدرات التنظيمية لتنفيذ هجمات اول من امس.

واتصل متحدث باسم جماعة «ماهاج انقلابي» يدعى احمد يار قزناوي بوكالة انباء محلية في سريناغار امس وادعى ان الجماعة هي التي نفذت الهجوم. وقال «اذا لم تتوقف قوات الامن الهندية عن تجاوزاتها وعمليات القمع في كشمير، فإن مثل هذه الهجمات ستستمر».

وعلم ان الاتصال الهاتفي تم من هاتف يعمل عبر الاقمار الصناعية. كما ان الشخص الذي اتصل لم يكن من ابناء كشمير لانه كان يتحدث بلهجة اجنبية.

وتشك قوات الامن الهندية في ان جماعة عسكر طيبة وجيش محمد بالاضافة الى القاعدة قد نفذت التفجيرات وان الجماعة التي اعلنت مسؤوليتها هي جماعة مزيفة بهدف تجنب اثارة الشكوك.

كما انتشرت شكوك في ان القاعدة لها يد فيما حدث لان الاسلوب يكاد يكون مشابها لتفجيرات لندن التي وقعت في يوليو (تموز). والمعروف ان جماعتي عسكر طيبة وجيش محمد محظورتان في باكستان، بالرغم من ان الخبراء يقولون انهما تعملان تحت اسماء مختلفة.

الجدير بالذكر ان جماعة الدعوة، وهي جمعية خيرية اسلامية على علاقة بعسكر طيبة، ناشطة في الجزء الذي تسيطر عليه باكستان في كشمير وتقدم مساعدات الى ضحايا الزلزال المدمر الذي وقع في اوائل الشهر الحالي. وتعارض الجماعتان عملية السلام بين الهند وباكستان.

وقد لفتت جماعة «ماهاج انقلابي» الانظار في كشمير في عام 1993 وهي واجهة لجماعة عسكر طيبة. وتتصدر الجماعة الاحداث عندما لا تريد عسكر طيبة تحمل المسؤولية على عمل ما لتجنب الضغوط. ولم ترغب الجماعة في تحمل المسؤولية عن تفجيرات دلهي لانها محظورة في باكستان، التي طلبت منها تهدئة نشاطها.

ويشير خبراء الامن الهنود الى ان الجماعات المتطرفة تنفذ مثل هذه الاعمال عندما تفتقر للموارد. بينما ذكر ضابط شرطة كبير انها تنفذ مثل هذه الاعمال عندما تفتقر الى القدرة لاستهداف اهداف محددة.

واشارت مصادر استخبارية الى ان ثلاثة من اعضاء جيش محمد قبض عليهم في الاونة الاخيرة اشاروا الى احتمال وقوع انفجارات في دلهي. وفي الوقت ذاته جرى القبض على 22 شخصا لعلاقتهم مع سلسلة التفجيرات في دلهي بعدما شنت الشرطة حملة كبيرة للقبض على الجناة.

وبالرغم من تلك التفجيرات، فقد توصلت كل من الهند وباكستان الى اتفاقية في الساعة الثانية من صباح امس لفتح حدود كشمير في خمس نقاط لتسهيل عمليات الاغاثة بكل اشكالها للناجين من الزلزال في القطاع الباكستاني من كشمير.

واشار خبراء الامن الى اعتقادهم ان واحدة من القنابل هي عبارة عن متفجرات موضوعة في حلة ضغط. واعد الخبراء رسما تخطيطيا لشخص آسيوي قيل انه ترك حلة ضغط بالقرب من انبوبة غاز في سوق ساروجيني ناغار الذي ترتاده الطبقة المتوسطة الذي شهد اكبر عدد من الضحايا.

وقال مصدر من قوات حرس الامن القومي انه تم العثور على «قطع معدنية تبدو انها من حلة ضغط تشير الى انها كانت بها المتفجرات وتهدف الى اشعال المواد القابلة للاشتعال الموجودة بكثرة في السوق».

وقد شنت الشرطة غارات على بيوت ضيافة وفنادق في باهارغانج، التي يرتادها السياح الاجانب. كما اعلنت عن مكافأة مالية قيمتها 2500 دولار لمن يدلى بمعلومات تؤدي الى القبض على الاشخاص الذين شاركوا في سلسلة التفجيرات.

وقامت الشرطة الهندية امس بتمشيط الاماكن التي وقعت فيها الانفجارات الثلاثة بحثا عن خيوط تؤدي الى المسؤول عن تلك الهجمات المنسقة.

فيما دعت رئيسة وزراء ولاية دلهي الجمهور الى الابتعاد عن الاماكن العامة خلال الايام القليلة المقبلة قبل احتفال الهندوس بمهرجان ديوالي او مهرجان الاضواء غدا الثلاثاء واحتفال المسلمين في وقت لاحق من الاسبوع بعيد الفطر. ونشرت قوات اضافية من الشرطة المسلحة في الشوارع وكان الاقبال على بعض المعابد والمساجد اقل من المعتاد. واثارت الاعتداءات سلسلة من الادانات في جميع انحاء العالم، وادانت باكستان القوة المنافسة للهند بشدة هذه «الهجمات الارهابية» وعبرت عن تعاطفها مع اسر الضحايا بينما عبر الرئيس الصيني هو جينتاو عن ادانته «لاي عمل ارهابي» يستهدف مدنيين.

من جهته، دان الممثل الاعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا «الهجمات الارهابية» بينما قال الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان «الفظائع الارهابية الاخيرة روعته». كما دانت فرنسا وبريطانيا وايطاليا وكندا واستراليا وجنوب افريقيا الاعتداءات.

وجاءت هذه الاعتداءات بعد اكثر من اسبوعين من تحذير اصدرته السفارة الاميركية في نيودلهي من «تهديد محتمل» بوقوع اعتداءات يمكن ان تكون انتحارية ضد المصالح الاميركية في نيودلهي ومدن هندية اخرى.

وقالت السفارة في بيان في العاشر من الشهر الجاري ان «الحكومة الاميركية تلقت معلومات تفيد بان ارهابيين يمكن ان يفكروا في تنفيذ اعتداءات على المصالح الاميركية في الهند في مستقبل قريب». وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاميركية «انه يوم حزين اخر لتذكيرنا بأن الارهاب لا يعرف اي حدود ولا يحترم اي دين.. هذه الافعال اصبحت اكثر بشاعة لانها استهدفت عمدا مدنيين ابرياء يستعدون للاحتفال بالأعياد».

وفي استراليا قال جون هاوارد رئيس الوزراء الاسترالي «كان هجوما مروعا حيث كان في منطقة مزدحمة. كانت منطقة سوق ولم يكن نوعا من الاهداف السياسية الرمزية».