تقرير: الملاريا تكبد أفريقيا 12 مليار دولار سنويا.. و2000 طفل كل يوم

0.3% فقط من مخصصات الأبحاث تنفق لتطوير علاجات للمرض وغيتس يتبرع لاختبار أول لقاح له

TT

حذر تقرير دولى من أن ما ينفق على أبحاث الملاريا لا يساوى سوى 0.3%، من جملة المبالغ المخصصة للبحوث الطبية، وذلك رغم أن الوفيات التي تسببها الملاريا تشكل نسبة 3 في المائة من جملة الوفيات التي تسببها الأمراض الأخرى. وتزامن التقرير، الذي يعتبر أول تقرير شامل حول تمويل أبحاث الملاريا، مع الاعلان عن خصص بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت عن 3.258 مليون دولار لمحاربة الملاريا يقتطع منها مبلغ جديد لاختبار أول لقاح في العالم للمرض الذي ينقله البعوض. وقال غيتس الذي يقدم ثلاث منح من خلال مؤسسة «بيل اند ميليندا غيتس للأعمال الخيرية» إنه أمر «مشين» أن يسمح العالم بمضاعفة عدد الوفيات بسبب الملاريا، خلال العشرين عاما الماضية، في الوقت الذي يمكن القيام فيه بمجهودات كبيرة لمنع المرض»، الذى يتسبب في وفاة ألفي طفل أفريقي يوميا. وتابع غيتس «ان هؤلاء الأطفال، إذا كانوا في الدول الغنية لاتخذت الدول خطوات حاسمة ازاء حل هذه المشكلة، ولانتشرت أخبار هؤلاء الأطفال في كل مكان». وتخصص المنحة 107.6 مليون دولار لمبادرة اختبار اللقاح بالتعاون مع شركة «جلاكسو سميث كلاين» في مرحلة أخيرة من التجارب الاكلينيكية لهذا اللقاح التجريبي، واسمه التجاري «موسكيريكس». وقد حقق اللقاح بالفعل نتائج واعدة في التجارب الاكلينيكية الاولى، ولكنه لن يتوفر قبل عام 2010. وستخصص مائة مليون دولار أخرى للإسراع من تطوير عدد من الأدوية الجديدة الواعدة، في الوقت الذي سيدفع فيه 50.7 مليون دولار للبحوث للاسراع من تطوير المبيدات الحشرية وغيرها من وسائل القضاء على البعوض.

يذكر ان الملاريا تصيب الملايين سنويا، وتقتل طفلا كل 30 ثانية في القارة الافريقية، وتسبب خسائر في اجمالي الناتج المحلي للقارة تقدر بـ12 مليار دولار سنويا. وقال غيتس ان التقرير الذي صدر، أكد مجددا حقائق كانت واضحة مسبقا، تتلخص في ان العالم لا يخصص أموالا كافية لمكافحة مرض الملاريا. وكان التحليل، الذي اجرته مجموعة من المنظمات العاملة في مجال أبحاث الملاريا، قد توصل الى ان جملة الإنفاق على بحوث الملاريا وتطوير وسائل مكافحة المرض قدرت العام الماضي بحوالي 323 مليون دولار، ويمثل هذا المبلغ 0.3 في المائة من جملة الإنفاق في مجال الأبحاث في المجال الصحي، علما بأن الملاريا تشكل نسبة 3 في المائة من الوفيات، التي تسببها مختلف الأمراض في العالم. وبالمقارنة تخصص لأبحاث مرض السكري نسبة 1.6 في المائة، من جملة الأموال التي تنفق على الأبحاث الطبية، علما بأنه يشكل نسبة 1.1 من الوفيات. بمعنى آخر، فإن التكلفة الانسانية لمرض السكرى عالميا، تساوي تقريبا ثلث التكلفة الانسانية، الذي تشكله الملاريا، إلا ان ما يخصص لأبحاث مرض السكري يساوي ستة أضعاف، مقارنة بما يخصص لأبحاث مرض الملاريا، وذلك لأن السكري منتشر فى البلدان الغربية، اكثر كثيرا من انتشار الملاريا، التي تتركز فى دول العالم النامي. وكانت دراسة مبكرة في موزمبيق، قد توصلت العام الماضي الى ان المصل الموجود حاليا ضد الملاريا، يوفر حماية جزئية للأطفال من المرض، ويقلل ايضا احتمالات الإصابة بالملاريا الحادة بنسبة 58 في المائة. وحتى اذا لم ينجح المصل في منع الإصابة بالملاريا، فإنه من الممكن ان ينقذ حياة كثيرين عندما يقلل من احتمالات الاصابة بالنوع الحاد من المرض. ومن المنتظر، ان تحصل مجموعة «مشروع عقاقير الملاريا» على 100 مليون دولار لدعم البحوث في مجال تطوير ادوية مكافحة المرض، حسبما أفاد مسؤول في «مؤسسة بيل وميليندا غيتس». وتتضمن المشاريع عدة أقراص تساهم في علاج الملاريا، بتناول حبة واحدة في اليوم، لمدة ثلاثة ايام وحبة بطعم الكرز للأطفال تذوب في الماء. ومن المتوقع ان تخصص بقية المبلغ، الذي تبرعت به مؤسسة غيتس الى مجموعة من العلماء الذين يحاولون تطوير نوع اكثر فعالية من المبيدات والأغطية التي تقي من لسعات الباعوض من دون اللجوء الى استخدام المواد الكيماوية.